أطفال سوريا... التعليم بات ضحية للحرب!

أطفال سوريا... التعليم بات ضحية للحرب!
الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠١٧ - ٠١:٤٦ بتوقيت غرينتش

بينما تدخل الحرب السورية عامها السابع هذا الشهر، فقد سقطت اللبنة الحيوية لمستقبل البلاد ضحية للمذبحة: تعليم أطفالها.

العالم - سوريا

وبحسب تقرير نقلته ساسة بوست عن صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأمريكية يقول التقرير إن دراسة نشرتها مؤخرًا لجنة الإنقاذ الدولية ذكرت أن حوالي 1.75 مليون طفل وشاب في سوريا غير ملتحقين بالمدارس.

تقرير اللجنة الدولية نقل عن «بول فريسولي»، كبير مستشاري المنظمة في مجال التعليم، قوله: «هذا أمر مثير للقلق. في بلد كان يشجع حقًا قيمة التعليم، نشهد الآن مستويات منخفضة للغاية من القراءة والكتابة والمهارات الحسابية، ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على تعلم الأطفال في المستقبل».

وقال «فريسولي» إن لجنة الإنقاذ الدولية لم تتمكن من الوصول إلى نتائج أساسية بشأن مستويات التعليم في سوريا قبل الحرب، ولكن من المعروف أن الأمة العربية لديها «معدل محو أمية بنسبة 95%».

جيل ضائع

 

تقرير الصحيفة الأمريكية أضاف بقوله إن إمكانية الالتحاق بالمؤسسات التعليمية والتعلم لا تمثل فقط مشكلة للأطفال داخل سوريا، وفقًا لمجموعات حقوقية. منظمة «هيومن رايتس ووتش» كانت قد أفادت في سبتمبر (أيلول) الماضي أن أكثر من نصف مليون طفل في سن الدراسة في سوريا ممن لجؤوا إلى تركيا والأردن ولبنان، لم يلتحقوا بالتعليم الرسمي في العام الدراسي السابق.

مؤسسة «كرم»، وهي منظمة غير ربحية تتخذ من شيكاغو مقرًا لها وتستثمر في المدارس السورية وتدعم الأسر اللاجئة، ذكرت في تقرير صدر العام الماضي أنه بدون التعليم، من المرجح أن يتم استغلال الأطفال، ويتعرضون للفقر، ويسقطون ضحايا للأيديولوجيات المتطرفة، وسيصبحون «جيلًا ضائعًا».

وقبل الحرب، كان هناك أكثر من 22 ألف مدرسة تعمل في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لتقديرات خاصة بالأمم المتحدة. واليوم، هناك ما لا يقل عن 7400 مدرسة مغلقة، وتلك التي لا تزال تعمل بشكل عام تعاني من «سوء المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية»، وفق ما ذكر مسؤولون في لجنة الإنقاذ الدولية.

ويظهر تقرير لجنة الإنقاذ الدولية، الذي تم العمل عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واستند إلى دراسة استقصائية أجريت على نحو 3000 طفل في خمس مدارس في شمال سوريا، أن ما يقرب من نصف الذين شملهم الاستقصاء، والذين يبلغ متوسط أعمارهم 13 عامًا، لم يتمكنوا من إكمال مسألة حسابية مخصصة للأطفال البالغين من العمر سبع سنوات. وحوالي ثلث طلاب الصف الثامن لم يتمكنوا من قراءة قصة من 60 كلمة مخصصة لطلاب الصف الثاني بشكل صحيح.

وقال مسؤولون في منظمات الدفاع عن حقوق الأطفال إن الانخفاض في التعلم يعزى إلى عدة عوامل منها التوقف عن الدراسة بسبب التهديدات بالقنابل والعنف وانعدام الأمن في المدارس وعدم ملاءمة الأوضاع المنزلية.

إحصاءات صادمة

 

كما أشار تقرير لجنة الإنقاذ الدولية إلى أن أكثر من 25% من التلاميذ الذين يتلقون مساعدات من اللجنة الدولية، والبالغ عددهم 3500 تلميذ، اضطروا للفرار من منازلهم، وأن الكثيرين أصيبوا بصدمة بعد مشاهدة تأثير القتال على أفراد الأسرة والضرر والدمار اللذين سببتهما الغارات الجوية.

ومن النتائج الهامة الأخرى أن هناك 5.8 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا يحتاجون إلى المساعدة التعليمية، ما يعني أنهم يواجهون صعوبة في الذهاب إلى المدرسة بسبب الأخطار التي قد يتعرضون لها على طول الطريق، لا يتعلمون بسبب سوء نوعية التعليم أو عدم وجود المعلمين، وهم عرضة لخطر التسرب من التعليم.

كما لم يتمكن 59% من طلبة الصف السادس من قراءة قصة بسيطة تتراوح بين 7 و10 جمل – أي ما يعادل مهارات القراءة لطلاب الصف الثاني – في حين أن 63٪ من طلاب الصف السابع لم يتمكنوا من حل مسألة حسابية مصممة لطلاب الصف الثاني. وقد ترك نحو 150 ألف معلم نظام التعليم.

وتشمل توصيات لجنة الإنقاذ الدولية لتحسين التعليم دراسة البرامج التعليمية التي تحدد أفضل طريقة لإنفاق المال على المدارس. ويدعو التقرير أيضًا إلى التركيز على البرامج العلاجية التي تساعد على تعزيز المهارات الأساسية للأطفال وسد الفجوة بين ما يعرفونه وما ينبغي أن يعرفوه في بعض المستويات الصفية ومساعدة الأطفال على بناء المهارات الاجتماعية والعاطفية.

10-220