خاص؛ قائد البحرية الايرانية: من لا يصدق مدى قوتنا، فليجربنا!+فيديو

الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

أكد قائد القوة البحرية في الجيش الايراني الادميرال حبيب الله سياري أن ايران تعتبر القوة الاولى في المنطقة فيما يخص قدرتها على دفاعها عن شعبها ومصالحها، وأن اي جهة تفكر بإيجاد اي تحد أو تهدید لنا فستواجه ردا حاسما، مشيرا الى أن حضور البحرية الايرانية في المياه الحرة هدفه تثبيت الأمن والاستقرار وحماية السفن الايرانية وغير الايرانية من هجمات القراصنة.

وقال الادميرال سياري في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج "من طهران": إن إيران لديها القوة الكافية لردع اي اعتداء، ونحن عملنا علی رفع مستوی قدراتنا الدفاعیة ولا نزال مستمرین في ذلك، إلی حد أن اي قوة اذا ارادت ان تعمل على ایجاد أي تحد أو تهدید لنا فسوف تواجه برد حاسم بدون أدنی شك. والكل يعلم جيدا بأنه لا يجب القیام بهذه الأعمال أو الإقتراب من مصالحنا وحدودنا ومصادرنا أو محاولة إلحاق الضرر بنا، والسبب أننا نتحکم بکل شيء، وعملیات الرصد لدینا کاملة وشاملة ونقف علی جمیع تحرکاتهم، والکل یعلم بأن ردة فعلنا ستکون قاسیة ومؤلمة على اي هجوم.

تطوير ايران لقدراتها واعتمادها على نفسها

وفي معرض حديثه عن تطوير ايران لقدراتها، قال سياري: فيما يخص التدریب والصیانة والحفاظ علی ما لدینا من سفن وصناعة سفن جدیدة، فإننا في جمیع هذه المجالات کنا غیر مستقلین، أي تابعین ومعتمدین علی دول أخری. ولكن ببركة الثورة الإسلامیة، وما تفضل به الإمام الراحل (ره) من وجوب الوقوف علی أقدامنا في مجالات توفیر المعدات والأجهزة وتدریب وتعلیم القوی البشریة، فاليوم نستطیع القول وبكل ثقة إننا في مجال التدریب وتربیة وإعداد القوی البشریة قد وصلنا إلی مرحلة یمكننا من خلالها توفیر وایجاد جمیع إحتیاجاتنا.

واضاف: الکلام الآنف الذکر لایعني أننا قد وصلنا إلی مرحلة یمکننا من خلالها الإستغناء عن العلم الحدیث في العالم، کلا المسألة لیست علی هذا المنوال، نحن یمکننا أن تکون لدینا علاقات وصلات تعلیمیة وتدریبیة، لکن إقامة الصلات العلمیة والإستفادة من العلم في العالم لها ظروفها الخاصة بها، ولیس أن یشعر طرف بأنه مسیطر علینا ونحن بدورنا نقبل بالإنقیاد ونبقی تحت سیطرة الإستعمار، نحن لدینا صلات وعلاقات وروابط، کما أننا لدینا العلم والمعرفة والخبرة ونتبادل العلوم مع الجامعات الراغبة بالتواصل معنا.

وتابع الادميرال سياري: أما فیما یخص الحفاظ علی معداتنا وصیانتها، فقد کنا نعتمد علی الآخرین بشکل مطلق، بینما الیوم نحن مکتفون ذاتیا بشکل کامل، والیوم العاملون في القوة البحریة لدیهم المقدرة علی القیام بأنواع الصیانة والمحافظة علی أنواع المعدات والأجهزة کالسفن العائمة والمدمرات والسفن المساندة والغواصات أو حتی الوسائل الخاصة بالطیران والتحلیق علی أفضل وجه ممکن، كما ان مستوی الصیانة لدینا عال إلی درجة أننا نقوم بأعمال الصیانة بأفضل وجه والجمیع علی أهبة الإستعداد للقیام بأي مهمة.

الادميرال سياري في لقاء مع قناة العالم

وصرح: نحن نصنع المدمرات والسفن الحاملة للصواریخ، وصنعنا العدید منها وقد دخلت الخدمة فعلیا، ودخلنا مرحلة صناعة الغواصات. هذه کلها إنجازات تحققت في الأعوام التي تلت إنتصار الثورة الإسلامیة المبارکة بسبب الهمة العالیة.. واليوم لدینا حضور في المياه الحرة في العالم، ویمکننا التواجد في خلیج عدن والدفاع عن مصالح بلادنا.

