في ذكرى ميلاده المبارك..

دور الإمام الكاظم (ع) في تثبيت العقائد الإسلامية الاصيلة

دور الإمام الكاظم (ع) في تثبيت العقائد الإسلامية الاصيلة
الأحد ٠٦ نوفمبر ٢٠١٦ - ١٠:٠٢ بتوقيت غرينتش

خاض الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، صراعا فكريا ضد الخطوط المنحرفة عن الاسلام المحمدي الاصيل، إلى جانب صراعه مع السلطة الغاصبة، بل إن منهجه الفكري ومنهجه السياسي كان منهجا واحدا يستمد من نفس المصدر الرسالي لخدمة نفس الأهداف، وكان امتدادا لمدرسة أبيه الإمام الصادق عليه السلام، الذي هو تجسيد كامل لمدرسة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الإمام الكاظم عليه السلام، هو خليفة سلفه الطاهرين وجده النبي الأمين محمد صلى الله عليه وآله، وفلذة كبده، وباب الحوائج، وحجة الله والخليفة المعين والمنصوص عليه بعد أبيه الصادق عليه السلام، الإمام السابع، والمعصوم التاسع، الحليم الصابر العالم، موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه سلام الله عليهم أجمعين.

سافر الإمام الصادق عليه السلام من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وحمل معه زوجته حميدة، للاطمئان على صحتها حيث كان حاملة في تلك الفترة. وبعد الأنتهاء من مراسم الحج قفلوا راجعين الى المدينة المنورة، فلما انتهوا الى الأبواء حيث كانت تستقطب قوافل الحجاج من آل البيت أكثر من غيرهم، لانها كانت مثوى أم الرسول صلى الله عليه وآله السيدة آمنة بن وهب، احست حميدة بالطلق، ووضعت سيّدا من سادات المسلمين، وإماما من أئمة أهل البيت عليه السلام. إنه يوم مبارك وسعيد، يوم مشرق أشرقت به الدنيا بهذا المولود المبارك فكان باراً بالناس، عاطفاً على الفقراء منهم، لكنه كان أكثرهم عناءً وأكثرهم محنة في سبيل الله.

بادر الإمام الصادق(عليه السلام) فتناول وليده الذي يأمل به أملاً باسماً فأجرى عليه مراسم الولادة الشرعيّة، فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كانت أول كلمة طيّبة قرعت سمعه كلمة التوحيد التي تتضمن الإيمان بكل ما له من معنى.

عاد الإمام الصادق إلى أصحابه والبسمة تعلو ثغره المبارك، فبادره أصحابه قائلين: سرّك الله، وجعلنا فداك، يا سيدنا ما فعلت حميدة؟ فبشّرهم بمولوده المبارك قائلاً لهم: لقد وهب الله لي غلاماً، وهو خير من برأ الله.

وكانت ولادته في الأبواء سنة 128هـ وقيل سنة 129هـ وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان. وقال الطبرسي رحمه الله: ولد أبو الحسن موسى(عليه السلام) بالأبواء، منزل بين مكة والمدينة لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة.

ان الامام موسی بن جعفر، هو سابع ائمة المسلمین بعد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و أحد اعلام الهدایة الربانیة في دنیا الاسلام وشمس من شموس المعرفة في دنیا البشریة التي لازالت تشع نورا وبهاء في هذا الوجود.انه علیه السلام من العترة الطاهرة الذین قرنهم الرسول الاکرم(ص) بمحکم التنزیل وجعلهم قدوة لأولي الالباب وسفنا للنجاة وامنا للعباد وارکانا للبلاد. انه من شجرة النبوة الباسقة الیانعة ومحط علم الرسول و باب من ابواب الوحي و الایمان ومعدن من معادن علم الله تعالی.

تدرّج الإمام موسى بن جعفر في طفولة زاكية مميزة، فتربّى في حجر الإسلام، ورضع من ثدي الإيمان، وتغذى من عطف أبيه الإمام الصادق، حيث أغدق عليه أشعة من روحه الطاهرة وأرشده إلى عادات الأئمة الشريفة وسلوكهم النيّر، فالتقت في سنّه المبكر جميع عناصر التربية الإسلامية السليمة، حتى أحرز في صغره جميع أنواع التهذيب والكمال والأخلاق الحميدة، ومن شبّ على شيء شاب عليه.

