قراءة في المأساة الإنسانية في اليمن بعد عامين على بدء العدوان+فيديو

الجمعة ٢٤ مارس ٢٠١٧ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

صنعاء (العالم) 2017.03.24 ـ مأساة إنسانية في اليمن ونتائج كارثية على المدنيين بفعل تدخل العدوان السعودي.. واقع وثقته المنظمات الحقوقية الدولية خلال العامين الماضيين، وأكدت البعد الإجرامي لغاراته الجوية التي تستهدف المناطق السكنية والبنى التحتية، بل إنها قطعت أوصال اليمن أيضا وأرزاق اليمنيين، حيث بدأت المجاعة تضرب بأطنابها نتيجة الحصار المفروض، وبات اليمنيون بالملايين مهددين تحت وطأة النقص الحاد في الغذاء.

العالم ـ اليمن

عامان بالتمام يمران على بدء العدوان أصبح اليمن خلالهما مسرحاً للمجازر بالغارات إذ استحالت السماء جحيماً ينهال على رؤوس المدنيين، وتحول المجتمع الدولي من مراقب لأزمة داخلية إلى متفرج على مأساة إنسانية بحجم الكارثة، يبيح فيها التحالف الخارجي قتل الرضيع بدم بارد وتباد أسر بأكملها شباباً وشيبة وأطفالا.

وحدها التقارير الحقوقية يرتفع صوتها ولا يحرك إزاءها ساكناً من نصبوا أنفسهم حماة للقانون الدولي وحقوق الإنسان في مجلس الأمن ومنظمات أممية أخرى، وكأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا ترقى إلى ذلك إلا بموافقة أولئك الحماة، حتى ولو كانت الجريمة موثقة بعدسات الكاميرا، وكثير منهم متورطون بشكل أو بآخر في نزيف الدم اليمني بقنابل العدوان.

لم يكف في ذلك شهادات العفو الدولية ولا أيضاً مثيلتها هيومن رايتس ووتش التي أكدت مؤخراً استخدام تحالف العدوان ذخائر عنقودية برازيلية الصنع في شمال اليمن ليصاب بتلك الذخائر المحرمة دولياً أطفال.

ولتلك الذخائر قصة ترويها مأساة اليمنيين فقد أصبحت أشهر القنابل المقذوفة عليهم ومنها تلك العنقودية المصنعة بريطانيا وغيرها من القنابل المحرمة دولياً المصنعة في الولايات المتحدة.

وسواء كانت حمم القنابل التي تلقيها الطائرات محرمة دولياً أو أحلت في الحروب كما في اليمن، فالنتيجة واحدة وهي قتل الأنفس بغير حق، ولا ريب في أن قتل الآمنين المطمئنين في بيوتهم وهم أعزل ما يكونون عن السلاح المتذرع به لا يمت للحق بأي صلة، وكذلك تجويع البشر المستمر بحصار مفروض جواً وبحراً وبرا.

وللتجويع قصة أخرى من قصص العدوان، إذ يتحمل المسؤولية الكبرى من تهديد الملايين بشبح المجاعة التي حذرت منها الأمم المتحدة في وقت فاقم فيه استهداف الطيران الحربي للبنى التحتية من العجز في توفير الغذاء للغالبية من اليمنيين إذ يعاني أكثر من ثلاثة ملايين يمني نقصاً حاداً في الغذاء بينهم مليوني طفل على الأقل، يضاف إليهم سبعة عشر مليوناً مهددين بالمجاعة.

حتى ميناء الحديدة لم يسلم من الغارات وهو المنفذ الوحيد تقريباً لدخول المساعدات الدولية التي أوقفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعدم وجود ضمانات أمنية من قبل تحالف العدوان، لتزداد المأساة حدة في جوانب إنسانية متعددة، فأن تكون مريضاً بأبسط الأمراض وتحصل على دواء وعلاج في اليمن فذاك يعني أنك فعلاً ذو حظ عظيم.

ولكن الحظ الأعظم من ذلك أن تكافأ المملكة السعودية على جرائم حربها وسفك تحالفها لدماء الأبرياء اليمنيين العزل بمنحها العضوية في مجلس حقوق الإنسان رغم ارتكابها انتهاكات جسيمة ومنهجية لتلك الحقوق كما تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش في دعوتها للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التعليق الفوري لتلك العضوية، ولكن المجتمع الدولي أبى إلا أن ينتصر للجلاد على الضحية خلال التصويت.

لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق ...

104-10