واوضح: قبل الثورة الاسلامية لم نكن قادرين على القیام بأعمال الصیانة، إلا أننا الیوم تمکنا من القیام بهذا العمل علی أعلی المستویات، لیس هذا فحسب بل تمکنا من عبور مرحلة الصیانة والوصول إلی مرحلة الإنتاج والتصنیع. الیوم نحن نقوم بصنع سفن قاذفة للصواریخ، مثل "بیکان" و"جوشن" وأسماء أخری دخلت في خط الإنتاج.

وتابع الادميرال سياري: "جماران" أکبر من السفینة الحاملة والقاذفة للصواریخ، فهي في مستوی وحجم المدمرة، نحن صنعنا "جماران" و"دماوند" و"سهند"، إضافة إلی وجود أنواع أخری من المدمرات لاتزال في مرحلة الإنتاج.

واضاف: کل ما سبق ذکره یوضح القدرات البشریة والعلمیة والصناعیة التي نتمتع بها. کما أن بعض الغواصات تنتج في بلادنا الیوم من الصنف المتوسط والخفیف. کل هذه الإنجازات السالفة الذکر عبارة عن فنون ومهارات دخلت مرحلة التطبیق والتنفیذ، ولها وجود في هذه البلاد.

تهديد ايران لبلدان المنطقة

وقال الادميرال سياري: إن قواتنا تتبع تعلیمات وإرشادات القائد العام للقوات المسلحة وقائد الثورة الإسلامیة، ونحن ننتج الصواریخ ونصنع الطائرات والسفن الحاملة والقاذفة للصواریخ والمدمرات والطوربیدات وجمیع الأجهزة والمعدات، وقد تطورت قدراتنا الدفاعیة عاما بعد عام، لکن کل ما سبق ذکره لیس من أجل تهدید الآخرین او حقوقهم، لکن کل هذا من أجل الدفاع عن أنفسنا.

واضاف سياري: یجب أن نکون قادرین علی الدفاع عن میاهنا الإقلیمیة وعن حدودنا البریة وعن مجالنا الجوي، کما یجب علینا أن نکون قادرین علی الدفاع عن المصادر التي تعود ملکیتها لنا سواء في المیاه الإقلیمیة أو مناطق المراقبة، یجب أن نکون قادرین علی الدفاع عن مصالحنا.

وتابع: إذا کان خلیج عدن، على سبيل المثال، غیر مستقرا، ویقوم القراصنة بإختطاف إحدی سفننا، من الذي یجب أن یذهب إلی تلك المنطقة ویدافع؟ نحن نقوم بهذه المهمة.. وعلى هذا الأساس، فإن ما نقوم به من تطویر وتوسیع لأجهزتنا ومعداتنا العسکریة هو من أجل الدفاع عن أنفسنا، وكا قال قائد الثورة الإسلامية فإن شعب لایتمکن من الدفاع عن نفسه، فهو لیس بشعب حي.

ونوه قائلا: مرة أخری أنا أؤکد أن تطویر المعدات والأجهزة موجود في جدول أعمالنا، ولکن من أجل الدفاع عن أنفسنا ولیس من أجل تهدید الآخرین.

التواصل والمناورات مع البلدان الاخرى

وقال الاميرال سياري: المناورات التي نجریها تهدف إلی رفع مستوی قدراتنا ومهاراتنا والإستفادة المثلی من معداتنا وأجهزتنا، وفي نهایة المطاف من أجل سیاسة الردع للبلاد، من أجل أن نستطیع الدفاع عن حدودنا ومیاهنا الإقلیمیة ومصادرنا. وإن لم تجر القوات المسلحة المناورات المختلفة، فأنها ستعجز عن القیام بإتخاذ أي خطوة عملیة إذا مادعت الحاجة.

