مؤكدا انه سيبقى صامدا وسيساعد بلاده في ازمتها لا الهرب والنجاة..

الرئيس الأسد: أزمة سوريا في نهايتها

الرئيس الأسد: أزمة سوريا في نهايتها
الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٧ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس السوري بشار الأسد انه ليس سببا للمشكلة وعليه مساعدة بلاده في ازمتها لا الهرب والنجاة، مشيرا الى ان الحكومة السورية شرعت في إعادة إعمار ضواحي العاصمة دمشق وتخطط في الوقت الراهن لحلب وغيرها من المدن السورية المتضررة.

العالمسوريا

افاد موقع "روسيا اليوم" اليوم الجمعة، نقلا عن وكالة "سانا" ان الرئيس السوري بشار الاسد، قال لقناة "تي بي أس" اليابانية: "لقد بدأنا قبل نهاية الأزمة.. فوضعنا الخطط وبدأنا في الضواحي المحيطة بدمشق.. والآن نخطط لحلب والمدن الأخرى لإعادة بناء ضواح جديدة بدلا من تلك التي دمرت، ولكن بطريقة حديثة وبالتالي فنحن لم ننتظر، ولن ننتظر إلى أن تنتهي الأزمة، ويمكننا البدء مباشرة والشعب السوري مصمم على إعادة بناء بلده".

واضاف: "نحن بنينا سوريا، وسوريا لم تبن بأيدي الأجانب.. نحن بنيناها بجهود مهندسينا وعمالنا ومواردنا وبمساعدة بعض أصدقائنا وقد كانت المساعدة مالية وليست تقنية، وبالتالي فنحن نمتلك القدرة على إعادة بناء سوريا".

واشار الاسد الى ان ذلك يستغرق وقتا لأنه يتطلب الكثير من المال.. كل سوري سيعيد بناء منزله طبقا لموارده وحتى لو كانت محدودة وهناك المغتربون واللاجئون الذين غادروا سوريا وبعضهم في وضع جيد ويريدون العودة.

واكد انه "وبدعم من أصدقائنا روسيا والصين وإيران وهناك العديد من البلدان الأخرى بدأت بمناقشة إعادة إعمار سوريا وستقدم المساعدة من خلال مواردها المالية.. هناك العديد من الموارد لإعادة بناء سوريا.. المسألة لا تتعلق بالوقت فهي ستستغرق وقتا وأي عملية لإعادة البناء تستغرق الوقت".

واعتبر الرئيس الاسد ان الأمر الأكثر أهمية هو القدرة على إعادة البناء ونحن لسنا قلقين حيال ذلك، وما يقلقنا هو كيف نتمكن من إعادة بناء عقول الناس الذين وقعوا تحت سيطرة "داعش" و"النصرة" لعدة سنوات وقد لوثت عقولهم بسبب الأيديولوجيا التي زرعوها فيها والتي وصفتها بالأيديولوجيا الكريهة أو الأيديولوجيا الوهابية.

وتابع: "لقد رأى هؤلاء الموت والقتل وفي بعض الأحيان قتل الأطفال بأيديهم أشخاصا أبرياء. كيف نستطيع إعادة بناء تلك العقول أو إعادة تأهيلها، هذا شاغلنا الأكبر بعد الأزمة".

أردوغان "إخونجي" ويناور متظاهرا بأنه ضد "داعش" و"النصرة"

وأعرب الرئيس الأسد عن أمله في أن تكون الإدارة الأميركية القادمة صادقة في تشكيل تحالف حقيقي وواقعي لمحاربة الإرهابيين في المنطقة.

واشار إلى أن (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان "إخونجي" و"يحاول إجراء بعض المناورات لإظهار أنه ضد الإرهابيين في (داعش) و(النصرة) لكنه يقوم فعليا وبشكل يومي بدعم تلك المنظمات التي لا تستطيع البقاء دون دعمه".

لافتا في الوقت نفسه الى ان تركيا كانت ضالعة بشكل مباشر في تهريب النفط وبمشاركة وتواطؤ من أردوغان نفسه مع "داعش" وبالتالي فإننا لا نستطيع أن نتوقع حربا صادقة ضد "داعش" من قبل تركيا أو الولايات المتحدة.

مباحثات أستانا وغيرها لن تكون حلبة لبحث مصير الرئيس السوري

أكد الأسد على هذا الصعيد أن أي شيء ستجري مناقشته ينبغي أن يستند إلى الدستور السوري لأن هذا لا يرتبط بالحكومة والمعارضة أو بالحكومة والمجموعات الإرهابية، بل له علاقة بحق كل مواطن سوري في تحديد مستقبل سوريا.

وقال: "ليس في دستورنا ما يسمى حكومة انتقالية. يمكن أن تكون هناك حكومة عادية تمثل مختلف الأحزاب ومختلف الكيانات السياسية في سوريا وهذا هو موقفنا إذا أراد أي شخص الانضمام إلى تلك الحكومة التي نسميها حكومة وحدة وطنية وهذا خيار متاح لكل طرف خارج أو داخل سوريا، ليصار بعد تشكيل تلك الحكومة إلى التحدث عن انتخابات برلمانية يتبعها تشكيل حكومة أخرى تستند إلى نتائج الانتخابات".

