صور .. مزارع لتربية وترويض "الافاعي" في كينيا!

صور .. مزارع لتربية وترويض
الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٧ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

عندما ينحني مدرب الأفاعي ماكو كيوكو ليتمكن من الإمساك بأفعى الكوبرا ذات الأصول المصرية، يراقب المشاهدون ذلك المشهد بشيء من الخوف.

وإذا أخفق الرجل، البالغ من العمر 53 عاما، في توقيت الانحناء أثناء مرواغة أفعى الكوبرا، فسوف تلدغه أخطر أفعى أفريقية، والأكثر سُمّيةً بين الأفاعي في القارة السمراء.

يرتدي كيوكو قفازات واقية عندما يقوم بعرضه الجريء أمام الجمهور، لكن إذا لدغته أفعى الكوبرا في أي مكان آخر في جسده، فقد يلقى حتفه خلال 15 دقيقة فقط.

ويؤدي سمّ الكوبرا إلى توقف عملية التنفس، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى الإصابة بالشلل، ثم الوفاة. وتصل شدة ذلك السم إلى درجة أنه يمكن أن يقتل الفيلة.

وكيوكو هو صاحب مزرعة "كيوكو سنيك فينتشر" لتربية وترويض الأفاعي شرقي كينيا، التي تجذب الكثير من الزوار يوميا. ويقول إنه يشعر أنه محظوظ، ويقول إنه دائما يضمن النجاح عندما يُمسك بأفاعي الكوبرا خلال العروض التي يقيمها في مزرعته.

لكن بالرغم من ذلك، وقبل بضع سنوات، لم يحالف الحظ أحد العاملين معه عندما لدغته إحدى أفاعي الكوبرا.

وبينما تحتفظ المزرعة بمضادات لسمّ الأفاعي، لم تُقدم المادة المضادة لذلك العامل بالسرعة الكافية لمنع سريان الشلل في قدميه لذا، اضطر الأطباء في النهاية إلى بترهما.

كما توفي عامل آخر نتيجة إصابته بعد أن اعتصرته إحدى أفاعي البايثون الأفريقية، وهي أضخم الأفاعي في القارة على الإطلاق.

يقول كيوكو: "شعرتْ الأفعى بأنها مهددة، فقد حاول الرجل الاقتراب منها ليغذيها ماعزا كبيرا حيا. لكن الأفعى لفّت جسدها حوله واعتصرته. ورغم أن الأفعى لم تلتهمه، لأن أفاعي البايثون من النادر أن تلتهم البشر، إلا أنها قتلته".
مركز لجذب السياح

 

وتعني تربية الأفاعي وجود مخاطر واضحة قد يتعرض لها من يزاول تلك المهنة، ومع ذلك باتت تربية الأفاعي قطاعا مزدهرا في كينيا.

وتوجد حاليا 42 مزرعة مماثلة تنتشر في ذلك البلد الإفريقي، وتنتظر 21 مزرعة أخرى الموافقة على تراخيص ممارسة العمل، وذلك وفقا لمؤسسة "الحياة البرية الكينية"، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم العمل في هذا القطاع.

ويأتي معظم دخل هذه المزارع عن طريق الرسوم التي تفرضها على الزائرين. كما تصدّر تلك المزارع الثعابين بشكل رئيسي إلى حدائق الحيوانات، ومتاجر بيع الحيوانات في أوروبا وأمريكا الشمالية. كذلك تُستخدم في استخلاص سمومها لأغراض البحث العلمي، داخل البلد وخارجه.

وتُباع أفضل وأكبر أنواع الثعابين بأكثر من عشرة آلاف شيلينغ كيني (مئة دولار أمريكي).

ورغم حوادث القتل المتفرقة وغيرها من الأضرار الجسمية التي قد تنتج عن هجوم الأفاعي على البشر، يُطلب من العاملين في هذه المزارع أن يحملوا شهادات ذات صلة، مثل الحصول على شهادة في تربية الحيوانات.

ويُربّي كيوكو والعاملون معه، والبالغ عددهم 16 عاملا، أكثر من 1,800 أفعى، نصفها من نوع البايثون. أما النصف الآخر فيشمل أكثر من 32 نوعا مختلفا من الأنواع الأفريقية، إضافة إلى 13 من الأنواع التي تستوطن بلدانا أخرى غير أفريقية.

ويقول كيوكو إن مزرعته، التي تبلغ مساحتها خمسة أفدنة، وافتتحت عام 2009، تستقطب في أفضل الأيام أكثر من 350 زائرا.

ويدفع الزوار الكينيون مبلغ 300 شيلينغ كيني (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، بينما يدفع السياح الأجانب رسوم دخول تبلغ 1,000 شيلينغ كيني (نحو عشرة دولارات أمريكية).

وبجانب مشاهدة كيوكو وهو يمارس حركاته الجريئة والمتهورة مع أفعى الكوبرا، يمكن للزوار أن يتعلموا كل ما يتعلق بحياة الثعابين، وأن يروها عن كثب.

المصدر: بي بي سي

4