بانوراما؛ سوريا بين انتصارات الميدان والخيارات الاميركية الروسية

الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

بانوراما-(العالم)-02-10-2016- على وقع الحسم الميداني والاحتدام السياسي بات الحل في سوريا ينتظر انتصار احدهما على الاخر. حيث تتزايد حدة التوتر الروسي الاميركي مع تلميح واشنطن الى خيارات بديلة حيال سوريا ورد موسكو بان اي اعتداء على دمشق سيؤدي لتحولات مزلزلة في المنطقة. وفيما يتارجح الوضع بين الخيارات الاميركية والردود الروسية يبدو ان الكلمة الفصل ستكون للميدان.

بين رصاص الميدان واتهامات السياسة بات مسار الامور في سوريا رهنا برجحان كفة الحلول الدبلوماسية او العسكرية.

في الميدان تقدم للجيش وحلفائه على اربعة محاور، شمالي حلب تمخض عنها انجازات تلو الاخرى مع تحرير تلة ام الشقيف والاشراف على معامل الشقيف ودوار الجندول، مضافة للتقدم في منطقة سليمان الحلبي واستعادة عدد من كتل الابنية بعد تكبيد الارهابيين خسائر فادحة.

الانجازات الميدانية تعزز اهمية الحسم الميداني وارتباطه بحل الازمة. وهو ما كان اكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان الكلمة الفصل هي للميدان بعد غياب افاق الحل السياسي بعد التوتر الاميركي الروسي.

وفيما خص هذا التوتر تهديد روسي ملفت ردا على التهديد الاميركي لحلول بديلة في سوريا. وهو ما اعتبرته موسكو انه سيشكل زلزالا مريعا في سوريا والمنطقة.

الى ذلك تقول ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الرسوية، اذا بدأ عدوان اميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك الى تحولات مزلزلة ليس فقط في سوريا بل في المنطقة باسرها. مع عدم وجود حكومة في دمشق سيحصل فراغ سياسي، سيمتلئ بما يسمى بالمعارضة المعتدلة الذين هم في الحقيقة ارهابيون.

كلام زاخاروفا رد مباشر على نظيرها الاميركي بان هناك خيارات بديلة حول سوريا اذا ما انقطعت سبل المحادثات مع موسكو.

يقول مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية: هناك خيارات اخرى تكلمنا عنها والعديد منها ليس جيدا لذا علينا التاكد من التبعات قبل اغلاق باب المحادثات. عند نقطة معينة قد ندرك بانه ليس من مصلحة احد مواصلة الحوار لكن اعتقد ان هذا الحوار ما زال في العناية المركزة لكن القلب لم يمت.

التارجح الاميركي بين انهاء الحوار مع موسكو والتاكيد بانه لم يمت، يضع واشنطن امام واقع تتحدى فيه نفسها لاثبات جديتها في التوصل لحل. وهو ما اعتبرته موسكو انه يضع الكرة بملعب الاميركيين.

يقول ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي: لدى الاميركيين، مواقف مختلفة وتباين في الآراء. بعض المسؤولين هناك يرون التنسيق معنا ضرورة، لا سيما في الشؤون العسكرية، لكن البعض الآخر يرفض ذلك. وهنا يكمن جوهر المشكلة. إذاً، الكرة في ملعب الأميركيين الآن.

لكن لا يبدو ان واشنطن تملك خططا واضحة لاعادة الكرة للملعب الروسي. فخياراتها تراوح بين تصعيد وتيرة دعم الارهابيين وتزويدهم باسلحة قد تشمل صواريخ مضادة للطائرات، وفتح جبهات جديدة. وبين حرب مباشرة ضد موسكو تنخفض اسهمها مع اقتراب رحيل الرئيس باراك اوباما والانشغال بالانتخابات الرئاسية، اما الروسي فيبدو مرتاحا لخياراته لا سيما وانها اكثر وضوحا ضمن اطار محاربة الارهاب ودعم السلطات الشرعية في سوريا والوقوف الى جانب الجيش السوري في الميدان حيث المعيار الاهم.

2