ترامب في البيت الابيض: لماذا تتخوف ذيول الافعى من الرأس؟

ترامب في البيت الابيض: لماذا تتخوف ذيول الافعى من الرأس؟
السبت ٢٨ يناير ٢٠١٧ - ٠٨:٥٧ بتوقيت غرينتش

واخيرا تسلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية فعليا، واصبح وامسى ساكنا للبيت الابيض، وصار رئيسا فعليا لامريكا، وهو في طور العمل على تنفيذ سياساته التي خطط لها بمعزل عن توافقها وتطابقها مع تصريحاته قبل الانتخابات ام لا.

العالم - مقالات

والعالم امام تسلم ترامب للسلطة على ثلاثة اقسام:

القسم الاول: القسم البصير والعارف به وبالدور الامريكي وبثابتاته الدائمة والتي اهمها ثابتة دعم الكيان الصهيوني، وهذا القسم متمثل بمحور المقاومة والممانعة وعلى راسه الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتعاطى مع الدور الامريكي المنحاز والداعم للارهاب بوصفه هو ايا تكن ادارته!! ولهذا نجد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية غير قلقة من مجيء رئيس او ذهاب رئيس لان الدور هو هو!! والخلاصة: ان هذا القسم غير قلق من ذهاب رئيس او مجيء رئيس لان بصيرته اخبرته بأن الدور الامريكي لم يكن يوما ولن يكون الا معاديا ومحاربا لمحور المقاومة والممانعة، ولم يكن يوما ولن يكون الا داعما للارهابين التكفيري والصهيوني وان ذهب لاعب لهذا الدور واتى لاعب. نعم قد تختلف التكتيكات والاساليب والطرائق الا ان الدور يبقى هو هو، والاهداف هي هي!! ولقد جرب هذا المحور الكثير من الرؤساء الاميركيين وتجربته رسخت فيه اليقين بأن كل الرؤساء الذين مضوا والذين اتوا، وكل الرؤساء الذين سيأتون لم يغيروا في اي ثابتة من ثوابت العداء لمحور المقاومة والممانعة من جهة، ولم يغيروا اي ثابتة من ثوابت دعم الكيان الصهيوني الغاصب ولا الحكومات الجائرة والظالمة بحق شعوبها، كما انها كانت ولا زالت تستغل كل الحركات التكفيرية بواسطة المنبع الاصلي لها اعني الوهابية وال سعود الاشرار!!

القسم الثاني: كل من هو تابع للادارة الاميركية لا سيما الكيان الصهيوني الغاصب، والانظمة الخليجية الدائرة في فلكها التي تختصرها العائلة المالكة في السعودية والتي هي بمثابة الذيل لرأس الافعى الاميركية. اما الكيان الصهيوني الغاصب فلا يخفي فرحته من تسلم ترامب للرئاسة الاميركية ليس لان الرؤساء الذين مضوا ليسوا اوفياء له؛ بل لان ترامب بصراحته ووضوحه يعطي اطمئنانا اكثر بأنه حتى في الاساليب والتصريحات والشكليات هو مع الكيان الصهيوني بكل حماسة وقوة وإصرار!! فتارة يكون الرئيس الامريكي داعما لـ"اسرائيل" في الاستراتيجيات بما يعني حفظ وجودها وامنها وفعالية دورها ولكنه قد يختلف معها باساليب ذلك بالاضافة الى امكانية ايقاف جموحها الذي يراه الرئيس الاميركي بغير صالحها، وتارة اخرى يكون الرئيس الاميركي بالنسبة لـ"اسرائيل" كترامب الذي تراه معها بكل شيء حتى بالاساليب وحتى بترك جموحها حرا طليقا وبلا اي قيود، ولهذا "اسرائيل" فرحة بترامب!! هذا بالنسبة للكيان الصهيوني اما بالنسبة للذيل الخليجي الممثل بال سعود الدائر في فلك التبعية لامريكا ولم يحد عن هذه التبعية منذ تسلم ملفه من بريطانيا لصالح امريكا، فإن هذا الذيل لتلك الافعى قلق جدا!! وقلقه راجع الى ان المطلوب منه دفع كلفة اعلى لنيل رضى ترامب، كما ان قلقه يعود الى ان ترامب لن يسمح لهذا الذيل السعودي بأي هامش بعيدا عن مخططات ادارة ترامب، يعني باختصار ان الادارة الاميركية الجديدة ستزيد من قيود الاستعباد والرق على الجارية السعودية، وستحلب منها المال اكثر، كما انها يمكن ان تعمد الى تقسيمها فتصبح الجارية السعودية المستعبدة لترامب على وزان قول الشاعر المتنبي:

لا تشتري العبد الا والعصا معه ***** ان العبيد لأنجاس مناكيد

فال سعود سيبقون في دائرة الرق والاستعباد لادارة ترامب ولكن مع تحقير واهانة وقيود استعبادية اضافية، هذا ان لم تصل الامور الى حد الاستغناء والترك اذا فرضت الظروف امكانية الاستغناء بعد انتهاء الحاجة وان كان هذا الامر غير قريب؛ اذ ما المانع من ابقاء جارية كالسعودية مهما طلبت منها اعطتك ولو على حساب الشعب الحجازي والشعوب العربية والاسلامية؟؟!!!. ومن هنا فإن هذا الذيل التابع قلق وغير مرتاح، ولهذا نراه يتعمق في العلاقة العلنية مع الكيان الصهيوني اكثر فاكثر لانه يرى بأن الصهاينة واسطة فعالة لارضاء السيد الامريكي!!

القسم الثالث: روسيا ودول اخرى دورها شبيه بدورها، وهذا القسم مرتاح لتصاعد قوته، ولكونه محتلا لموقعا ممتازا في مصاف الدول الكبرى، والذي اوصله الى هذا المصاف انما هو الصمود المدوي والرائع لمحور المقاومة والممانعة في كل من سورية واليمن والعراق!! ولهذا لا نجد قلقا لدى الروس ليس لاجل ان ترامب اعلن صداقته لروسيا وانما لاجل ان الروسي فرض قوته وحضوره، فلم يعد بإمكان اي ادارة اميركية جديدة التغاضي عدم الاعتراف بهذا الدور.

بقلم الشيخ توفيق علوية

114-1