إيقاف الاتصالات الروسية الأميركية بخصوص سوريا

إيقاف الاتصالات الروسية الأميركية بخصوص سوريا
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

انتهى المد والجزر في التصريحات الروسية - الأميركية والاتهامات المتبادلة بين موسكو وواشنطن في الآونة الأخيرة بالإعلان عن وقف الاتصالات بشأن الأزمة السورية بين الجانبين.

لكن الجانب الأميركي كما يبدو حاول الحفاظ على شعرة معاوية، بالحديث عن نية واشنطن التواصل باستخدام قنوات الاتصال العسكرية مع موسكو رغم قرارها، بهدف تجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.

لم تنتظر موسكو طويلا في تعليقها على الإعلان الأميركي، واتهمت واشنطن بأنها لم تف بالتزاماتها حسب الاتفاقات حول سوريا.

وذكرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن إجراءات واشنطن سمحت للمسلحين في سوريا بإعادة ترتيب صفوفهم، معربة عن أسف الجانب الروسي لاتخاذ مثل هذا القرار من قبل الشركاء الغربيين: "نأسف لقرار واشنطن وقف عمل مجموعات الخبراء في جنيف، وسحب الخبراء (العناصر الذين أرسلوا للعمل في مركز التنسيق المشترك مع روسيا) والاكتفاء فقط بمجال منع الصدام (قنوات الاتصال العسكرية لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا)".

تصريحات المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، كانت أكثر حدة، حيث أوضح الأخير أنه لولا التدخل الروسي في سوريا لكانت الرايات السوداء ترفرف فوق دمشق.

الدبلوماسي الروسي ذكر الأميركيين مرة أخرى بالتواجد الروسي ودور موسكو على الساحة الدولية، موضحا أن موسكو لا يمكن لها أن تقبل بإجراءات أميركية أحادية الجانب في سوريا، وترك المجال مفتوحا أمام واشنطن للعودة عن قرارها بإشارته لوجود فرصة لوقف الأعمال العدائية بعد إعادة التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة.

وأعلن تشوركين أن موسكو لا تعتزم اتخاذ خطوات أحادية الجانب لتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا. واستبق المسؤول الروسي تقديم مشروع القرار الفرنسي إلى مجلس الأمن بالقول: "إذا كانت فكرة مشروع القرار هي الدفع بنا نحو وقف إطلاق النار من قبل القوات الحكومية (بشكل أحادي الجانب)، فإن هذا القرار لن يعمل.. سيعمل فقط في حال موافقتنا على إجراءات منسقة أشد ضد الإرهابيين، لأن وقف الأعمال العدائية لا يشمل المجموعات الإرهابية".

وحول العملية العسكرية الروسية في سوريا والوضع الميداني قال: "جبهة النصرة هي من يقصف المدنيين في سوريا، وتحاول شن هجوم في حماة وضواحي دمشق.. لولا تدخلنا في سوريا لوصلت الرايات السوداء إلى دمشق".

وأشار تشوركين إلى أن روسيا طرحت على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار حول محاربة فكر الإرهاب والتطرف.

وأوضح المسؤول الروسي أن موسكو ترى ضرورة في إجراء تحقيق بقصف القافلة الأممية في حلب.

وكانت الخارجية الأميركية أوضحت في وقت سابق أن قرارها بوقف الاتصالات، اتخذ بعد دراسة عميقة وصعبة، مؤكدة أن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف عن وقف الاتصالات.

وذكرت واشنطن على لسان الناطقة باسم الخارجية الأميركية، إليزابيث ترودو، أن قرار تعليق التعاون اتخذ بصعوبة بالغة قائلة: "لا يمكن الحديث عن أن هذا القرار قد اتخذ بسهولة".

وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستسحب أفرادها الذين كانوا يعملون في مركز التنسيق المشترك مع روسيا، مؤكدة أنها ستواصل استخدام قنوات الاتصال العسكرية مع موسكو رغم القرار المتخذ لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.

وأشارت ترودو إلى أن القرار لم يأت بسبب تعليق موسكو الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم.

رغم ذلك فإن الخطوة الأميركية تأتي بعد القرار الروسي الذي يمس الولايات المتحدة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أصدر أمرا في وقت سابق من الاثنين بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن غير الودية حيال موسكو.

وفي نفس السياق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن معالجة البلوتونيوم إجراء اضطراري وإشارة إلى أنها لن تتمكن من التعامل مع روسيا من منطلق القوة وبلغة العقوبات والإنذارات النهائية مع الحفاظ على التعاون مع روسيا في مجالات تخدم مصالح الولايات المتحدة، مؤكدا أن موسكو ستكون مستعدة لاستئناف العمل بالاتفاقية في حال غيرت الولايات المتحدة سياستها الخارجية.

تأتي كل هذه التطورات بعد احتدام المعارك في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة، لا سيما في حلب، حيث تفاقم الوضع وأصبحت الهدنة في مهب الريح، ووصل الأمر إلى تحذيرات روسيا للولايات المتحدة من غزو سوريا بعد أن أوصى الرئيس الأميركي، باراك أوباما جميع وكالات الأمن القومي بدراسة كل الخيارات ضد دمشق.

المصدر: روسيا اليوم

107-4