قطع المياه عن العاصمة السورية دمشق

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٧ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

قطع المياه عن العاصمة السورية دمشق من قبل الجماعات المسلحة التي تقودها جماعة "النصرة" الإرهابية والتي تسببت بأزمة عطش وتسمم عانى منها نحو خمسة ملايين سوري كانت عنوانا أول لتغطية إعلامية ألقت الضوء على هذه الجريمة الموصوفة حاول خلالها الإعلام المعادي قلب الصورة عبر اتهام الحكومة السورية نفسها بالوقوف وراء الأزمة ما يخالف حقيقة تحكم المسلحين بمضخات المياه في عين الفيجة في ريف دمشق.

    س: لازمة واحدة تلتزمها الفضائيات العربية التي تدعم الجماعات المسلحة في سورية "النظام هو الذي قصف نبع الفيجة وقطع مياه الشرب عن سكان العاصمة. ما المبتغى من ذلك؟
    س: ما الغاية المتوخاة من التركيز على أن الجيش السوري هو الذي قطع مياه الشرب عن العاصمة. هل هي تأليب سكان العاصمة على الحكومة أم هي ورقة ضغط لوقف التقدم العسكري في وادي بردى؟
    منذ قطع مياه الشرب عن العاصمة السورية لم تتوقف الفضائيات العربية التي تدعم المسلحين عن اتهام الجيش السوري بقصف نبع الفيجة معبرة عن سياسة ممنهجة هدفها رفع المسؤولية عن جريمة الحرب التي ترتكبها الجماعات المسلحة الإرهابية وفي مقدمها النصرة التي تقود هذه الجماعات.
    س: لماذا يقصف النظام منبعا يروي عطش مناطق سيطرته؟ سؤال طرحته قناة الجزيرة القطرية كيف فهمت هذا السؤال؟ ماذا تريد الجزيرة أن تقول تحدیدا؟
    س: تناقض واضح تريد الحكومة السورية استرجاع أهم ورقة من المعارضة أي نبع الفيجة ولو تم تدمير النبع. لو دمر النبع ما فائدة هذه الورقة إذن؟

    قطع المياه عن دمشق جريمة كما وصفتها الأمم المتحدة ارتكبتها الجماعات الإرهابية التي تقودها "النصرة" المصنفة إرهابية بقرار في مجلس الأمن. ورغم ذلك لم نر تحركا من جانب المنظمة الدولية لمعاقبة من ارتكب الجريمة بل أبقت الإرهابي المتهم بعيدا مفسحة أمام الفضائيات الداعمة للإرهاب توجيه الإتهام لدمشق بقطع المياه عن نفسها. فأي منطق هذا؟  قناة العربية السعودية التي لم تشذ عن توجهات قناة الجزيرة القطرية زادت عنها ببث تبريرات المسلحين بقطع مياه الشرب ملايين السكان في العاصمة دمشق ورفع المسؤولية عنهم .
    س: قناة العربية - الحدث السعودية هنا وبكل موضوعية وتجرد ومهنية بثت ما قاله أحد قادة المسلحين من أنهم لم يقطعوا المياه عن دمشق. بالمناسبة هل كانت تنتظر أن يعترف هذا الإرهابي بذلك؟
    س: الإرهابي الذي استندت إليه قناة العربية السعودية يقول إن القصف هو الذي منع فرق الصيانة من إصلاح الأعطال في نبع الفيجة ولكن ألم يكن هناك هدنة التزم بها الجيش السوري ولم يلتزم بها المسلحون؟
    س: لماذا تدافع بعض الفضائيات العربية عن جريمة موصوفة بقطع مياه الشرب عن نحو خمسة ملايين سوري يعيشون في دمشق ثم تقول بأن المسؤولية تتحملها الحكومة أي قلب للصورة هذا؟
    أطلقت بعض الفضائيات العربية التي تدعم وتروج للمسلحين الإرهابيين في سورية مزاعم أيضا عن تجاهل الحكومة السورية لمشكلة قطع المياه عن سكان دمشق علما أن كل التقارير كانت تؤكد أن الحكومة عملت جاهدة لتأمين مياه الشرب للسكان بأقصى جهد ممكن.
    س: وكأن المشكلة هي التفتيش عن الدلائل التي تشير إلى اعتراف النظام بأزمة مياه الشرب في العاصمة. كيف يمكن تفسير ذلك؟
    س: ماذا عن فضائية أخبار الآن التي تبث من دبي التي أتحفتنا بالقول إن الحكومة والموالين لها لا تعنيها الوضع الكارثي في دمشق وكل ما يعنيهم هو كسب انتصارات عسكرية تعيد له قليلا من الشرعية الدولية. وهل الشرعية الدولية أسقطت عن الدولة السورية بقيادة الرئيس الأسد؟
    تعطيل الضخ في نبع الفيجة والذي أدى إلى قطع مياه الشرب عن العاصمة دمشق من جانب المجموعات المسلحة عمل إرهابي لا يمارسه إلا إرهابيون وعليه هم لا يريدون بهذا الجريمة إلا ممارسة الضغط على الجيش السوري للتراجع عن تقدمه في وادي بردى. غير أن هذه الصورة هي مقلوبة عند الجزيرة القطرية وسكاي نيوز الإماراتية .
    س: كيف تريد الحكومة السورية أن تنتزع من المعارضة المسلحة أهم ورقة للتفاوض ولو أدى ذلك إلى تدمير النبع بالكامل. كيف يمكن تفسير ما قالته الجزيرة القطرية؟
    س: قطع المياه عن العاصمة دمشق هي ورقة ضغط من المسلحين على الحكومة السورية كما ورد في إحدى الفضائيات. هل بات تعطيش الناس وسيلة من وسائل الإرهابيين لتحقيق مكاسب؟
    رغم الاتفاق الذي أعلن عن هدنة لوقف إطلاق النار في وادي بردى وتأمين وصول فرق الصيانة من دمشق إلى نبع الفيجة من أجل إعادة العمل بالمضخات التي خربها المسلحون والتي أدت إلى قطع مياه الشرب عن العاصمة دمشق. عمدت قناة العربية الحدث السعودية إلى قلب الصورة وتزييف الحقيقة بالإدعاء أن لا اتفاق تم ولا هدنة أعلنت فيما أكدت فضائيات حليفة وجود هدنة خرقها الجيش السوري.
    س: والله احترنا ساعة هناك اتفاق ساعة ليس هناك اتفاق. ما هذا التناقض والتخبط الإعلامي؟
    س: بكل حال نكران وجود اتفاق من جانب قناة العربية السعودية كما شاهدنا سببه تجاهل السعودية من جانب الأطراف المعنية وعدم إدخالها في المفاوضات التي أدت إلى هذا الإتفاق بغض المظر عن أنه صمد أو انهار أليس كذلك؟

الضيف:

حسن حردان - باحث سياسي