وبات حال الفلسطينيين مشردون بلا مأوى ولا مسكن... حال مئات الفلسطينيين بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أملاكهم وتهديم منازلهم في قرى شمال الضفة الغربية.
ويروي محمود عوض الرجل الفلسطيني المسن بعضاً من معاناتهم حيث قال إنه و"منذ اليوم الذي هددوا فيه أصبحنا في العراء.. فلا حمام ولا مكان نؤوي أنفسنا فيه."
ويسكن محمود عوض على حطام ما تبقى من منازلهم المدمرة على أرضهم وأرض أجدادهم، التي باتت جوهر الصراع وأصله للوجود الفلسطيني.
"سلطات الاحتلال تفرض الحصار على الأهالي وتصادر أملاكهم"
ويضيف الرجل أنه ومنذ "خمسين أو ستين سنة وأنا في المكان هذا.. فهذه هي أرض مملوكة وزراعية، وليست منطقة عسكرية أو منطقة مغلقة."
وتمارس سلطات الاحتلال حصاراً مطبقاً بحق الفلسطينيين الذين باتوا ممنوعين من الدخول إلى أرضهم، ليتم فيما بعد تقديمها إلى المستوطنين.
ويلفت محمود عوض إلى أن هذه المضايقات تأتي "حتى يرضوا المستوطن الذي وضعوه فوق أرض فلسطين المملوكة.. وأنا ممنوع أطلع فوق بيتي بمسافة عشرة أمتار.. حصار مغلق عملوا علينا."
هذا ولم تكتف سلطات الاحتلال بما استولت عليه من أراضي الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس، طوال العقود الماضية، بل تسعى جاهدة لتوسيع الاستيطان، ليتضح ذلك جلياً عبر مصادقة الكنيست على مشروع قانون يتيح مصادرة أراض فلسطينية خاصة لغرض الاستيطان.
"الكنيست يصادق على مشروع قانون يتيح مصادرة أراض فلسطينية"
وبهذا الشأن يقول منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة روبرت بيبر إن "تل أبيب تضغط بشكل هائل وقسري على المجتمعات في الضفة الغربية وتقوم بمصادرة أملاكهم وسلب أرزاقهم."
وبعد تسعة وأربعين عاماً تمكنت سلطات الاحتلال من إنشاء قرابة 150 مستوطنة رسمية، يقطنها نحو 640 ألف مستوطن، بالإضافة لوجود 116 بؤرة استيطانية غير رسيمة.
104-3