جدل واسع في الإعلام البريطاني بسب صورة فتاة محجبة

جدل واسع في الإعلام البريطاني بسب صورة فتاة محجبة
الأحد ٢٦ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

اشتعلت حالة من الجدل في وسائل الإعلام البريطانية استمرت يومين بسبب صورة لفتاة مسلمة محجبة كانت في مكان الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة لندن، حيث ظهرت الفتاة في الصورة وهي تسير بين الضحايا وكأنها غير مكترثة بما جرى ما دفع بعض المتصيدين إلى تفسير ذلك على أنها لا تتعاطف مع الضحايا ولا تكترث بهم، لكن صورة ثانية للفتاة ذاتها ظهرت لاحقاً لتنسف هذه الرواية.

العالم - اوروبا

وتظهر الفتاة في الصورة وهي تُمسك هاتفها المحمول بيدها، وتمر بجانب أحد الضحايا، حيث ينشغل عدد من المارة والمسعفين بانقاذه، بينما هي تظهر من بعيد وكأنها منشغلة بهاتفها المحمول وغير مكترثة بما يجري حولها، وتسير بشكل طبيعي وسط العدد الكبير من الضحايا، وهو ما أثار جدلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، وسرعان ما انتقل الجدل إلى الصحافة المحلية ومواقع الانترنت التي تلقفت هي الأخرى الصورة وتناولتها بالتعليق.

ونشرت كل من جريدة «دايلي ميل» وجريدة «الصن» تقريرين منفصلين عن الصورة، وما إذا كان هذا يؤشر على أن الجالية المسلمة في بريطانيا لا تكترث بضحايا الهجمات الإرهابية ولا تتضامن معهم، لكن كلاً من الصحيفتين تمكنتا من نفي هذا الاتهام، وكشفتا حقيقة الصورة التي تناولها البعض مجزوءة.

وبدأ الجدل عندما نشر أحد العنصريين الصورة عبر حسابه على «تويتر»، وكتب فوقها كلمة (هم) في اشارة إلى المسلمين، وكيفية تعاطيهم مع الحادث، ووضع بجانبها صورة للمسعفين يحاولون إنقاذ أحد الضحايا وكتب عليها كلمة (نحن)، وغرد تحت الصورتين بعبارة واحدة: (هذا هو الفرق الرئيس بين المسلمين والمسيحيين)، محاولاً التحريض على المسلمين عموماً وإظهار أن العملية الإرهابية التي استهدفت المارة في وسط لندن تمثل كل المسلمين.

ورغم أن الصورة لاقت انتشاراً واسعاً، إلا أن المئات من المغردين على «تويتر» تصدوا للعنصري وأكدوا أن الصورة لا تعبر عن واقع حال المسلمين في بريطانيا الذين أعلنوا بوضوح رفضهم العمل الإرهابي والهجمات التي تستهدف الأبرياء، فيما توقع كثيرون أن يكون للصورة بقية، وهو ما اتضح سريعاً عندما كشف المصور ذاته لجريدة محلية أن الفتاة المحجبة ليست سوى واحدة من الضحايا، وكانت في حالة من الرعب والهلع، وكان هاتفها في يدها بالفعل لكنها لم تكن تستعمله، وربما لم تكن تدرك أو تعي ما الذي تحمله في يدها.

ونقلت جريدة «الصن» عن المصور الذي التقط الصورة وهو جيمي لوريمان قوله: «إن الفتاة المسلمة كانت تشعر بالأسى والغضب»، واصفا الجدل الذي حصل بأنه أمر «سام» و«تصيد» و«استهداف مريض» للفتاة المحجبة بشكل واضح.

وكتبت مواطنة بريطانية رداً على ناشر الصورة: «أنت لا تملك أي فكرة عما يحدث في هذه الصورة وتقرر أن تصنع السياق الخاص بك».

وتصدى مغرد خليجي يُدعى راشد بطي للصورة بصورة مضادة، حيث نشر صورة تم التقاطها من مكان الهجوم، ويظهر فيها شاب يمشي بجانب الضحايا ويحمل هاتفه بيده، تماما كما تفعل الفتاة المحجبة، وعلق على الصورة بقوله: «صورة الفتاة المحجبة أعيد نشرها والتغريد بها على تويتر كثيراً، لكنهم لا يرغبون أن يعيدوا نشر صورة الشاب، على الرغم من أنه يفعل الأمر ذاته».

وكتبت ناشطة بريطانية تُدعى ليزا رو على «تويتر»: «علينا أن نتعلم اعتباراً من الآن أن لا نرسم في أذهاننا أفكاراً من صور التقطت في جزء من الثانية».

يشار إلى أن العملية التي استهدفت المارة على جسر «ويستمنستر» وسط لندن انتهت بمقتل أربعة أشخاص بينهم شرطي تعرض للطعن على يد المهاجم، بينما توفي الثلاثة الباقون دهساً بالسيارة التي كان يقودها المهاجم قبل أن يترجل منها ويطعن الشرطي الذي كان يحرس مبنى البرلمان البريطاني، فيما تصدى رجال الشرطة له وأطلقوا النار عليه فأردوه قتيلاً على الفور. وتبين لاحقاً أن المهاجم مسيحي اعتنق الاسلام قبل سنوات واسمه خالد مسعود ويبلغ من العمر 52 عاماً.

المصدر: القدس العربي

2-4

تصنيف :