وأضاف: ان المناورة هي جزء من تدریباتنا ویجب القیام بها. وربما نجري المناورة بصفة مشترکة مع دولة أخری، علی سبیل المثال، نقوم بإجراء المناورات مع سلطنة عمان في مجال الإنقاذ في منطقتي شرق مضیق هرمز وبحر عمان، من أجل أن نضع قدراتنا جنبا إلی جنب ونتدرب في حال ما إذا ما حدث أمر ما لأي سفینة تجاریة تابعة لأي دولة في العالم یمکننا تقدیم المساعدة لها، وهذا هو علی وجه التحدید معنی مناورة الإنقاذ، لكن البعض یعمد الی الصید في الماء العکر من أجل ترویج فکرة ایران فوبیا، أو الرهاب من ایران.

وتابع سياري: هناك تدريبات نجريها مع دول اخرى لمدة يوم واحد، وهذه التدریبات الهدف منها التنسیق في أغلب الأحیان، وتبادل العلم والمعرفة بین الجانبین ومعرفة قدرات کل جانب والتقارب بین القوات البحریة المختلفة. فكلما رفعنا من مستوی قدراتنا وأجرینا المناورات المختلفة، فذلك بهدف رفع مستوی الردع للبلاد أمام أي تهدید.

حضور ايران في المياه الحرة

وقال الاميرال سياري: ان تواجدنا في المياه الحرة من المهام التي نفذناها خلال الأعوام التسعة الماضیة بناء علی تعلیمات تفضل بتوجیهها القائد العام للقوات المسلحة للقوة البحریة بصفتها قوة إستراتیجیة.. وحدیث القائد یتلخص في أن المياه الحرة تخص العالم بأسره، ونحن لسنا من اولئك الذین یعتدون علی مصالح ومصادر وحدود الآخرین، لکننا نتواجد في المياه الحرة، كما يتواجد الآخرون فیها.

واضاف: علی سبیل المثال، التواجد الیوم في خلیج عدن، کمیاه حرة، الهدف منه هو سعينا لتثبیت الأمن والإستقرار، أولا لسفننا لان أکثر خطوط تجارتنا في ذلك المکان، فیجب علینا توفیر الأمن لسفننا، وثانيا فإننا طوال تواجدنا في خلیج عدن قدمنا يد المساعدة للكثير من السفن التابعة لدول أخری لانقاذها من براثن قراصنة البحر.

وتابع: دول العالم التي لديها قوة بحرية تتواجد في المياه الحرة ونحن أیضا یجب أن یکون لدینا تواجد فیها لاننا لسنا أقل شأنا من الآخرین ویجب أن یرفرف علمنا عالیا بین أعلام دول العالم للدفاع عن مصالحنا، ولو لم تکن لدینا هذه القدرات لأصبح لزاما علینا أن نذهب عند الآخرین ونطلب منهم مرافقة سفننا وتوفیر الأمن لها.

وصرح: ان تبادل الزیارات بین أسطولنا وأساطیل الدول المختلفة الواقعة علی ساحل المحیط الهندي أو جنوب شرق آسیا أو البحر الأبیض المتوسط أو الساحل الجنوبي للهند، ينتج عنه تطویر العلاقات والصلات بمختلف أنواعها، الثقافیة والسیاسیة والإجتماعیة عن طریق هذه الزیارات المتبادلة بیننا وبین بقیة الدول، وهذا کله ناتج عن تواجدنا في المياه الحرة. نحن ننقل رسالة الصداقة والسلام للجمیع.   

حدود تواجد ايران في المياه الدولية

وقال الادميرال سياري: المیاه لها تعریفها الخاص بها، هناك المیاه الإقلیمیة والمیاه الخاصة بالمنطقة، والمناطق الإقتصادیة ولدینا المضائق والجرف القاري، إضافة إلی کل ما سبق توجد میاه یطلق علیها إسم المياه الحرة، وحیثما وجدت هذه المیاه نحن لدینا کامل الحریة بالتواجد فیها، مع التأکید علی الإلتزام بالقوانین والضوابط الدولیة، کما هي الحال مع الدول الأخری التي تتواجد فیها.

وتابع: فیما یخص الخلیج الفارسي فهو خلیج محدود وبحر نصف مغلق، ویخص الدول الجارة، ومن وجهة نظرنا فإن تواجد القوی الأجنبیة فی هذا البحر هو امر لا معنی له في الغالب. ولهذا السبب نعلن علی الملأ بعدم وجوب تواجد الأجانب فیه، وإذا کان الأجانب یصرحون بأننا متواجدون هنا من أجل توفیر الأمن لخطوط نقل الطاقة، أو أننا هنا لتکمیل قدرة بعض الدول، فنحن نعارض مثل هذا الکلام.

