ماذا بعد الباب؟ .. هل بات الصدام التركي السوري وشيكا جدا؟

ماذا بعد الباب؟ .. هل بات الصدام التركي السوري وشيكا جدا؟
الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٧ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

بعد قتال استمر عدة اسابيع نجحت قوات “درع الفرات” المكونة من فصائل معارضة سورية وقوات تركية خاصة، من دخول مدينة الباب في الشمال، وانتزاع السيطرة عليها من “الدولة الاسلامية”، الامر الذي سيساهم بدور كبير في اقامة المنطقة الآمنة التي تعهد بفرضها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على خمسة آلاف كيلومتر مربع.

ورأت صحيفة "رأي اليوم" ان الاهمية الاستراتيجية لمدينة الباب تكمن في كونها احد البوابات الرئيسية نحو حلب، ومنع قيام منطقة كردية في الشمال السوري، ونقطة انطلاق لاخراج الاكراد، او من تبقى من قواتهم في مدينة منبج المجاورة.
الرئيس اردوغان عندما سأله احد الصحافيين عن الهدف الثاني بعد مدينة الباب، قال ان قوات “درع الفرات” ستنطلق منها نحو دمشق لاطاحة النظام، ولكنه تراجع عن هذا التصريح بعد تدخل روسي، وغضب سوري.
عدم تقدم قوات الجيش السوري في المدينة ومحاولة السيطرة عليها ما زال محيرا، فهذه القوات تقدمت نحو المدينة، ولكنها قررت التراجع تجنبا للصدام مع القوات التركية، ولكن هذا لا يعني ان هذه الخطوة السورية تعني القبول بالتواجد العسكري التركي على اراضي سورية.
وزير المصالحة السوري علي حيدر القى بعض الضوء على هذه المسألة، عندما صرح امس بأن حكومته تريد حلا سياسيا، ولكنه لم يستبعد مواجهة عسكرية اذا لزم الامر، منوها الى ان حكومته تعتبر هذا الوجود التركي العسكري بمثابة الاحتلال، وانتهاك للسيادة السورية.
عودة الباب الى السيادة السورية بالحلول السياسية ربما تكون مستبعدة، لان التجارب السابقة المماثلة سواء في لواء الاسكندرون، او تواجد القوات التركية في قاعدة بعشيقة العراقية القريبة من الموصل، اثبتت ان القوات التركية وجدت لتبقى، ولفرض امر واقع على الارض تحت مسميات مختلفة.
الرئيس اردوغان الذي وجد دعما قويا لمشروع المناطق الآمنة في سورية من الرئيس الامريكي الجديد، ليس في وارد الانسحاب من مدينة الباب واعادتها الى السيادة السورية، الا اذا تم اجباره بالقوة، ولا يوجد اي مؤشر في الوقت الراهن يوحي بذلك، وخاصة من قبل روسيا، حليفة الحكومة السورية في دمشق.
العلاقات التركية الروسية بدأت تدخل مرحلة من التوتر بسبب التقارب المتسارع بين الرئيس اردوغان والرئيس ترامب، والشيء نفسه يقال عن العلاقات التركية الايرانية، اذا اخذنا في الاعتبار التلاسن الحاد بين الجانبين بعد تصريحات الرئيس التركي التي اتهم فيها ايران بالعمل على تشييع دولتي العراق وسورية، وزعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط.
لا نريد ان نستبق الاحداث، ولكن ما يمكن قوله ان تركيا قد تكون نجحت في انهاء وجود “الدولة الاسلامية” في مدينة الباب، ولكنها قد تكون فتحت في الوقت نفسه ابواب صراع مع قوى اخرى اكثر شراسة، ونحن نتحدث هنا عن التحالف الروسي السوري الايراني الذي اعلن معارضته لاقامة اي مناطق آمنة دون التشاور مع الحكومة في دمشق.
الصدام التركي السوري يقترب بشكل متسارع، ولا نعتقد ان المتحدث باسم الخارجية الايرانية كان يمزح عندما قال ان الصبر الايراني على الانقلاب في الموقف التركي له حدود، كما اننا نجزم بأن الحكومة السورية لن تكرر تجربة لواء الاسكندرون في شمال سورية.

المصدر: رأي اليوم

4