تخت روانجي: اميركا تنقض العهود في الاتفاق النووي

تخت روانجي: اميركا تنقض العهود في الاتفاق النووي
الخميس ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

قال مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون اوروبا واميركا مجيد تخت روانجي ان اميركا تنقض العهود المنصوصة في الاتفاق النووي المبرم بين ايران ومجموعة 5+1.

العالم- ايران

اشار مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون اوروبا واميركا مجيد تخت روانجي في مقابلة مع برنامج "من طهران" الذي يبث من قناة "العالم" الاخبارية الى تنصل البنوك الاجنبية الكبرى عن التعاون مع ايران بسبب نقض العهود من قبل الاميركان وقال، انهم تعهدوا بان يوفروا مناخا مناسبا لتطبيق الاتفاق النووي، وليس وضع العراقيل امامه.

واضاف  تخت روانجي، ان اي تمديد للحظر يتعلق بالبرنامج النووي الايراني مرفوض، كما هو الحال بالنسبة لاي حظر يتم تطبيقه بذرائع اخرى وهو يتعارض مع خطة العمل المشترك الشاملة ( الاتفاق النووي).. على اي حال يجب علينا الانتظار لدراسة مشروع "داماتو" لكي نطلع على التفاصيل.

وشدد بالقول : لا شك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تقف مكتوفة الايدي حيال اي خرق للاتفاق النووي من قبل الاميركيين، لان خطة العمل المشترك هي وثيقة متفق عليها من قبل جميع الاطراف.

* مشروع "داماتو" وتاثيره على الاتفاق النووي

وفي خصوص اقرار مشروع "داماتو" في الكونغرس وتاثيره على الاتفاق النووي قال مساعد الخارجية الايرانية: ان هذا الموضوع جرى طرحه حاليا في الكونغرس وهنالك مرحلة اخرى حيث يجب طرحه في مجلس الشيوخ ايضا، وفي حال اقرار المجلسين له يجب ان يوقع من قبل الرئيس الاميركي ليصبح قانونا. وهذه احدى القضايا التي طرحناها اثناء المفاوضات ونوهنا اليها كرارا بعد الاتفاق النووي، والجميع يعرف موقفنا في هذا الخصوص.

*  لا معنى لان يلتزم طرف واحد بتعهداته

واكد تخت روانجي في جانب آخر من المقابلة قائلا : في الحقيقة ان الاتفاق النووي هو بمثابة الميزان الذي تقع في كفة منه تعهدات بلد ما وفي كفته الاخرى تعهدات سائر البلدان. لذلك لا معنى لان يلتزم طرف واحد فقط بتعهداته، لانه في مثل هذه الحالة سيختل التوازن.

هذا في حين ان الاتفاق النووي هو بمثابة الميزان الذي يجب رعاية توازنه دائما. ونعود لنقول بانه لا معنى لخرق الاتفاق النووي وفي حال حدوث مثل هذا الامر فانه سيشكل ضربة قوية للاتفاق، ونحن لدينا سيناريوهات مختلفة لمواجهة هذا الامر، ولكن بما ان الامور لم تصل الى هذه المرحلة، فاننا سنتحلى بالصبر في الوقت الراهن لنرى ماذا سيحدث.

*  الاجراءات الاميركية تمهد لمناخ غير مناسب وعدائي

واشار تخت روانجي الى القوانين الاخرى التي تم اقرارها في اميركا ومعارضتها للاتفاق النووي وقال : ان الكونغرس ناقش خلال الاشهر السابقة العديد من انواع الحظر او اقرها، وهذا الحظر هو بمثابة العداء للشعب الايراني، وان تحول الى قانون فيمكن القول انه يتعارض مع نص الاتفاق النووي . ان هذه التحركات التي يقوم بها الجانب الاميركي تمهد لمناخ غير مناسب وعدائي ضد الشعب الايراني، في حين ان الادارة الاميركية تعهدت بتطبيق الاتفاق النووي، اي ان عليها التحرك في اطار الاتفاق النووي، وتعهدات الجانب الاميركي في هذا المجال واضحة. 


