خفايا الجولة الثانية في أستانة 2 وماذا جرى بساعات؟

خفايا الجولة الثانية في أستانة 2 وماذا جرى بساعات؟
الإثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧ - ٠٧:٥٧ بتوقيت غرينتش

لماذا تأخر الوفد التركي ووفد المجموعات المسلحة وهل هناك علاقة لجولة اردوغان في الخليج الفارسي بتأخر الوفد التركي؟ انتهى الاجتماع الثاني من لقاءات أستانة دون ان يصل إلى تفاهمات مشتركة، مظهراً حجم التعقيد الحاصل في المحادثات، وصعوبة المهمة امام الدول الضامنة.

العالم - مراسلونا

هذه التعقيدات لم تكن فقط في اروقة المحادثات، بل كانت منذ بداية سفرنا الى أستانة، حيث كان الطريق مليئاً بالتقعيد، وبدأت تلك التعقيدات بإشكال مع شركة الطيران دبي فلاي، حيث رفضوا ان نصعد الطائرة في مطار بيروت، والحجة اننا لا نملك اي ورقة تؤكد اننا مدعون لتغطية اجتماع استانة، شرحت للموظفة الموضوع واننا ناخذ الفيزا من المطار، واننا ضمن الوفد الاعلامي السوري، وهذه فيزا المؤتمر السابق لكنها رفضت، لم اكن اعرف ان هناك شابا قصير القامة يقف جانبا هو مسؤول محطتهم في بيروت، وهو من كان يعطيها الاشارة بعدم السماح لنا منطلقة من باب قانوني، وان شركتها لا تسمح، مع ان الحجز الذي لدينا ذهابا وايابا، تدخل في هذا الوقت عناصر من الامن العام اللبناني، حاولوا استطلاع الامر لكنها كانت ترفض من باب قانوني، ولا يحق للامن العام التدخل، في هذه اللحظات شعرت ان الموضوع هو محاولة من هذه الشركة افشال سفري والفريق المرافق، بعد معرفة وجهتي، تحت هذه الذريعة، مع العلم انني في اليوم الثاني وعبر حجز من شركة اخرى غادرت لبنان دون اي صعوبة وبنفس الطريقة، وهنا اطرح سؤال لصالح من تعمل هذه الشركة، واعتقد ان المسألة كانت سياسية بحتة.
وصلنا الى أستانة، الا اننا لم نلاحظ ان هناك تفاؤلا من الدول الضامنة، وتحديداً من الجانب الروسي، ولم نفاجئ بذلك بسبب معرفتنا بتأخر وفد المجوعات المسلحة الذي لم يصل بالوقت المحدد له، وهناك اسباب كثيرة لتأخره، من اهمها انه مرتبط مباشرة بالموقف التركي وما الذي يريد،  بالاضافة الى خلافات بين المجموعات المسلحة، ومن سيحضر الاجتماعات، وما الذي سيطرح في أستانة، وهذا التأخير كان ضمن محاولات لعدم الحضور او افشال استانة كليا وذلك مرتبط باطلاق عملية الجنوب السوري. اما السبب المهم كان مرتبط بزيارة اردوغان الى الخليج الفارسي، وما يريده اردوغان وما الذي يحضروه في هذا الاطار، فالمعلومات التي وصلت كانت تتحدث عن سعي اردوغان لايقاف معركة الباب في ريف حلب، وبالمقابل يريد ان يعيد خلط الاوراق من خلال تنسيقه الذي لم يتوقف لا مع القطري ولا مع السعودي، وهو يراهن اكثر على مواقف الادارة الاميركية الجديدة، اضافة الى ذلك محاولته طرح الحل السياسي او بالاحرى الفقرة السياسية، قبل الانتهاء من موضوع وقف اطلاق النار وتحديد المناطق واغلاق الحدود، وعند سؤالنا في كواليس المحادثات، عن سبب تخفيض الوفد التركي مستوى المشاركة، المعلومات التي وصلتنا انه تذرع بان الدعوة كانت متأخرة، وان اكثر اعضاء الوفد الذين شاركوا في المرة السابقة، هم يرافقون اردوغان في زيارته الى الخليج الفارسي ولم يستطع المشاركة في محادثات استانة 2، وهنا بين قوسين اذكر ان رئيس الوفد الايراني كان من المفترض ان يكون مع الرئيس روحاني خلال زيارته الى الكويت وسلطنة عمان، وهو من مسؤوليات عمله تنسيق وترتيب الزيارة، لكنه تواجد في استانة على راس الوفد الايراني مدركا اهمية هذه الاجتماعات والتزام ايران في انجاحها.