أما عن صفاته الخلقية: فهو ابن الأوصياء، حاكي في هيبته و وقاره هيبة الأنبياء، فما رآه أحد إلا هابه وأكبره لجلالة قدره، وسموّ مكانته، وحسن سيرته، وكريم أخلاقه.

كان يكنّى بعدة أسماء أشهرها: أبو الحسن، قال الشيخ المفيد: "كان يكنّى أبا إبراهيم، وأبا الحسن، وأبا علي، ويعرف بالعبد الصالح". وألقابه كثيرة أشهرها: الكاظم، ثم الصابر، والصالح، والأمين، وألقابه تدل على مظاهر شخصيته، ودلائل عظمته، وفعلاً كانت حياته حافلة بتجليات هذه الصفات الفضيلة، وهي عديدة منها: الزاهر، لأنه زهر بأخلاقه الشريفة، وكرمه الموروث عن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله). ولقب ايضا بالكاظم، لما كظمه عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق... ويقول ابن الأثير "إنه عرف بهذا اللقب لصبره ودماثة خلقه، ومقابلته الشرّ بالإحسان". ولقب بالصابر، لأنه صبر على الخطوب والآلام التي تلقاها من حكام الجور والطغاة، الذين قابلوه بجميع ألوان الإساءة والمكروه. ولقب بالسيد الوفي و"ذو النفس الزكية لصفاء ذاته، ونقاوة سريرته البعيدة كل البعد عن سفاسف المادة، ومآثم الحياة، نفس أبيّة زكيّة، طاهرة، كريمة، سمت وعلت حتى قلّ نظيرها. ويقلب عليه السلام بـ باب الحوائج وهو من اشهر القابه ذكرا، وأكثره شيوعاً، انتشر بين العام والخاص، حتى أنه ما أصاب أحدهم مكروه إلا فرّج الله عنه بذكره الإمام الكاظم، وما استجار بضريحه أحد إلا قضيت حوائجه، ورجع مثلوج القلب، مستريح الضمير ممّا ألّم به من طوارق الزمن التي لابدّ منها.وقد آمن بذلك جمهور المسلمين على اختلاف مذاهبهم. وقد وصفه الشيخ المفيد بالقول بالقول: "كان أبو الحسن موسى عليه السلام، أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفاً وأكرمهم نفساً"-الارشاد، ج 2، ص 231.

يقول أبو علي الخلال شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي: "ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب"- تاريخ بغداد ج1،ص 120. وقال الإمام الشافعي:" قبر موسى الكاظم الترياق المجرّب"- اخفة العالم ج2ص22 .

كان الإمام موسى الكاظم في حياته ملجأ لعموم المسلمين، كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين، لأن الله سبحانه وتعالى عزّ اسمه منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد.

ولد الإمام موسی بن جعفر علیه السلام في نهایة العهد الاموي سنة(128) هـ عاصر ایام انهیار هذا البیت الذي عاث باسم الخلافة النبویة في ارض الاسلام فسادا. وعاصر ایضا بدایات نشوء الحکم العباسي الذي استولی علی مرکز القیادة في العالم الإسلامي تحت شعار الدعوة إلی الرضا من آل محمد(ص). وعاش في ظل ابیه الإمام الصادق علیه السلام عقدین من عمره المبارك وتفیأ بظلال علوم والده الکریم ومدرسته الربانیة التي استقطبت باشعتها النافذة العالم الاسلامي بل الانساني أجمع. ولهذا قام الإمام الكاظم عليه السلام، بأعباء الإمامة والهداية الكبرى بعد أبيه الإمام الصادق عليه السلام، من خلال حفظ علوم الشريعة وتربية الجماعة المؤمنة وتغذيتها بالقرآن الكريم و فقهه و تفسيره و بتعاليم السنة النبوية الشريفة التي رواها هو وآباؤه الطاهرون عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأنتجت مدرسة الإمام الكاظم مجمعة من العلماء والفقهاء والمحدثين الكبار الذين قاموا بأعباء الترويج والنشر لعلوم مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

