الظواهري يصوب إرهابييه نحو اليمن وشمال افريقيا!

الظواهري يصوب إرهابييه نحو اليمن وشمال افريقيا!
الجمعة ٠٣ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالمعارك التي تستهدف القضاء على تنظيم “داعش” في الموصل والباب والرقة في سورية والعراق، يعود تنظيم “القاعدة” الام لتجميع صفوفه ويعزز وجوده مجددا في اكثر من ساحة، وشمال افريقيا واليمن على وجه الخصوص.

العالم - مقالات

اليوم (أمس الخميس) أعلنت التنظيمات المسلحة في شمال مالي الناشطة في منطقة الساحل والصحراء، انها اندمجت في تنظيم واحد اطلقت عليه جماعية “نصرة الإسلام والمسلمين”، وقالت في شريط مصور ان أربعة تنظيمات رئيسية هي “انصار الدين”، و”كتائب ماسينا”، و”المرابطون”، و”امارة الصحراء”، قررت الاندماج تحت راية جديدة هي “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، واختارت اياد غالي قائد تنظيم “انصار الدين” اميرا لها، وعقد الأمير الجديد اجتماعا وسط امراء التنظيمات الأخرى المندمجة لاعلان هذا النبأ، مثلما قام بمبايعة ايمن الظواهري، زعيم تنظيم “القاعدة”، وامير التنظيم في “المغرب الإسلامي” ابو مصعب عبد الودود، وامير حركة طالبان الملا هبة الله.

هذا التطور يجسد “عودة” قوية وخطيرة لتنظيم “القاعدة” في الساحل الافريقي ومنطقة الصحراء، تتزامن مع انبعاث جديد له في منطقة الجزيرة العربية، واليمن على وجه الخصوص، حيث تشير التقارير انه عزز وجوده في الجنوب اليمني، ومحافظات عدن، وابين وحضرموت على وجه الخصوص.

الطائرات الامريكية اغارت بالأمس على تجمعات للتنظيم في ابين، مثلما هاجمت معسكرا عسكريا له في محافظة البيضاء قبل أسبوعين (14 يناير الماضي)، واسفر الهجوم الذي استخدمت فيه ثلاث طائرات عمودية “هليوكبتر” عن اغتيال عبد الغني الرصاص، احد ابرز قياديي “القاعدة” في اليمن والجزيرة العربية، الى جانب 41 شخصا آخرين، وتسع نساء وعدد من الأطفال، من بينهم نورة ابنة القيادي أنور العولقي التي كانت تقيم في منزل اخوالها من عائلة الذهب، حيث قتل اثنان منهم أيضا، وجرى اسقاط احدى المروحيات ومقتل جندي امريكي.

ولا ننسى في هذه العجالة “هيئة تحرير الشام” التي تضم عدة فصائل من بينها جبهة “النصرة”، وتضم حوالي 25 الف مقاتل، وتعتبر الفرع الأقوى لتنظيم “القاعدة” في سورية.

صحيح ان التنظيم مني بنكسة كبيرة قبل بضعة أيام عندما نجحت غارة أمريكية بطائرة دون طيار بإغتيال ابو الخير المصري، نائب الظواهري في احدى قرى ادلب، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم “فتح الشام” ويعد من ابرز قياداته، وقبلها ناصر الوحيشي وأنور العولقي بالطريقة نفسها، الا ان هذه الاغتيالات سيكون لها اثر محدود في مسيرة نهوض التنظيم الجديدة.

نجاح تنظيم “القاعدة” في توحيد صفوفه، وتعزيز قواه، في وقت تتصاعد الحرب الميدانية ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، ينبئ بأخطار كبيرة في الجزيرة العربية وشمال افريقيا، وربما أوروبا أيضا.

التنظيم الجديد “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” تكمن خطورته في كونه يتواجد في منطقة الساحل الافريقية “الرخوة” امنيا، التي تقع داخل وعلى حدود أراضي عدة دول مثل ليبيا ومالي وتشاد والجزائر وموريتانيا والنيجر، مضافا الى ذلك ان الجماعات المنضوية تحت مظلته تتمتع بدعم قبلي، وتملك مئات الاطنان من الأسلحة والمعدات العسكرية، وكذلك مبالغ كبيرة من المال تقدر بعشرات الملايين من الدولارات واليوروهات، حصلت عليها “كفديات” من جراء خطف واطلاق سراح رهائن غربيين.

منطقة الساحل الافريقي و”المغرب الإسلامي” تشهد حاليا حالة من التنافس على النفوذ بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، وربما جاء اندماج الفصائل الأربعة في اطاره، والشيء نفسه يقال أيضا عن العملية الإرهابية التي وقعت قبل أيام في مدينة قسنطينة الجزائرية، واعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عنها، وكأنه يقول “نحن هنا”.

التدخلان العسكريان، الفرنسي في مالي، والامريكي الأوروبي في ليبيا (تحت مظلة حلف الناتو)، لعبا دورا كبيرا في تهيئة البيئة الحاضنة لهذه الجماعات والفصائل المتطرفة، وتسلل بعض عناصرها الى أوروبا عبر قوارب الهجرة غير الشرعية، استغلالا لحالة الفوضى على السواحل الليبية التي يبلغ طولها حوالي الفي كيلومتر، ولا تحظى بأي حماية لعدم وجود دولة مركزية قوية.

تنظيم “القاعدة” يملك خبرة كبيرة في التجنيد والتعبئة، وتنفيذ العمليات الإرهابية، وهذه العودة تشكل تحديا جديدا لأجهزة الامن الأوروبية والعربية أيضا التي تتوحد تحت عنوان مكافحة الإرهاب.

تنظيم “القاعدة” يعود بقوة وتحت قيادة ميدانية اكثر شراسة من قيادته التقليدية المؤسسة، الامر الذي يتطلب المراجعة، خاصة من اولئك الذين توقعوا انتهاء خطره بعد اغتيال مؤسسه أسامة بن لادن.

راي اليوم

2-3