المرجعية توصي بذكر المقاتلين الشهداء ورفع صورهم في مسيرة الأربعينية

المرجعية توصي بذكر المقاتلين الشهداء ورفع صورهم في مسيرة الأربعينية
الجمعة ٠٤ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٢:١٩ بتوقيت غرينتش

أوصت المرجعية الدينية العليا، برفع صور وذكر سير المقاتلين الشهداء في عمليات التحرير خلال زيارة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام، التي تصادف في 21 من تشرين الثاني الجاري.

وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "السائرون بدرب المحبة والولاء للامام الحسن [ع] ونحن نقترب من مسيرة الاربعين الخالدة ينبغي ان نستذكر عدة امور ونعمل على تحقيقها".

وبين ان من هذه الامور "استذكار ان القران الكريم وسيرة وتعاليم النبي [ص] وآله الاطهار [ع]، وما تقتضيه الفطرة الانسانية وسيرة العقلاء كل ذلك يوجب علينا ان يكون مسيرنا هادفا واعيا بعيدا عن السطحية وقد ارشدنا المأثور من زيارة المعصومين [ع]، الى الكثير من الاهداف الآلهية المتوخاة من مثل هذه المسيرات ومنها التنبيه الى مبدأ التولي الى الله تعالى والرسول [ص]، والائمة الاطهار [ع] والاولياء والتبرأ من اعدائهم وهذا المبدأ حي لا ينقطع مابقي لله عباد يسيرون على نهجهم ويعملون بسيرتهم ويدعون للاقتفاء باثارهم ويعملون على اعلاء كلمته وكان لهم اعداء لاطفاء نورهم واثارهم والتنكيل بمحبيهم ومحاربة نهجهم".

وتابع البيان، "لقد ورد في زيارة عاشوراء: [أتقرب الى الله وثم اليكم بموالاتكم والبراءة من اعدائهم والناصبين لكم بالحرب ومن اشياعهم واتباعهم وسلم لمن سالمكم وولي لمن والاكم]، ولقد أوضح الائمة معنى الموالاة فقد ورد عن الامام الباقر [ع]: [من كان لله مطيعا فهو لنا وليا ومن كان عاصيا فهو لنا عدوا ولا تنال ولايتنا الا بالعمل والورع، فوالله ماشيعتنا الا من اتقى الله واطاعه وما يعرفون الا بالتواضع والخشوع واداء الامانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر وحسن الجوار واهل المسكنة وبر الوالدين والغاربين والايتام وتلاوة القران وكف الالسن عن الناس الا من خير وامناء عشائرهم في الاشياء]".

وأكد الكربلائي، أن "الولاء ليس مجرد إظهار الحب بل لصدق الطاعة لله ولرسوله وآله الاطهار واقتفاء اثارهم فيما ورد من مناهج الحياة المختلفة من اداء الواجبات وترك المحرمات والتخلق باخلاقهم وادابهم [ياليتني كنت معكم فافوز فوزا عظيما].. ولا يمكن الكشف عن صدق الرجاء المذكور الا ان يكون في كل زمان أولياء وائمة الاطهار يسيرون على نهجهم ويعملون على اصلاح مجتمعهم، واختبارنا بمدى طاعتنا للاولياء والانقياد لمنهجم وتبعية اعمالنا لما ينشدون اليه ويأمرونا به".

وقال: قد شاء الله تعالى ان يكون اختبارنا بقوم اختاروا العنف والتوحش والاعتداء سبيل لدعوتهم فكانت عصابات داعش أوضح مصداق لذلك وكان الرجال الرجال من المقاتلين في الجبهات النموذج الامثل فيما صدق بدعوى ولائه للامام الحسين ع ومن يساندعم بالمال والسلاح".

وأضاف ممثل المرجعية "كما شاء الله بتجاوز أهل الولاء والايمان للتحديات الصعبة وانفتاحهم على المجتمعات الاخرى مع ابراز قيم الايثار والبذل والعطاء ان نأخذ المسيرة الاربعينية طابعا عالميا لفت اليها الكثيرون من شعوب العالم، فان الله هيأ لكم فرصة ثمينة للتعريف بقضاياكم وتعريف العالم بالمبادئ الانسانية فاغتنموا هذه الفرصة واحسنوا استثمارها فهذا مدعاة على الثقافة الاسلامية الاصيلة على الساحة العالمية واحترام الشعوب فالله الله في حفظ هذه القدسية ولا تسمحوا للبعض ان يخدشوها ببعض السلوكيات والتصرفات غير المناسبة".

واوصى الزائرين "حببوا لقول وعواطف هذه الشعوب باظهار سمو الزيارة وقداسة شعائرها وابرزوا مكارم الاخلاق فيها واعملوا على ضبطها بما لا يخرجوها عن المحددات الشرعية".

وأكد الكربلائي "على المؤمنات المشاركات في هذه المسيرة المباركة بان مواساة نساء أهل البيت وخاصة السيدة زينب [ع]، في مسيرها نحو كربلاء لا تتحقق الا برعاية العفة والحجاب وصون اللسان والعين من الحرام والله الله في حجابكن وعفتكن وستركن فالمؤمنة الموالية حقا هي التي تراعي مقتضيات العطاء في تصرفاها وسلوكها وملابسها وتتجنب الاختلاط المذموم والزينة عنها".

ودعا الى "سلوك طرق المسيرة التي يتواجد فيها من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية لتبليغ الاحكام الشرعية وارشاد الزائرين بما فيه رشدهم وحلالهم واقامة صلاة الجماعة في اوقاتها ونوصي الزائرين باستثمار هذه الفرصة في التعرف على احكام دينهم وسيرة أئمتهم والاسترشاد بما يقدمه المبلغون من مواعظ وارشداات حتى يرجعوا بعد الزيارة وقد نهلوا من معارف اهل البيت ع وتزودا بالتقوى لعلهم ينتفعون بذلك في هذه الحياة".

واوصى ممثل المرجعية "أصحاب المواكب والرواديد وهم يقيمون مجالس العزاء الحسيني ان يجعلوا في شعاراتهم واشعارهم مساحة وافية لتمجيد بطولات وتضحيات احبتنا في ساحات القتال الذي يجسدون مبادئ الامام الحسين ع في واقعة الطف في مقارعة الظالمين والتضحية في سبيل احقاق الحق وابطال الباطل، وينبغي الاهتمام في رفع صور الشهداء الابرار وذكر اسمائهم في الطرق التي يسلكوها المشاة الى كربلاء لتبقى صورهم واسمائهم ماثلة في النفوس ويتذكر الجميع ان بتضحيات ودماء هؤلاء يتسنى للمؤمنين اليوم المشاركة في المسيرة الاربعينية في امن وسلام".

المصدر: أين

3