التعايش بين اتباع الديانات بالمنظور الاسلامي...- الجزء الثاني

الجمعة ١٠ مارس ٢٠١٧ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

يقول الإمام الباقر عليه السلام: صلاح شأن الناس التعايش، وعن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ان قال الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

فالتعايش حاجة ومبدأ وهدف انساني واسلامي سامٍ، اكدت عليه القواعد الدينية والشرع الاسلامي المحمدي الاصيل.

برزت الحاجة الى التعايش منذ بدء الخليقة كما انها موجودة أينما وجدت علاقة بين طرفين، اضافة الى توصيفها بالمسؤولية المشتركة التي تتحملها الاطراف كافة.

يقول تبارك وتعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ، فالتعارف والتعايش لهو امر الهي مباشر وسبب من اسباب الخلق القويم للباري عز وجل وهو ما دفع كثر الى البحث عن صور واشكال هذا التعايش.

فالتعايش المقصود والمرجو بالشكل الاسلامي هو تعايش الانسان مع ذاته، وتعايش الفرد مع الفرد الآخر اينما كان، وتعايش الجماعة مع الفرد وتعايش الجماعات والمجتمعات والشعوب والامم.

يجمع المتابعون ان التعايش بمفهومه الانساني والحضاري والديني انما يمتد ليشمل الآخر المختلف حتى في اصل العقيدة، انطلاقاً من ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ الى ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾، وصولاً الى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾.

من هنا نحلل ونناقش ونسأل:

- ما المقصود بالتعايش بمعانيه الانسانية والدينية؟

- كيف وصَّف الاسلام أمر التعايش بين البشر بالنص والممارسة؟

- وكيف تعاطت المكونات المجتمعية مع فكرة التعايش؟

 

الضيف:

الشيخ علي المولى - قاضي بيروت الشرعي

تصنيف :