ماذا يفعل العسكريون الروس في عفرين ومنبج؟!

ماذا يفعل العسكريون الروس في عفرين ومنبج؟!
الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إلى الأوضاع في شمال سوريا، مشيرة إلى أن التناقضات هناك بدأت تتخذ طابعا يغدو عصيا على الحل.

جاء في مقال الصحيفة:

ما يسمى بـ"كردستان الغربية" (باللغة الكردية – "روج آفا")، تطلق هذه التسمية على مناطق سوريا الشمالية. هذه شبه الدولة الجديدة، عليها في الوقت الحاضر تجاوز العديد من المشكلات، التي ترتبط غالبيتها بواقع أن "روج آفا" تجد نفسها بسبب الأوضاع الحالية وتأثير نشاط عدد من القوى كما لو أنها بين المطرقة والسندان. وأهم هذه القوى هي روسيا والولايات المتحدة وسوريا وتركيا وإيران وكردستان العراق وطبعا "كردستان سوريا".

وبغض النظر عن تزامن وجود قوات روسية وأمريكية في منطقة روج آفا، فإن المعارك مستمرة بين "وحدات حماية الشعب" في تلك المنطقة وبين ما يسمى المعارضة المعتدلة، التي تدعمها قوات تركية في ساحة المعركة، تصل أحيانا إلى مشاركة الجنود الأتراك في القتال ضد الكرد.

ويوجد العسكريون الأمريكيون في روج آفا منذ مدة طويلة، وقد أرسل البنتاغون مؤخرا إلى المنطقة قوات إضافية. أما العسكريون الروس، فظهروا في المنطقة قبل فترة قصيرة في منطقتين: منبج وعفرين. علما أن القوات الأمريكية موجودة أيضا في شمال منطقة منبج. ووجود القوتين في المنطقة أصبح ضروريا بعد رفض دمشق تنفيذ الاتفاقات مع سلطات روج آفا، ما كان سيؤدي إلى نشوب قتال بين القوات الحكومية السورية والوحدات الكردية.

وبحسب مصادر كردية، هناك اتفاق بين واشنطن وموسكو بشأن تسوية الوضع في "كردستان الغربية". علما أن سلطات روج آفا ترفض التواصل مع دمشق من دون وساطة وضمانات من موسكو. لذلك من السابق لأوانه الإعلان عن نهاية عملية "درع الفرات" التركية بوصول القوات الروسية إلى عفرين، لأن تركيا لن تتراجع بسهولة، حتى أنها لا تتنازل أمام حلفائها في الناتو. وتشترك في المواجهات مع الوحدات الكردية إضافة إلى القوات التركية، مجموعات المعارضة المسلحة الموالية لأنقرة وأيضا قوات البيشمركة من كردستان العراق.

على هذه الخلفية يذوي وجه "داعش" القبيح. وإن محاولته الاستمرار بشكله الحالي في مثل هذه الظروف لن يكون ممكنا. فالرقة التي أعلنها التنظيم الإرهابي فيما مضى عاصمة له هي في الوقت الحاضر محاصرة تماما، وبحسب المعلومات الواردة من روج آفا، نجحت "قوات سوريا الديمقراطية" ومشاة البحرية الأمريكية في تنفيذ عملية إنزال في منطقة سد الفرات على مقربة من مدينة الطبقة. لذلك إذا نظرنا إلى امتداد خط جبهة الوحدات الكردية، فسنرى أن جناحها الأيمن وصل إلى ضفة نهر الفرات وأن قوس خط الجبهة يمر شمال الرقة وأن جناحها الأيسر يصل إلى الفرات في بلدة تقع على بعد 33 كلم شرق الرقة، التي استعيدت من الإرهابيين مؤخرا.

وقد أفادت "قوات سوريا الديمقراطية"، بأن "داعش" أعلن حالة الحصار في الرقة، وأن مسلحيه يستعدون للدفاع عنها بإقامة المتاريس وزرع العبوات الناسفة والألغام في مناطق مختلفة منها. كما يتم توزيع مخازن الأسلحة والذخيرة لتكون قريبة من مواقع المسلحين.

وقد أشار ممثل حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي عبد السلام علي إلى أن "المسلحين يدركون جيدا أن عليهم ترك المدينة. وإنهم يستعدون حاليا للمقاومة، لكننا نحن نقاتلهم منذ فترة طويلة، ولذلك نعرف جيدا تكتيكهم وأسلوبهم في ساحة القتال. ذلك إضافة إلى أن المدينة محاصرة تماما، وأن اقتحامها سيكون خلال الأسابيع المقبلة".

ويبدو أن اقتحام الرقة سيكون من مهمة "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تضم الآشوريين والعرب وممثلي الأقليات الأخرى، ويشكل الكرد عمودها الفقري. وحاليا تجري عمليات التحضير لاقتحام المدينة، حيث تهاجمها طائرات التحالف الدولي، وقد يُطلب من الطائرات العراقية المشاركة في هذه العملية.

*روسيا اليوم

4