في الحقيقة وبعيدا عن ما يقال لم تكن الامور ايجابية بالمعنى العملي كانت هناك حالة تشنج وتوتر وهذا التوتر بدأ منذ تأخر الوفد التركي والمجموعات المسلحة، ومن خلال مصادرنا الخاصة وصلنا من الغرف المغلقة ان احد اسباب التوتر في المحادثات كان محاولات القفز والتصعيد الذي تمارسه تركيا، فهي لم تعط اي ضمانات او تحديد فترة زمنية لاغلاق الحدود، هنا بدأنا نبحث عن سبب هذه التصرفات التركية، وكان الجواب ضمن مسارين، فالقائمين على الاجتماع من جانب الحكومة السورية اكدوا ان التركي لا يملك الرغبة على إبعاد فصائل المسلحين بشكل حقيقي عن جبهة النصرة، في ضوء تحالفات الأخيرة على الأرض، بالاضافة الى ان الاتراك يسعون إلى استغلال تغيير الإدارة في البيت الأبيض، لترجمة مشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري، كأرض موالية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، وبذلك تبتعد عن قيود تفاهم أستانة في مرحلته الاولى، ما جعلهم يراهنون على الضغط الامريكي على روسيا وايران، وعندها سيكونوا خارج تفاهم الاستانة جملة وتفصيلاً
فيما تسعى المجموعات المسلحة للحصول على امتيازات دون ان تساهم او تحدد كذلك موقفها من المنظمات الارهابية، وكأنها تسعى الى حكم المناطق التي تتواجد فيها، وعلى الدولة السورية ان تقدم لها الخدمات وغير ذلك، وبالطبع هذه القضايا لا يمكن تمريرها على الدولة السورية.
وفي ظل هذه الخلافات والنقاشات، تأخر حتى الاجتماع الموسع الذي من المفترض ان يضم كل الوفود، لذلك لم يكن هناك عناوين جديدة يمكن ان تكون ضمن بيان ختامي جديد، وما حصده هذا الاجتماع كان التوصل إلى إنشاء "آلية حازمة" لمراقبة وقف إطلاق النار، بالرغم من ان سقف الطموحات كانت في هذا الاجتماع أعلى بكثير، حيث كانت الدول الضامنة والوفد الحكومي السوري يحضر لإعداد اللمسات النهائية على خريطة انتشار جبهة النصرة في الأراضي السورية، والانطلاق بفصل باقي المجموعات عن النصرة وداعش، بهدف محاربتها لاحقاً.
ومن المفيد ذكره  هنا دور الوفد الاردني، الذي بقي مقترحه خارج إطار البحث، وذلك بسبب اشتعال الجبهة الجنوبية المستمر منذ أيام والتي سبقت الاجتماع. الا ان ما عرفناه من مصادرنا في الاجتماع ان الجانب الاردني، ترك باب المناورة مفتوحاً، ولم يقدم اي ضمانات لايقاف المعارك في الجنوب، او حتى حول اغلاق الحدود ووقف دعم المجموعات المسلحة، بالرغم من معرفة الجميع، ان المجموعات في جنوب سورية تحظى برعاية اردنية عميقة، وهذا ما دفع السفير بشار الجعفري، الى وصف الحالة والدور الذي يلعبه الاردن منذ بداية الحرب، كاشفاً ان الوفد الحكومي السوري يعرف تماما، ما تحاول الاردن تمريره من خلال ايهام الجميع انها تلعب دوراً ايجابياً في التوصل لحل سياسي للحرب على سورية، وهذا بالطبع لم يحصل ابدا ولم تقدم اي شيء فعلي على الارض، وخير دليل على ذلك التساؤول الذي لم يكن له اي اجابة، انه كيف يمكن ان تنطلق عملية كبيرة في الجبهة الجنوبية بالتزامن مع انعقاد اجتماع استانة بساعات، وكلنا نعرف هل يمكن للمجموعات المسلحة في الجنوب السوري ان تتحرك دون علم او دور الاردن ودور الاحتلال الصهيوني، من هذا المنطلق كان كلام رئيس الوفد السوري الجعفري عن الدور السلبي المستمر الذي تلعبه الاردن حتى الان رغم محاولة اعطائها دورا في المرحلة القادمة .
اما وفد المجموعات المسلحة مرة جديدة يُظهر نفسه في الاستانة، انه اداة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهناك مفردات وكلمات تم وضعها له ودائما يرددها ويحاول ان يثير الكثير من المغالطات وتحديدا من خلال اثارة الكثير من المفردات الطائفية للعزف على هذا الوتر والحديث عن تغير ديموغرافي وغير ذلك ما طرحته انا بالارقام اولا حول لغته الطائفية ثانيا كنت اتحداه ان يذكر لي منطقة واحدة تم تسكين عوائل او اناس غير سوريين او حتى من غير اهل المنطقة لم يكن يتوقع ان يواجهه احد او ان يضحض كلامه احد وللتهرب اكثر  تبرء من جيش الاسلام واعتبر ان من وضع النساء في اقفاص في دوما وجال بهم ليسوا جيش الاسلام وهم باعترافاتهم دوما معقلهم الرئيس لا بل اكثر من ذلك زهران علوش قبل ان يُقتل كان هو من يشرف على كل شي وكلنا نعرف سجن التوبة في دوما ومن يشرف عليه.

بقلم: الاعلامي حسين مرتضى