طالبة فلسطينية تتصدى لـ"معارضين سوريين" قدموا للكيان الإسرائيلي!

طالبة فلسطينية تتصدى لـ
الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٧ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

سلام محيسن طالبة فلسطينية في الجامعة العبرية في مدينة القدس المحتلة لم تتجاوز بعد الثانية والعشرين من عمرها لكنها تتحلى بثقافة سياسية واسعة وشجاعة لافتة كما بدا بتصديها لبعض ناشطي المعارضة السورية ممن قدموا للكيان الإسرائيلي الذي اعتبروه «جنة عدن» للحديث عن «الإرهاب» في بلادهم.

العالم - العالم الاسلامي

في ذاك المساء قبل أيام قليلة كانت سلام قد دخلت قاعة «مكسيكو» المعدة للمحاضرات الواسعة فوجدت ذاتها مع نحو عشر طالبات فلسطينيات وسط مئات الطلاب اليهود ممن قدموا لسماع أحاديث بعض «قادة المعارضة السورية» حول مأساة سوريا. تم ذلك ضمن محاضرة نظمها معهد ترومان للاستشراق.

وتروي سلام محيسن (22) لـ «القدس العربي» أنها تدرس اللغات وتاريخ الشرق الأوسط في السنة الثالثة وأن أجواء الجامعة والاحتكاك اليوم مع التيارات الطلابية اليهودية المتشددة دفعها للمزيد من التمسك بهويتها الوطنية ومواقفها القومية. محيسن التي سبق وشاركت في فعاليات توعوية لحملة المقاطعة الدولية ترى أن زيارة عرب أمثال بعض المحسوبين على المعارضة السورية للكيان إلاسرائيلي أشد خطورة من المتورطين بتطبيع عادي. وتشير أن بعض الأشخاص من العرب والفلسطينيين يقعون في التطبيع نتيجة سوء تقدير ودون معرفة ووعي لما يقومون به، أما هؤلاء الذين تصفهم بـ"المرتزقة" فجاؤوا من سوريا للكيان إلاسرائيلي بلبوس الضحية محاولين التمسكن واستدرار العطف. والحديث يدور عن ناشط يدعى عصام زيتون من بلدة بيت جن في الجولان السوري وسروان كاجو من قادة قوات البيشمركه الكردية. وتشير إلى أن المدعو عصام زيتون كان قد زار البلدة القديمة من القدس المحتلة بمرافقة التلفزيون الإسرائيلي لإعداد تقرير ترجح أنه يهدف لخدمة الدعاية الإسرائيلية. وتم البدء بالمحاضرة حول سوريا بمداخلة بواسطة «فيديو كونفيرنس» قدمها من باريس المدعو فهد المصري الناطق بلسان المعارضة السورية. وتؤكد الطالبة محيسن أن المصري استهل مداخلته بتحية بالعبرية («شالوم لكولام» أي سلام للجميع) قبل الانتقال للغة الإنكليزية. وتبعة كاجو ثم زيتون الذي تحدث بالإنكليزية بعد تقديم نفسه بالعربية وقد بدا ضعيفا مرتبكا وهو يقرأ محاضرته عن ورقة بلهجة المسكين الضحية.

وتقول محيسن إنه ما لبث أن انتقل للحديث عن تعاون سوريين على "الحدود مع الكيان إلاسرائيلي" في الماضي داعيا الجيش الإسرائيلي للتدخل في سوريا ووضع حد لـ «الإرهاب» ووقف «داعش». وتتابع «في هذه المرحلة دعا الحضور لمشاهدة فيلم عرضه وهو يقول الآن سيتحدث لكم العقيد الركن أبو صخر الذي بدا بزي عسكري وهو يقدم روايته وكأنه يتحدث مع منظمات المجتمع الدولي ثم قال: أدعو "إسرائيل" للتدخل ومناهضة الإرهاب».

وتقول سلام إنها في تلك اللحظة لم تعد تحتمل سماعه وهو يستنجد بدولة الإرهاب لاحتلال بلاده بذريعة مكافحة «الإرهاب» ونهضت وقالت بلهجة غاضبة وصوت عال: عن أي مجتمع دولي تتحدث؟ كيف لا تخجل أن تأتي لإسرائيل لتتوسلها؟ من طرفه رد زيتون على محيسن بهجوم مضاد ودعاها للخجل من طريقة حديثها. فقالت: «لم نأت لنسمعك بل جئنا لنوبخك ونهينك فأنت آخر الناس ممن يحق لهم الحديث عن الوجع السوري لأنك جئت مستجيرا بـ"إسرائيل" التي تستبيح دماء الفلسطينيين كل يوم». في محاولة لكسب النقاش مع الطالبة الفلسطينية التي أوقفت محاضرته قال متسائلا: «لماذا تحتجين وأنت تقيمين في جنة الله على الأرض وترفلين بالنعيم».

وانضمت بعض زميلات سلام لها بالاحتجاج على زيارته ومحاضرته وأسلوب حديثه منهن طالبات من الجليل والجولان السوري المحتل: أرام أبو صالح، وياسمين جابر ونسيم سيد أحمد.

فرد بالقول وهو يشير للطالبات: هذه هي «داعش» ثم أشار بإصبعه الوسطى نحوهن وعندئذ غادرت الطالبات قاعة المحاضرات وسط ضجة واسعة لاسيما أن الطلاب الإسرائيليين انتصروا لزيتون ولاحقا حاول أمن الجامعة استفزازهن بمحاولة القيام بالتحقيق معهن وتفتيشهن لكنهن رفضن بشدة. وتكشف سلام أنها تعرفت على مواقف الرجل بعدما دخلت صفحته في فيسبوك ولاحظت أنه يهاجم العرب ويتهمهم بالتخلف.

وردا على سؤال تقول سلام محيسن أنها لا ترى في دراستها كطالبة فلسطينية في جامعة عبرية تطبيعا وتشير إلى أن الجامعة تقوم على أرض بلدة العيسوية وإن أقل حق من حقوقها أن تتعلم فيها. وتتابع «لم التحق بالجامعة العبرية للتعرف على طلاب إسرائيليين بالعكس أنا مقاطعة لنقابة الطلاب وأنشط ضمن حراك طلاب فلسطيني داخل الجامعة ولا أشعر بأي غربة فيها ولا نضطر للمشاركة في نشاطات اجتماعية صهيونية».

المصدر: القدس العربي

112-4