قالت “لا” كبيرة للعنصرية الاسرائيلية..

الدكتورة ريما خلف واستقالتها “الاستشهادية” المزلزلة!

الدكتورة ريما خلف واستقالتها “الاستشهادية” المزلزلة!
الأحد ١٩ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

لم تفاجئنا الدكتورة ريما خلف الاكاديمية والوزيرة الاردنية السابقة باستقالتها المشرفة من منصبها كأمينة تنفيذية للجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لشرق آسيا (الاسكوا)، احتجاجا على رضوخ الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوترتيش للضغوط الاسرائيلية، والتهديدات الابتزازية الوقحة لادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بوقف المساعدات الاميركية عن المنظمة الاميركية.

العالم - مقالات

فهذه السيدة الفاضلة كانت منسجمة مع ضميرها وقيمها الاخلاقية والانسانية العالية، عندما تمسكت بتقرير منظمتها الذي يؤكد “ان اسرائيل اقامت نظام فصل عنصري يهدف الى تسلط جماعة عرقية (اليهود) ضد اخرى”، وطالبت بـ”تفكيك هذا النظام العنصري الاسرائيلي قبل اي حديث عن حل الدولتين، او حل الدولة الواحدة، او اي حلول اخرى، واحالة اسرائيل الى محكمة الجنايات الدولية”.

الدكتورة خلف تؤمن مثل الغالبية الساحقة من ابناء جلدتها “ان الحياة وقفة عز″، وان كلمة الحق يجب ان تقال ولو على حد السيف، في سلطان اممي ظالم مدعوما برئيس اميركي عنصري.

اسرائيل دولة عنصرية، وفوق كل هذا، دولة غاصبة مجرمة، تمارس العدوان في ابشع صوره، وتسرق الارض والماء والهواء، وتمارس غطرسة القوة والاذلال على شعب اعزل، وتحتل المقدسات من اجل تقويضها وهدمها وتهويدها.

كلما كبرت الشهادة كبر مفعولها، والدكتورة خلف اقدمت على اكبر عملية استشهادية سياسية في تاريخ هذه الامة، عندما اشهرت سيف استقالتها، وفجرت قنبلتها الانسانية في وجه الرئيس الاميركي الجديد المتغطرس، والامين العام الجديد للامم المتحدة، دون تردد او خوف.

من الطبيعي ان يقف رئيس اميركي عنصري، مثل ترامب، الى جانب العنصرية الاسرائيلية، ويدعمها، ويوظف كل امواله واسلحته الدبلوماسية في حمايتها، ولكن من الطبيعي ايضا ان تقف سيدة ابنة الارث العربي الحافل بالبطولات، في وجه هذا الاستكبار العنصري، وتقول “لا” كبيرة من خلال استقالتها المشرفة التي تنطوي على الكثير من الكبرياء والكرامة وعزة النفس، والانحياز الى معسكر مقاومة الظلم الاسرائيلي الاميركي المشترك.

تحية من هذه الصحيفة “راي اليوم” للدكتورة ريما خلف التي سطرت صفحة ناصعة مشرفة في تاريخ النضال العربي ضد العنصرية والاستكبارين الاميركي والاسرائيلي، ويؤسفنا ان نقول لها، وبكل مرارة، ان القمة العربية المقبلة لن تجرؤ على تحقيق امنيتها بتبنيها لتقريرها المسحوب، خوفا من اميركا وترامب، مثلها مثل الامم المتحدة وامينها العام، ونأمل ان نكون مخطئين.

في الظروف والتحديات الصعبة تظهر معادن الشرفاء نساء ورجالا.

“راي اليوم”

2-4