*  سلوك الاميركيين براينا انتهاك للعهود

واضاف : حاليا لدينا انتقادات حيال الادارة الاميركية الراهنة لانها لم تقم بما عليها في خصوص تطبيق الاتفاق النووي، وان كنا نريد الكلام بوضوح يمكننا الاشارة الى موضوع تسهيل العمليات المصرفية. ان بعض البنوك الاجنبية الكبرى غير مستعدة للعمل في ايران لانها تخاف من اميركا، هذا المناخ الذي اوجدوه هو بمثابة نقض للعهد، لقد تعهدوا بان يوفروا مناخا مناسبا لتطبيق الاتفاق النووي وليس وضع العراقيل امامه، نحن ننتقد هذا السلوك الاميركي وعليهم ان يصححوا هذا المسار.

*  ننتظر ما سيقوم به الرئيس الاميركي الجديد

وتابع مساعد الخارجية الايرانية قائلا: يجب ان ننتظر لكي نرى مالذي سيقوم به الرئيس الاميركي الجديد حين يدخل البيت الابيض. كما قلت فان الاتفاق النووي وثيقة دولية جرى اقرارها من قبل مجلس الامن الدولي، واميركا تعهدت بالعمل على تنفيذها.
 

*ضمانة تطبيق الاتفاق النووي هو القرار الذي يندرج تحت فصل السابع لمجلس الامن 

وردا على سؤال حول ضمانة تطبيق الاتفاق النووي قال : ان الضمانة التطبيقية هي القرار الذي يقع تحت الفصل السابع لمجلس الامن الدولي والذي هو ملزم للجميع. اميركا باعتبارها من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن اقرت هذا الامر؛ اي انه بناء على القوانين الدولية فان اميركا ملزمة به. قد تسالون هل ستقوم بهذا الامر، فاقول، يجب ان ننتظر لنرى هل ستفعل ام لا.

واضاف تخت روانجي: ان لم تقم اميركا بهذا الامر؛ فانه سيشكل انتهاكا صارخا للاتفاق النووي، وسينكشف للجميع من هو المنتهك للاتفاق ومن الذي يريد اثارة المشاكل، وفي هذه الحالة فان لدينا ايضا بعض الخيارات، ولكن الوقت لازال مبكرا لندخل في تلك المرحلة.

واكد قائلا : ليس مهما من هو في البيت الابيض، فعلى الادارة الاميركية ان تواصل الغاء الحظر بناء على الاتفاق النووي، اي حين تفاوضنا في خصوص هذا الموضوع في عهد الرئيس اوباما، فان الرئيس التالي سواء كان ديمقراطيا او جمهوريا، هو ملزم بما التزمت به الادارة الاميركية اي مواصلة الغاء الحظر الى ان يتم تطبيق الاتفاق النووي. هذا هو التفاهم الذي توصل اليه اعضاء 5+1 وممثل الاتحاد الاوروبي اضافة الى ايران.

ونوه مساعد الخارجية الايرانية بالقول : ان الاتفاق النووي تم اقراره في مجلس الامن اي انه يحظى بتاييد المجلس بالاجماع، ولذلك فان له وزنه على الصعيد الدولي.

واشار الى ان ايران قامت بتنفيذ جميع التزاماتها واضاف : ان نظرتم الى جميع التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لرايتم بانها تنص على التزام ايران بتعهداتها، ولا يمكن ايجاد اي نقطة تثبت خرق ايران لتعهداتها.

ولفت الى ان الاتفاق النووي هو ثمرة عامين ونيف من المفاوضات، وهو يلزم الجانبين على القيام ببعض الاعمال. وتصور الجانب الاميركي ان علينا الالتزام بتعهداتنا فيما هو يتنصل عنها في غير محله. هذا الامر واضح ولا حاجة لتكراره لكي يفهمه الجانب الاخر.

هذه المسالة واضحة والعقل السليم يحكم بان يقوم الطرف الاخر ببعض الخطوات في مقابل الخطوات التي يقوم بها الطرف المقابل. ان لم يقم الطرف المقابل بما عليه، فلا معنى لان يتوقع منا القيام بما تعهدنا به.

