ما حصل في كركوك عملية إنتحارية ولكن ..

ما حصل في كركوك عملية إنتحارية ولكن ..
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

شهدت مدينة كركوك يوم امس الجمعة قيام انتحاريين “دواعش” بتفجير انفسهم والاشتباك مع الاجهزة الامنية عند عدة مبان في المدينة ، منها مديرية الشرطة، ومركز شرطة العدالة، ومركز شرطة دوميز، ومقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومحطة كهرباء الدبس ، واسفر الهجوم عن استشهاد وجرح العشرات من المواطنين العزل ومن قوات الشرطة والامن والبيشمركة.

محافظ كركوك نجم الدين كريم، وقائد شرطة كركوك خطاب عمر والمتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ، اكدوا جميعهم ان القوات الأمنية وقوات البيشمركة وقوات مكافحة الإرهاب سيطرت تماما  على الوضع الأمني في كركوك ، بعد قتل جميع “الدواعش” الانتحاريين وكانوا بالعشرات.
يبدو ان خلايا “داعشية” نائمة داخل مدينة كركوك ساعدت المهاجمين الانتحاريين “الدواعش” , بعد ان تسللوا عبر حدود محافظة كركوك مع المناطق التي تسيطر عليها عصابات “داعش”، لاسيما من مناطق جنوب غرب كركوك ومنها الحويجة ، وبدا ذلك واضحا من هيئة المهاجمين ولحاهم الطويلة ، التي دلت على انهم لم يكونوا من داخل مدينة كركوك.

تسلل الارهابيين “الدواعش” الى داخل مدينة كركوك ليس مستبعدا ، فهناك مناطق واسعة في محافظة كركوك هي تحت سيطرة “داعش” ، وتمتد من قضاء دبس وحتى قضاء داقوق , وهو ما مكن  “الدواعش” من التسلل الى داخل المدينة بالتنسيق مع الخلايا النائمة في المحافظة.
ان ما حدث الجمعة في كركوك لم يكن سوى عملية انتحارية نفذتها مجموعة من عناصر “داعش” للتغطية على خسائرهم  الاخيرة في معركة تحرير الموصل والمعارك التي سبقتها ، ولرفع معنويات “الدواعش” المنهارة في الموصل وغيرها ، وبدا ذلك واضحا عندما حاولت “داعش” رفع معنويات مقاتليها داخل الموصل ، عبر اشاعة خبر “سيطرتهم” على مدينة كركوك بين اهالي الموصل.

صحيح ان ما حدث في كركوك لم يكن سوى عملية انتحارية جماعية نفذتها مجموعة يائسة من “الدواعش” ، لكن كان خرقا امنيا كبيرا وكبيرا جدا ، وتكمن خطورته في احتمال تكراره مرة اخرى في كركوك او في غيرها من المناطق  ، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة للملف الامني لمحافظة كركوك ، وكذلك يستدعي ايضا ايلاء قضية تحرير الحويجة الاهمية المطلوبة ، لما تشكله هذه المنطقة الاستراتيجية من اهمية على الوضع الامني في كركوك والمناطق المحيطة بها.

يبدو ان القيادات الامنية العراقية وخاصة في محافظة كركوك ، استلمت رسالة الهجوم ، وعقدت على الفور اجتماعا عاجلا في احد المعسكرات في كركوك لتدارك الخرق الامني في المحافظة ، حيث اكدت القيادات الامنية على وضع خطة عاجلة وطارئة من اجل الخروج بحل يفضي الى انهاء خطر “داعش” في كركوك.
ما حدث في مدينة كركوك الجمعة ، تزامن مع حدثين لافتين وقعا في نفس اليوم واثارا العديد من علامات الاستفهام حول ما جرى في كركوك وما يجري في الموصل بشكل عام ، الاول تصريحات بعض القيادات الامنية العراقية ومن بينها رئيس شرطة كركوك خطاب عمر ، و المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن ، حيث اكد الرجلان وبشكل غير منتظر ولافت على عدم مشاركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني ال(ب ك ك ) في المعركة التي جرت ضد عناصر “داعش” الذين تسللوا الى داخل مدينة كركوك ، وهي تصريحات لم تأت من فراغ ، ويبدو ان الرجلين ينفيان من خلالها على شبهات اثارتها تركيا او جهات محسوبة على تركيا ، ازاء ما جرى في كركوك الجمعة ، لاسباب لم تعد خافية على احد.

الحدث الثاني والذي تزامن مع الخرق الامني في كركوك ، كان الجريمة النكراء التي ارتكبها التحالف الامريكي عندما قصفت طائرة مجهولة لهذا التحالف ، الذي يضم دولا اقليميا لا تخفي اطماعها في العراق ، ولا عداءها للنظام العراقي ، مجلسا عاشورائيا خاصا بالنساء في حسينية في منطقة محررة يسكنها الشيعة في قضاء الداقوق ، واسفر الهجوم عن استشهاد اكثر من 20 امراة واصابة العشرات منهن بجروح بالغة.

الخرق الامني في كركوك ، والتصريحات اللافتة لبعض القيادات الامنية العراقية بشان عدم مشاركة ال”ب ك ك ” في عملية تطهير كركوك من “داعش” ، والقصف المتعمد لمناطق محررة من “داعش” في كركوك ، بالاضافة الى نفي الحكومة العراقية لمزاعم وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ، حول توصل بغداد وانقرة الى صيغة من الاتفاق بشأن الدور التركي في معركة الموصل ، كلها تؤكد ان هناك لاعبين اقليميين واجانب ، يلعبون الى جانب “داعش” ، ضد مصلحة الشعب العراقي.

* شفقنا

213