هل ازدادت صُعوبة مُهمّة "المَعروف والمُنكر"؟!

في السعودية.. أيُعقل كل هذا "الاستنفار" لفتاة خرجت من "الدّار"؟!

في السعودية.. أيُعقل كل هذا
الجمعة ٠٢ ديسمبر ٢٠١٦ - ١٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

يبدو أن “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر” في العربية السعودية، أمام تحدّي “القبض” هذه الأيام على ثُلّة من الشباب “الثائر” على قوانينها الاجتماعية مُفرطة التقييد والتديّن، فبعد أن تراقصت فتاة إلى جانب شاب على سطح السيارة، وتحوّلت قضيتها المُوثّقة بمقطع فيديو إلى رأي عام، تَظهر أخريات “ثائرات”، لتزداد صُعوبة مُهمّة “الهيئة”!

ها هي فتاة سعودية أخرى، تتحدى سُلطات بلادها الدينية، وتنشر تغريدة على حسابها “التويتري”، قالت فيها أنها ستخرج بدون عباءة في شارع التحلية في العاصمة الرياض، وبالفعل قامت الفتاة بنشر صورة وحيدة لها، تؤكد تنفيذ تحديها، وخروجها بدون عباءة، في بلاد “تَفرض” على المرأة، لبس العباءة “السوداء”، وارتداء الحجاب، والنقاب.

الإعلام السعودي المحلي “المُلتزم”، كان بالمِرصاد للفتاة “الثائرة”، وتحدّث بعض الإعلاميين، عن خُطورة الخطوة التي أقدمت عليها، فهي برأيهم، تُحاول اختراق النسيج المُجتمعي الديني المُحافظ في بلادها، وتَضرب العادات والتقاليد عَرض الحائط، كما أنها قد تُؤثّر على عُقول النساء، وتُحفزهم على “الخروج” عن طاعة ولاة أمرهم!

كنّا نعتقد، أن البُنيان الاجتماعي “المُحافظ”، والذي تُفاخر به السعودية، كونه مجتمع ديني، يَستمد ثقافته من الشريعة الإسلامية، أقوى من أن تُؤثر فيه، مُجرّد فتاة، قرّرت “خلع″ عباءتها، والتباهي بتنفيذ تحديها، أليس من المفروض أن هذا المُجتمع “مُحصّن” من كل تلك الرياح “الثائرة”، بحكم أنه يؤمن بهذه الأفكار المُحافظة؟ أم أن تلك الأفكار، هي مُجرّد أفكار، فُرضت بالإجبار، وتنتظر مُجرد فتاة، قرّرت تحدّي السلطات، لتنسلخ عن أصحابها؟ أيُعقل كل هذا الاستنفار لفتاةٍ، خرجت دون عباءتها من الدّار؟!

خالد الجيوسي/ رأي اليوم

3