عزرائيل سيتجول في حلب على هيئة جندي سوري!

عزرائيل سيتجول في حلب على هيئة جندي سوري!
الجمعة ٢٨ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

على الرغم من تصريحات واشنطن بأن الحل العسكري لن يسمح بالحفاظ على وحدة سورية، إلا أن جموح راعي البقر وحبه للمقامرة على طريقة الغرب المتوحش توحي بغير ذلك، فالموصل هي نقطة الانطلاق نحو الرقة والشعار الدعائي هو محاربة "داعش".

تهدئة نحو تركيا، وغزل باتجاه الأكراد، فيما ترى أنقرة نفسها مضطرة لإبداء التعاون والمرونة مع الدب الروسي الرافع لمخالبه بوجه ثعلب أنقرة، لن تقوم السلطنة بالتقدم نحو حلب بل ستكتفي بالباب ومنبج لإخراج الكرد منها كهدف أول قد يسبق قتال "داعش" نفسه.

هذا ما قاله أردوغان علانيةً كنوع من طمأنة الروس، في حين أطلقت عاصمة السيوف البتارة دمشق تحذيرها باتجاه تركيا ونفذته من خلال استهداف جوارح الجو لمسلحين تدعمهم أنقرة في الشمال، الأخيرة ردت بأنها ستستمر في عمليتها العسكرية وستحمي حلفائها، الروس هنا سيحاولون الموازنة بين التعاطي مع التركي والتنسيق مع الحليف السوري.

أما العجوز أوروبا فتصطك أسنانها قلقاً من تنامي في قوة البعبع القوقازي، هناك جزيرة القرم وسورية، وعلى الناتو أن يتحرك في مواجهة القطع البحرية وغيرها من مظاهر التواجد العسكري لموسكو، تثاءبت القارة العجوز بعد أن استفاقت من سكرة النوم، هناك خوف من استهداف الطيران الروسي لحلب بما سيعجل من تحرير المدينة وجعلها في كنف الدولة السورية، طمأنت روسيا الأوروبيين بأن طيرانها لم يحلق حتى الآن فوق حلب، وأبدت استعدادها لتمديد الهدنة وإيصال المساعدات، تعود أوروبا لإبراز مخاوفها الجديدة من تحول الرقة إلى نقطة انطلاق لـ"داعش" من أجل تنفيذ هجمات إرهابية في بلدانها، وهذا ما كانت كل من موسكو ودمشق قد حذرت منه، أهو بداية تمهيد أوروبي للروس يبرز رغبتهم بالمشاركة في معركة الرقة بقوة؟ أم تبرير لتفعيل طيرانهم ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن؟ في كلتا الحالتين فإن الشبق الأوروبي هو على مبدأ الراغبة التي تظهر التمنع أحياناً.

رأس دبلوماسية الكاوبوي جون كيري في حالة توتر سياسي، فهو إما مصر على التقدم باتجاه الرقة في العمق السوري، وإما يؤكد بأن لا حل عسكري في سورية لأنه سيؤدي إلى التقسيم، هناك شبق كردي للاشتراك بتلك المعركة فيما الأتراك غاضبون وواشنطن حائرة بين الاثنين.

أعرابياً هناك نظام الهياكل العظمية المصر على وضع العصي في عجلة أي حل، لقاء لرأس الهرم الوهابي بمعارضة سورية تُسمى اللجنة العليا للمفاوضات، وتأكيد من الرياض على استمرارها بدعم تلك المعارضة، هذه هي محطة إعادة ترتيب الأوراق والتقاط الأنفس إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الصدام العابر للحدود.

أما سوريّاً فإن الجيش السوري يتقدم في حلب بتنسيق كامل مع الروسي الذي أخذ ضمانة التركي بتحييد نفسه عمّا يجري في المدينة مقابل سماح موسكو لأنقرة بمتابعة عمليتها في الشمال، وبينما يزداد الزخم العسكري لدى الجيش يصدر الرئيس الأسد مرسوماً مدد فيه المهلة لثلاثة أشهر من أجل العفو عن كل مسلح يبادر بتسليم نفسه، أعلن سيد دمشق نهائياً الفرصة الأخيرة قبل الشروع بعملية العد العكسي لتحرير كامل حلب، إما العودة إلى الدولة والاعتراف بالهزيمة وإما ستقوم آلة الحصاد العسكرية بجز أرواح مسلحي حلب، وقد كان هذا المرسوم لزيادة معنويات الشعب السوري لأن ذلك دليل قوة وتقدم ميداني، إضافةً لإعطاء فرصة أخيرة للمسلحين قبل وصول عزرائيل المتجسد بدبابة سورية إلى مشارف مناطقهم، فضلاً عن التأثير المدوي على معنويات المسلحين وبيئاتهم، هناك خياران وضعتهما دمشق أمام هؤلاء الاستسلام أو الموت ومعنى هذا أن الاتفاق مع روسيا على تحرير حلب بات قاب قوسين أو أدنى أيضاً.

*علي محلوف_ شامتايمز

110