عاصر الامام الكاظم عليه السلام، حکم السفاح ثم حکم المنصور الذي اغتال اباه في الخامس والعشرین من شوال سنة(148) هـ وتصدَی الإمامة بعد أبیه الصادق علیه السلام، في ظروف حرجة کان یخشی فیها علی حیاته. وكان الإمام الصادق عليه السلام قد احکم التدبیر للحفاظ علی ولده موسی لیضمن استمرار حرکة الرسالة الالهیة في أقسی الظروف السیاسیة حتی أینعت ثمار هذه الشجرة الباسقة خلال ثلاثة عقود من عمره الشریف العامر بالهدی وتنفس هواء الحریة بشکل نسبي في ایام المهدي العباسي ومایقرب من عقد في ایام حکم الرشید. لقد عاش الامام موسی الکاظم علیه السلام ثلاثة عقود من عمره المبارك والحکم العباسي لما یستفحل، أما خلفاء الدولة العباسية في عصره فهم: المنصور، المهدي، الهادي وهارون العباسي. لقد سار الامام موسی الکاظم علیه السلام علی منهاج جده الرسول المصطفی(ص) وآبائه المعصومین علي امیر المؤمنین والحسن والحسین وعلي ومحمد وجعفر علیهم السلام...  في الاهتمام بشؤون الرسالة الالهیة وصیانتها من الضیاع والتحریف والجدَ في صیانة الامة من الانهیار والاضمحلال ومقارعة الظالمین وتایید الآمرین بالمعروف والناهین عن المنکر للصد عن تمادي الحکام في الظلم والاستبداد.

كان الإمام الكاظم عليه السلام مدرسة رسالية كبرى في المسيرة الإسلامية ونبراسا نيّرا يهدي السائرين في طريق الله، ونورا من أنوار الرسالة المشرقة في ظلمات الأرض ينير طريق العاملين في دياجير الليالي الحالكات، يدل الناس الى طريق الرشاد والتقى. وكان عليه السلام علم، الدين الخافق في أيام المحن الغامرة والدعاوى المنحرفة، فكان خازن علم النبيين والحافظ على ميراث المرسلين. وكانت هذه مهمته القيادية في المجتمع فهو نائب الأوصياء السابقين وسليل ورثة الوحي المبين أئمة ال محمد من أصحاب العلم اليقين وعيبة معارف المرسلين، ولقد جسد الإمام موسى بن جعفر، الشخصية الإسلامية الرسالية بأوضح صورها فكان الإمام الصالح الزاهد العابد السيد الرشيد.

لقد خاض الإمام صراعا فكريا ضد الخطوط المنحرفة عن الاسلام المحمدي الاصيل، إلى جانب صراعه مع السلطة الغاصبة، بل إن منهجه الفكري ومنهجه السياسي كان منهجا واحدا يستمد من نفس المصدر الرسالي لخدمة نفس الأهداف. ومن المعالم الفكرية التي تصدى لها، محاربة الدعوات المنحرفة وفي المقابل تثبيت العقائد الصحيحة عند الناس. ومنها إثبات بطلان المجسمين لله وكانت هذه الحركة قوية في صفوف الأمة ولازالت أثارها باقية الى اليوم تلك الحركة المنحرفة التي تجسد الخالق جل وعلا وتقول إن له يدا وانه يتحرك وانه ينزل من درجات وانه يضع رجله في جهنم فتمتلئ، وكانت هذه احد محاور الحرب ضد حركة الإسلام الصحيحة آنذاك وهي حركة التجسيم. هناك محور خطير أخر هو محور العدل الإلهي بين الجبر والاختيار وان هؤلاء الخلفاء هم قدر الهي لايمكن الوقوف أمام هذا القدر وعلى الأمة الخضوع. لقد نشر الإمام الكاظم عليه السلام، الفكر الصحيح وقضايا العقيدة، وكان مدرسة للفقه النبوي الصحيح وكان امتدادا لمدرسة أبيه الصادق عليه السلام، الذي هو تجسيد كامل لمدرسة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفقه ومن هنا نجد الحوارات المكثفة بين الإمام الكاظم عليه السلام وبين أبي حنيفة، و بين الإمام وبين أبي يوسف وان محور هذه النقاشات لم يكن ترفا فكرياً بل إنها قواعد لبناء هذه الامة وفعلا بنيت حينما اخذ خط القياس مأخذه في تفكير الفقه الإسلامي.
الإمام عليه السلام، كان يقول في باب الفقه و تفقيه المسلمين و ضرورة الالتفات الى هذه الجبهة المهمة حيث أن الفقه و التفقه يجسد الفعل العملي في الشخصية الرسالية، قال الإمام عليه السلام: فقيه واحد ينقذ يتيم من أيتامنا المنقطعين عن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج اليه اشد على إبليس من ألف عابد لان العابد همه نفسه فقط وهذا همه مع ذات نفسه ذات عبادالله امامه لينقذهم من أيدي إبليس و مردته ولذلك هو أفضل عند الله من ألف عابد و ألف عابد.

