هي نفس الدول الساعية لاتفاقات منفردة مع نتنياهو..

كيري فوجئ من الوزراء العرب لتأييدهم دعمه ليهودية "إسرائيل"!

كيري فوجئ من الوزراء العرب لتأييدهم دعمه ليهودية
الإثنين ٠٢ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

على الرغم من أنّ خطاب وزير الخارجيّة الاميركي جون كيري، تضمنّ اعترافا واضحا وجليا بـ"إسرائيل"، على الرغم من ذلك، أعربت مصادر سياسيّة رفيعة في واشنطن عن رضاها التّام من ردود الفعل في عدد من الدول العربية، التي وصفت بالسنية.

العالم - العالم الاسلامي

وقالت المصادر الأميركية الرفيعة للمُراسل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية إنّ دولا مثل مصر، الأردن والمملكة السعودية أصدرت بيانات دعم رسمية ومتحمسة جدا بالمبادئ التي ساقها كيري في خطابه حول المفاوضات المستقبلية للتوصّل لاتفاق سلامٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأوضحت المصادر عينها أنّ وزارة الخارجيّة الأميركية تنظر بعين الرضا إلى التأييد الذي حصلت عليه مبادئ الوزير كيري، من الدول العربيّة السُنيّة، وذلك على خلفية اعتراف الوزير بيهوديّة "إسرائيل".

وساقت المصادر الأميركية قائلة إنّ كيري أوضح في خطابه، وبشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل، أنّه يدعم إقامة دولتين، واحدة يهوديّة والأخرى عربيّة، مُشدّدًا على أنّه يجب الطموح إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدوليّ، والذي يحمل الرقم 181، والقاضي بتقسيم البلاد إلى دولتين يهوديّة وعربيّة، التي تعترف الواحدة بالأخرى، وتمنحان حقوقًا متساويةٍ لمواطنيهما.

ولفتت المصادر الأميركية إلى أنّ ردود الفعل العربيّة على الخطاب، لم تشمل تحفظًا من هذا المبدأ، أيْ حلّ الدولتين، الأمر الذي يعني، بحسب المصادر، أنّ الدول العربيّة عبّرت عن تأييدها غير المشروط بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والذي أعلن فيه عن تقبّل "إسرائيل" لحلّ الدولتين، في العام 2009، عندما تحدّث في جامعة بار-إيلان الإسرائيليّة، فيما سُميّ منذ ذلك الحين “خطاب بار-إيلان”.

ونقل المُراسل الإسرائيليّ باراك رافيد عن مسؤولين كبار في وزارة الخارجيّة الأميركية، والذين شاركوا في صياغة خطاب كيري، يوم الأربعاء الماضي، نقل عنهم قولهم إنّ ردود الفعل في العالم العربيّ مُشجعة كثيرًا، تمامًا مثل ردود الفعل في دولٍ أوروبيّةٍ مثل ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبيّ أيضًا، بحسب تعبيرها. بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر إنّ دولاً عربيّةً أخرى أعلنت رسميًا وعلنيّةً عن تأييدها لما ورد في خطاب كيري، مثل قطر، البحرين والإمارات العربيّة المُتحدّة.

وكشفت المصادر الأميركية نفسها في حديثها للصحيفة الإسرائيليّة، كشفت النقاب عن أنّه بعد مرور عدّة دقائق من انتهاء كيري من إلقاء خطابه، توالت المكلمات الهاتفيّة من وزراء خارجيّة أجانب، الذين عبّروا عن تأييدهم للخطاب. ولفتت المصادر إلى أنّ الوزير كيري فوجئ من ردّة الفعل في العالم العربيّ، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ عددًا من وزراء الخارجيّة العرب اتصلوا هاتفيًا بوزير الخارجيّة الأميركي، بُعيد الخطاب وقالوا له بالحرف الواحد إنّهم انتظروا هذا الخطاب عشرات السنين،، على حدّ تعبيرهم.
وشدّدّت المصادر الأميركية الرفيعة في سياق حديثها للصحيفة العبريّة على أنّ الدول العربيّة التي أعربت عن تأييدها غير المشروط بما ورد في خطاب كيري، هي نفس الدول التي يقول رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إنّه طرأ تحسّنا دراماتيكيًا في علاقاتها مع "إسرائيل"، وتساوق سياستها مع تل أبيب في العمل المُشترك من أجل وقف التمدد الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ المباحثات بين الدول السُنيّة و"إسرائيل" تجري بكثافةٍ ولكن بسريّةٍ كاملةٍ، مُضيفة أنّ نتنياهو يصبو إلى توقيع اتفاقيات سلام منفردة مع هذه الدول، دون الأخذ بعين الاعتبار الموقف الفلسطينيّ، كما صرحّ أكثر من مرّةٍ خلال العام المنصرم رئيس الوزراء الإسرائيليّ نفسه. ولكن بالمُقابل، قالت المصادر السياسيّة الرفيعة في واشنطن إنّ الوزير كيري توصّل إلى نتيجةٍ من خلال مباحثاته مع المسؤولين العرب مفادها أنّه لا توجد دولةً عربيّةً واحدةً على استعدادٍ لتليين موقفها من "إسرائيل"، طالما يتواصل الجمود السياسيّ مع الفلسطينيين، على حدّ تعبيرها.

هذا وقد عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في الرياض عن ترحيب السعودية بالمقترحات التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول الحلّ النهائي للنزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ. وأوضح المصدر أنّ المملكة ترى بأنّ المقترحات تتماشى مع غالبية قرارات الشرعية الدولية وعناصر مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في 2002، وقمة مكة الإسلاميّة في 2005، وتُشكّل أرضيةً مناسبة لبلوغ الحل النهائي للنزاع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.

من ناحيته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنّه لمس في خطاب كيري اتجًاها صادقًا، وإنْ جاء متأخرًا، نحو تسوية النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ بصورة عادلةٍ ودائمةٍ ونهائيةٍ ورؤية متوازنة إلى حدّ بعيد لمحددات الحلّ النهائيّ بصرف النظر عن الاتفاق أوْ الاختلاف مع بعض ما حملته هذه الرؤية من تفاصيل لا يُمكن حسمها إلّا من خلال العملية التفاوضيّة نفسها، كما أكّد أبو الغيط في بيانٍ رسميٍّ.

المصدر: رأي اليوم