كيف ينفث الاعلام السعودي سمومه لخراب الامة..

السعودية خلف وسم “ايران تشيع المغرب”!

السعودية خلف وسم “ايران تشيع المغرب”!
السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

“كأن هناك من يريد تحنيط الأجيال العربية وربطها بسلاسل الماضي حتى تتفرغ إسرائيل للمستقبل”، هكذا كتب الكبير “محمد الماغوط” يوما وكأنه بيننا هذه الايام تحديدا يتألم لما يحدث من “تزييف” للحقائق وقلب للمعطيات خدمة لاجندة خبيثة دنيئة تزيد من حجم الهوة العميقة بين اطراف هذه الامة.

العالم - المغرب

تذكرت هذه الكلمات وانا اتابع انتشارا “مريبا” لوسم بعنوان “ايران تشيع المغرب”، اولا لست من “المتعصبين ” لبلد على حساب اخر ومازلت من المؤمنين بوطن عربي واحد {اعرف انكم ستقولون ..عشم ابليس في الجنة} واكتويت كثيرا بنيران “الهجوم” على شاكلة “انت مغربي ما دخلك في شؤوننا؟”.

نعم قالها عشرات المصريين والسعوديين واخرون كثر لم “أطبل لانظمتهم” ولم اسر على “النهج” الذي اراده لذلك صنفنا “بالغرباء”.

المهم ولانني اعرف جيدا اهلي في المغرب استغربت لمن يروج لهذا “السم” وسعيت جاهدا للبحث عن مصدره، ولم اتفاجأ بوجود قناة اسمها “الامة الفضائية”، لا بل وبعض الاسماء الاعلامية التي توصف بانها “كبيرة ” في الوطن العربي.

بالمقابل قمت بجولة في الاعلام المغربي ولم يكترث احد للامر رغم الانتشار “الهائل ” لذلك الهاشتاغ عبر موقع “تويتر”، والغريب ان البعض دعا خطباء الجمعة في المغرب لرفع هذا الشعار مع “تسويق ” نظريات كلها تشير الى ان “المصدر” قادم لا محالة من المملكة السعودية.

والدليل في “الاستشهاد” باسماء “الدعاة التلفزيونيين” المعروفين حاليا على الساحة، والسؤال: لماذا اختيار المغرب بالذات من لدن هؤلاء مع العلم ان لا تقارير رسمية في الوقت الراهن “تثبت” الموضوع؟

ولماذا يصر البعض على اقحامه وسط هذه المعمعة وهذا الجدال العقيم الذي تدفع هذه الامة ثمنه غاليا؟ ولماذا على كل الدول العربية ان “تنخرط” وتكون كبش فداء للصراع السعودي مع ايران الذي لا يخفى على القاصي والداني؟ ثم اليس مفضوحا هذا السعي الخبيث للعب على الوتر الديني الحساس لتحقيق “اطماع″ معلومة؟!

وهنا ساعود لكلمات الماغوط مجددا، واتساءل: لماذا لا نرى حملات اعلامية مع دعوات لشيوخ الفتن هؤلاء ضد الكيان الصهيوني وتكون على نفس الوتيرة؟

من العار ان يتحول الاعلام الى “وكر” لنفث السموم ومصدر خراب لهذه الامة التي تئن اصلا من وطأة الانقسام والخطاب الطائفي البغيض ..ارحمونا..

* عادل العوفي/ راي اليوم

3