وأضاف: "أن استقالة الرئيس السوري أو استمراره في منصبه قضية وطنية وترتبط بكل سوري لأن الرئيس في سوريا ينتخب مباشرة من الشعب وبالتالي فإن هذا ليس حق الحكومة أو المعارضة بل هو حق كل سوري.. وبالتالي فإن صاحب القرار الوحيد في هذا الصدد هو صندوق الاقتراع".

واوضح ان كل من يريد من الرئيس أن يغادر يستطيع الذهاب إلى صندوق الاقتراع وأن يقول "لا، لا نريده" وهذه هي الديمقراطية في سائر أنحاء العالم ولذلك فإن هذا أمر لا نناقشه سواء مع المعارضة أو مع أي بلد آخر.

وتابع: "هذه قضية سورية وتتعلق بالدستور وموعد إجراء الانتخابات أو الانتخابات المبكرة ليس موضوعا على الطاولة الآن لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كان علي المغادرة أم لا. لست أنا سبب المشكلة أنا كرئيس علي مساعدة بلادي خلال الأزمة لا أن أهرب وأنجو أو أقول "علي أن أغادر وأترك الناس يدافعون عن أنفسهم"، وليس هذا هو الحل".

وشدد الاسد "في الأزمات ينبغي على الرئيس أن يكون ممسكا بزمام الأمور وأن يتصدى للأزمة ثم بعد انتهائها يمكن أن يقول إنه يريد أن يبقى أو يغادر وعندها يمكن للشعب السوري أن يقول له "ابق" أو "لا" عليك أن تغادر فنحن لم نعد نريدك".

الدول التي تتهم روسيا وسوريا بقتل المدنيين في سوريا هي التي دعمت الإرهاب

وبشأن الاتهامات التي كيلت لبلاده وروسيا بقصف المستشفيات والمدارس والمواقع المدنية في حلب خلال تحريرها، قال الأسد: في الواقع فإن أولئك الذين اتهموا روسيا وسوريا بالقصف أو بارتكاب جرائم وما إلى ذلك، هم الدول نفسها التي دعمت الإرهابيين، بداية بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية ودول أخرى شبيهة بها".

واضاف: "كيف يمكن لحكومة من الناحية الأخلاقية أن تقتل شعبها وإذا كنا نقتل شعبنا أو نقتل المدنيين فكيف لنا أن نصمد 6 سنوات كحكومة أو كجيش أو كرئيس؟ هذا ليس منطقيا ولا واقعيا. نحن هنا لأننا نتمتع بالدعم الشعبي لكن في النهاية، وكما قلت فهناك دائما ضحايا ونأمل أن نتمكن فعلا من وضع حد لهذه الحرب في أسرع وقت ممكن فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله إنقاذ الدماء السورية".

واشار الى ان التحدث عن الأسلحة الكيميائية يعني قتل آلاف الناس في فترة قصيرة جدا من الزمن وهو أمر لم يحدث في سوريا منذ بداية الأزمة. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنه من الناحية الأخلاقية كحكومة لا يمكن أن تفعل ذلك. وكما قلت لا يمكن أن تقتل شعبك وأن تستعمل أسلحة الدمار الشامل ضد شعبك. هذا مستحيل.

وشدد على ان الارهابيين هم الذين استخدموا هذا النوع من الاسلحة. واميركا اعاقت طلب ارسال الامم المتحدة وفدا للتحقيق، لانهم يعرفون ان هناك دلائل ملموسة على استخدام الإرهابيين لغاز الكلور ضد الجنود السوريية.

الحصار لم يؤثر في الحكومة بل انعكس على المواطن السوري

اكد الرئيس الاسد ان الاطفال والشباب هم أبرياء ولا علاقة لهم بالحرب بصرف النظر عن انتمائهم لكنهم هم الذين يدفعون الثمن قبل أي فئة أخرى في المجتمع. مشيرا الى ان الارهاب لم يؤثر في الحكومة بل أثر في كل مواطن سوري وفي حياة كل مواطن

اليابان حادت عن نهجها المستقل عندما طالبت برحيل الرئيس السوري

واوضح الاسد ان كانت دائما غير منحازة فيما يتعلق بمختلف القضايا في الشرق الأوسط وكانت تحترم القانون الدولي حتى بداية الأزمة وخرق طوكيو هذه النزعة عندما قالت إن على الرئيس السوري الرحيل".

وقال ان "السؤال هنا، هل يستند هذا إلى قيم وأخلاق الشعب اليابان؟ بالتأكيد لا، والجميع يعرف مدى أخلاقية المواطنين اليابانيين. وهل يستند ذلك إلى القانون الدولي؟ لا، فنحن بلد مستقل ذو سيادة وليس من حق أحد في العالم أن يحدد من ينبغي أن يبقى ومن ينبغي أن يذهب. للأسف أتى هذا انسجاما مع السياسة الأميركية والغربية، حيث انضمت اليابان إلى الحصار على سوريا وهي التي كانت تساعد الشعب السوري".

واعتبر الرئيس السوري "إن اليابان تعاني من العمى مثلها في ذلك مثل العديد من البلدان الغربية التي لا ترتبط بأي علاقة مع حكومتنا أو مع بلدنا وبالتالي لا تستطيع أن تلعب أي دور لأنها لا تعرف ما يحدث ومعلوماتها مستمدة من الدول الغربية وهو أمر سخيف بالنسبة لنا".

3ـ 105