بانوراما؛ سوريا.. اتهامات سياسية بالكيميائي بلا أدلة

الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠١:١١ بتوقيت غرينتش

بانوراما (العالم) - 23-10-2016- تقرير ماراثوني مفاجئ قدم لمجلس الامن الدولي يتهم سوريا بتنفيذ هجمات بغازات سامة العام الماضي، التقرير حظي باهتمام غربي مدروس وسط تغاض عن عشرات الهجمات بالاسلحة الكيمياوية نفذتها "داعش" في سوريا والعرق، ما يثير شكوكا كبيرة حول توقيته وخلفياته، فهل هو مقدمة وذريعة لعدوان عسكري ضد سوريا بعد فشل الرهان على الارهاب؟.

فجأة ومن وسط الانتكاسات التي تمنى بها الجماعات الارهابية والدول الراعية لها، يخرج كلام قديم جديد لتحويل الانتباه باتجاه قضية اخرى، قد تفتح الباب لتعاط مختلف مع سوريا.

فجأة ظهر تقرير سري قدم لمجلس الامن الدولي يتهم الحكومة السورية بشن هجوم بالغازات السامة على عدد من المناطق. تقرير هو الثالث من نوعه واستمر ثلاثة عشر شهرا، يلقي اللوم على دمشق بالقاء غازات سامة على قميناس في محافظة ادلب منتصف آذار/مارس العام الماضي.

المحققون المشاركون في التقرير الماراثوني والسري غير معروفين وخلفيتهم مجهولة، فهل هم خبراء ام مجرد جامعي معلومات من مصادر الجماعات المسلحة. غير ان التساؤل الاكبر هو لماذا الكشف عن التقرير في هذا الوقت، والاهتمام الاعلامي والدبلوماسي به، حيث طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بمعاقبة منفذي هذه الهجمات.

وللاجابة على هذا التساؤل يعود المتابعون للصمت الدولي حيال هجمات بالاسلحة الكيميائية نفذتها الجماعات الارهابية في سوريا والعراق. فالدول الغربية قبل غيرها اعترفت بامتلاك جماعة "داعش" الارهابية اسلحة كيميائية. حيث قامت "داعش" باستخدام غازات الكلور والخردل في هجماتها على مناطق شمال شرقي سوريا اكثر من مرة.

وفي العراق تشهد هذه الطفلة فاطمة البشيرية اول شهيدة في ناحية تازة خورماتو العراقية على غازات داعش السامة، وفاطمة ليست الا فاتحة للكثيرين الذين قضوا او اصيبوا بعوارض غاز الخردل وغيره. عوارض لم تكن واضحة للدول والاطراف التي تتخذ التقرير السري المزعوم مطية لتمرير مشاريع معينة. والتي يقول المتابعون انها لا تخرج من اطار ايجاد ذريعة لتدخل عسكري في سوريا.

خاصة وان مجلس الامن تبنى قرارا في السابق يدعو لاستخدام الفصل السابع لفرض عقوبات على الاطراف غير الملتزمة فيما خص السلاح الكيميائي. والطرف غير الملتزم هنا يجب ان تكون الحكومة السورية بنظر الدول الغربية، ولا بد من تعاط اكثر قسوة معها.

في ظل اتجاه الرهان على الجماعات الارهابية نحو الفشل في حلب وباقي المحافظات. فهل تقدم الدول على هكذا خطوة بحجة تقرير خرج من العدم ومبني اتهامات سابقة تفتقر للادلة، ليكون ذريعة لعدوان اكبر على سوريا مثله مثل خرافة نشر الديمقراطية الغربية التي سفكت دماء مئات الاف السوريين.

2