وقد کانت مدرسته العلمیة الزاخزة بالعلماء وطلاب المعرفة تشکل تحدیا اسلامیا حضاریا وتقف امام تراث کل الحضارات الوافدة وتربي الفطاحل من العلماء والمجتهدین وتبلور المنهج المعرفي للعلوم الاسلامیة والانسانیة معا.

کما کانت نشاطاته التربویة والتنظیمیة تکشف عن عنایته الفائقة بالجماعة الصالحة وتخطیطه لمستقبل الامة الاسلامیة الزاهر والزاخر بالطلیعة الواعیة التي حفظت لنا تراث ذلك العصر الذهبي العامر بمعارف اهل البیت علیهم السلام وعلوم مدرستهم التي فاقت کل المدارس العلمیة في ذلك العصر واخذت تزدهر وتزدهر یوما بعد یوم حتی عصرنا هذا. ولم یستسلم الامام الكاظم عليه السلام، لضغوط الحکام العباسیین ولألوان تعسفهم من اجل تحجیم نشاطه الرباني الذي کانت تفرضه علیه ظروف المرحله صیانة للرسالة والدولة الاسلامیة من التحدیات المتستمرة والمتزایده یوما بعد یوم.. ولقد بقي هذا الامام العظیم والهمام ثابتا مقاوما علی خط الرسالة والعقیدة لاتأخذه في الله لومة لائم.

ولقد عانی الامام الکاظم علیه السلام ضغوطا قلما عاناها احد من ائمة أهل البیت علیهم السلام، حيث عانى اقسی الوان الخطوب التنکیل فتکبیل بالقیود وتضییق شدید في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس واذی مرهق وبعد ماصبَ الرشید علیه جمیع انواع الاذی والتعذیب اقدم علی قتله بشکل لم یسبق له نظیر محاولا التخلص من مسؤولیة قتله وذهب اكثر المؤرخین للإمام إلی ان الرشید أوعز إلی السندي بن شاهك الاثیم بقتل الإمام الکاظم علیه السلام، فاستجابت نفسه الخبیثة لذلك واقدم علی تنفیذ افضع جریمة في الاسلام فاغتال حفید النبي العظیم (ص)... حتی قضی نحبه مسموما شیهدا مظلوما محتسبا حیاته مضحیا بکل مایملك في سبیل الله واعلاء لکمة الله ودین جده المصطفی الاکرم محمد صلی الله علیه وآله وسلم في الخامس والعشرین من رجب سنة (183) ه او (184)، وفي في مقابر قریش في بغداد.

لقد جسّد الإمام الكاظم عليه السلام في حياته، دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهمَّ إنكَ تعلمُ أَني كنتُ أسألُكَ أنْ تفرِّغَنِي لعبادتِكَ وقدْ فعلْتَ فلكَ الحمدُ".

ومن حكمه عليه السلام:
*قال الامام الكاظم عليه السلام: ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه.
* وقال: المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.
* وقال: من تكلم في الله هلك ومن طلب الرئاسة هلك ومن دخله العجب هلك.
* وقال: ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى.
* وقال عليه السلام: لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء.
* تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا.
* ينادي مناد يوم القيامة ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله.
*وقال عليه السلام: المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان.
* وقال الإمام الكاظم(عليه السلام) عند قبر حضره: إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وأن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.
*وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان، والثقات، الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها لذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات.

"أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله ماحَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مااسْتَوْدَعَكَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حرامَ الله وَأَقَمْتَ أَحْكامَ الله وَتَلَوْتَ كِتابَ الله وَصَبَرْتَ عَلى الاَذى فِي جَنْبِ الله وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى مامَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ وَأَجْدادُكَ الطَيِّبُونَ الأَوْصِياء الهادُونَ الأَئِمَّةِ المَهْدِيُّونَ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِلٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَأَنَّكَ أَدَّيْتَ الأمانَةَ وَاجْتَنَبْتَ الخِيانَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ؛ فَجَزاكَ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَشْرَفَ الجَزاءِ".

210

تصنيف :