واضاف: نحن نقول ان الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وبحضور دول المنطقة، یمکنها تثبیت الأمن في الخلیج الفارسي بأکمله ومضیق هرمز وشمال المحیط الهندي، ومن أجل تحقیق الهدف السابق لاحاجة لنا لتواجد الآخرین. هذه هي إستراتيجیتنا وهذا ما نطرحه. هذه منطقتنا، والخلیج الفارسي موطننا ومنزلنا، کما أن مضیق هرمز منزلنا، نحن والدول الجارة بإمکاننا تثبیت الأمن فیه إضافة إلی تثبیت أمن خطوط إنتقال الطاقة.. المياه الحرة کثیرة ومتعددة في العالم، لیذهبوا إلی مكان آخر ویسرحوا ویمرحوا فیها

واكد الادميرال سياري: أن أمن المکان والمنطقة بأیدینا نحن، ونحن قادرون علی تعزیز الأمن وتثبیته، بل أن حضور الأجانب هو الذي یسبب عدم الإستقرار والتوتر، والكل يشهد على ان حضور الأجانب في الدول الجارة، شرقنا وغربنا، سبب في ایجاد عدم الإستقرار والتوتر بدلا من توفیر وتثبیت الأمن.

ترتيب القوة البحرية الايرانية بالنسبة للعالم

وأكد الادميرال سياري أن ايران ليست بحاجة لسباق في التسلح، اما في المجال العلمي فنحن نقول إن موقعنا متقدم جدا، وفي المجال العسکري فأن الجمهوریة الإسلامیة في ایران لم تدخل سباق التسلح علی الإطلاق، وعلی سبیل المثال فإن دولة ما أنفقت العشرات بل مئات الملیارات من الدولارات من أجل شراء الأسلحة ووضعت هذه الأموال في جیب دولة من الدول، ونحن لانقوم بهذا العمل، بل نعتمد علی قدراتنا الداخلیة وننظر إلیها.

وقال سياري: تتمثل قوتنا في المنطقة في أننا نستطیع الدفاع عن مصالحنا ومصادرنا ومصالح شعبنا، ونحن في هذا السیاق نعتبر القوة الأولی،. ومن لایصدق هذا الکلام، وکما قیل قديما: بسم الله فلیتفضل. لكننا نأمل بأن لایحصل مثل هذا الأمر.

واضاف: أما فیما یخص المکانة العلمیة فأنها عالیة ومرموقة، کما أن موقع قواتنا المسلحة عال ومرموق ايضا، نحن نعتبر أقوی قوة في المنطقة، وعند النظر إلی میزانیات التسلح لدی دول المنطقة ومقارنتها بمیزانیتنا في ایران لوجدتنا في أسفل الجدول. أما فیما یخص القوة فنحن في مکانة عالیة لأننا ننظر إلی القدرات والکفاءات الداخلیة ونعتمد علیها، لأن ثقتنا بأنفسنا کبیرة جدا، ولدینا خبرة ثمان سنوات من الدفاع المقدس.

علاقات البحرية الايرانية مع نظيراتها الاوروبية

وفيما يخص علاقات البحرية الايرانية مع نظيراتها الاوروبية قال الادميرال سياري: إن ايران لدیها زیارات متبادلة مع البحریة الروسیة، ومؤخرا وصلت سفینة ایطالیة وهدفها الوحید فقط تطویر العلاقات. یمکننا نحن بالنظر إلی العلم والمعرفة والتخصص والخبرة التي إکتسبناها خلال فترة الدفاع المقدس التي إستمرت لثمان سنوات أن تکون لنا کلمة في مجال البحر علی مستوی العالم.

وتابع: یمکننا إقامة صلات وعلاقات تعلیمیة وفنیة وتبادل الزیارات وتبادل المتخصصین بین الدول التي لها علاقات معنا، والعمل علی تطویر هذه العلاقات التي تعمل علی تبادل رسائل السلام والصداقة مع هذه الدول. وبالنسبة للایطالیین فإنهم حلوا ضيوفا علينا في میناء بندر عباس لمدة ثلاثة أیام بهدف تطویر العلاقات والصلات علی جمیع الصعد الإجتماعیة والثقافیة والسیاسیة والإقتصادیة والبحرية.

3ـ 108