وتابع تخت روانجي: هذا ليس موقفنا فقط. فلو نظرتم الى البيان الوزاري الصادر عن الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوع الماضي او قبل عشرة ايام، وتصريحات ممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون السياسية فيدريكا موغريني، لشاهدتم بان اصدقاء اميركا في اوروبا يؤكدون بان الاتفاق النووي هو وثيقة دولية يجب تنفيذها واحترامها. لذلك فان الجانب الاميركي ليس بحاجة الى من يوضح له الامر والاجراءات التي يجب ان يقوم بها واضحة.

وصرح تخت روانجي بان هذا الموقف هو موقف الجانبين الروسي والصيني ايضا واضاف : كان لدينا تعاون جيد مع الجانبين الروسي والصيني اثناء المفاوضات، وحاليا ايضا اي بعد الاتفاق النووي لدينا تعاون جيد معهما على صعيد النشاطات النووية السلمية. والجانبان الروسي والصيني وبمواكبة الدول الاخرى يرون ضرورة تطبيق الاتفاق النووي بدون اي شروط.

وتابع قائلا : السؤال المطروح هو، هل ستقوم الادارة الاميركية الجديدة بهذا الامر ام لا؟ يجب ان ننتظر لنرى ماذا سيحدث.

وحول القضايا والمشاكل المصرفية بعد الاتفاق النووي قال مساعد الخارجية الايرانية: شهدنا تطورات ايجابية على صعيد النشاطات الاقتصادية بعد الاتفاق النووي، مثل عودة عمليات تصدير النفط والاتصال بـ"سويفت" والتعامل بين البنوك الاجنبية مع ايران والتعاون التجاري مع سائر البلدان.

واضاف : هنالك مشكلة مهمة تتمثل في البنوك الاجنبية الكبرى وهي في غالبيتها اوروبية. ان هذه البنوك غير متحمسة للتعاون مع ايران بسبب خوفها من العقوبات التي يفرضها النظام القضائي الاميركي.

واستطرد قائلا : نحن نعتقد بان هذا الامر هو ضرب من خرق العهود من قبل اميركا، لانها تعهدت بان تمهد الارضية لتطبيق الاتفاق النووي بشكل ناجح، ولكن حين نرى بان جانبا من الامر لم يتم تطبيقه مثل التعاون بين البنوك الايرانية والبنوك الكبرى مثلا الاوروبية، فان هذا الامر ينم عن نقض العهد من قبل اميركا.

واضاف تخت روانجي: اننا نرى بان وزارة الخارجية الاميركية تتمظهر بانها ترغب بتطبيق الاتفاق النووي، ولكن بالتزامن مع ذلك نرى ان وزارة الخزانة الاميركية ترسل اشارات اخرى الى الاوروبيين. مثل هذه الالاعيب والتوجهات الاميركية هي ضرب من انتهاك العهود ونحن نطالب بايقافها.

وبشان التعاون مع الاوروبيين قال : لدينا تعاون جيد مع الاوروبيين على الصعيد الاقتصادي، والجميع يعرف بان اوروبا كانت شريكنا التجاري الاول سابقا، ولكن اثناء الحظر الاقتصادي الجائر على ايران واكبت هذا الحظر بشكل عفوي.

وتابع: حاليا بعد الاتفاق النووي نرى رغبة متنامية لدى الجانب الاوروبي للتعاون مع ايران، ونحن نرحب بمثل هذا التعاون التجاري ان كان مبنيا على اسس عادلة. كما توصلنا الى اتفاقات جيدة في المجالات الصناعية بدا العمل بتنفيذ بعضها والبعض الاخرى يطوي مراحل النقاش النهائية. واجمالا ينبغي القول انه باستثناء المسائل المصرفية، فان الاعمال الاخرى تمضي قدما بشكل جيد.

*  لا نريد ان نكون سوقا استهلاكيا لاوروبا

وشدد مساعد الخارجية الايرانية على ان ايران لا ترغب بان تكون سوقا استهلاكيا لاوروبا واضاف : يجب ان يتضمن التعاون موضوع نقل التكنلوجيا الى الجانب الايراني واستيراد البضائع الايرانية، وهذا الامر هو الذي يصب في مصلحة الجانبين وليس ان يكون طرفا مصدرا والاخر موردا بحتا.

2-109-112