ابتهاج إسرائيلي لإطلاق سراح مبارك لهذا السبب!

ابتهاج إسرائيلي لإطلاق سراح مبارك لهذا السبب!
الإثنين ٢٧ مارس ٢٠١٧ - ٠٨:٣٧ بتوقيت غرينتش

فيما لم تنبس "إسرائيل" رسميا ببنت شفة حيال إطلاق الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، عبرت بعض أوساطها الإعلامية عن ابتهاجها بذلك وأسهبت في الشرح عن وجبة العشاء الأول في بيته والمكون من الفول والفلافل والعسل الملكي. وكشفت في الوقت نفسه عن عودة مصر لاستيراد الغاز من "إسرائيل" بعدما كانت تصدره لها.

وكُشف في "إسرائيل" أن وفدا من مجموعة استثمار إسرائيلية تدعى « تمار» والمختصة بالتنقيب عن حقول الغاز الطبيعي توجه إلى القاهرة في زيارة يلتقي خلالها مسؤولين بشركة « دولفينز « المصرية الخاصة للغاز الطبيعي، لاستكمال مباحثات تصدير الغاز الإسرائيلي.

وقال مصدر أمني في مطار القاهرة الدولي كان في استقبال الوفد لوكالة « الأناضول « إن الوفد يشمل ثلاثة من كبار مسؤولي شركة «تمار». وأوضح المصدر أن الوفد سيلتقي خلال زيارته قيادات شركة « دولفينز « لاستكمال المباحثات بشأن التوصل إلى اتفاق تصدير الغاز من الحقول الإسرائيلية خلال الشهور المقبلة.

هذه الزيارة وهي الثانية من نوعها هذا العام سيستعرض الوفد مع الجانب المصري ملف مد خط أنابيب جديد للغاز، يمتد من حقول « تمار « قبالة سواحل حيفا إلى مصر بتكلفة حوالى نصف مليار دولار.

يشار الى أن المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز قال في تصريحات صحافية قبل أيام إن الحكومة المصرية ليست طرفاً في هذه الصفقة، لكنها لا تمانعها.

ويقع حقل « تمار « الذي اكتشف في 2009، على مسافة 90 كيلو متراً قبالة الساحل الشمالي للبلاد ويحتوي على نحو 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وبعد أن كانت مصر تصدر الغاز الطبيعي لإسرائيل بموجب اتفاق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، انهار الاتفاق عام 2012 إثر هجمات متكررة على الخط في شبه جزيرة سيناء، لتتحول مصر إلى مستورد للغاز.

وتحت عنوان « فلافل، فول وعسل ملكي» عبرت صحيفة « يديعوت أحرونوت» عن ابتهاج "إسرائيل" بالإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقالت إنه كما في عملية عسكرية سرية تم يوم الخميس ليلا إخراج كل الأغراض الشخصية، وكل ما تجمع طوال سنوات الاعتقال الثلاث في القسم الأكثر حراسة في المستشفى في حي المعادي. وفي الصباح وصلت السيارات، وتم إدخال حسني مبارك إلى سيارة الإسعاف التي اجتازت الاكتظاظ المروري في الطريق إلى حي هليوبوليس. وتابعت « لم يعد مبارك «المخلوع» وإنما «الرئيس الأسبق» الذي يرجع لمنزله المطل على القصر الذي أدار منه مصر طوال 30 سنة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه عندما يخرج رئيس عربي للحرية بعد سنوات من الاعتقال، وبعد أن أدخلوه قفصا حديديا وأداروا ضده «محكمة القرن»، فهذا يعتبر حدثا غير مسبوق، ليس في مصر وحدها. وادعت بلهجة متضامنة مع مبارك أنه لم يحدث حتى الآن أن تم خلع رئيس في أعقاب تمرد مدني، ومحاكمته في محكمة عسكرية، ومطالبة النيابة بفرض عقوبة الإعدام عليه، ومراوحة الحكم بين السجن المؤبد وعشرات السنوات في السجن، ومعالجة القضية من قبل ثلاثة أنظمة ـ عسكري، متدين إسلامي، ونصف مدني. وقالت إنه لم يصدق أحد أن هذا المسن، الذي سيبلغ 89 عاما بعد شهرين، سيرى نور الشمس خارج محطات حياته الأخيرة. وتستذكر أنه في عهد المجلس العسكري الأعلى حصل مبارك على تصريح بالانعزال في شرم الشيخ. وعندما وصلت حركة «الإخوان المسلمين» إلى السلطة، تم إرساله للقسم المغلق في سجن طرة، وعندما قام الجنرال السيسي بالانقلاب على مرسي، حظي مبارك بالترقية: غرفة تطل على نهر النيل وإشراف طبي ملازم.

وذكرت أن محاميه الشخصي فريد الديب الذي ترافع من قبل عن الإسرائيلي عزام عزام المتهم بالتجسس لاسرائيل أخذ قضية مبارك كمشروع حياة. وأشارت لقيامه بعقد صفقات، ولم يتنازل للمدعين وعرف كيف يجند وسائل الإعلام. وذكرت أن الديب فاخر بتناوله وجبة العشاء الأولى معه : فلافل، فول مصري وعسل ملكي. ونبهت الصحيفة إلى أنه تم الاعلان عن براءة مبارك من المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين ضده، منذ ثلاثة أسابيع، وتم تأجيل إطلاق سراحه عمدا. كذلك نبهت إلى أن أجهزة الدولة سعت لفحص مستوى الغضب في الشارع، وضمان عدم عودة المتظاهرين وعائلات قتلى الثورة الذين بلغ عددهم 850 قتيلا إلى الميادين. وتعتبر أن انصراف المصريين عن الانشغال بمبارك مرده انشغالهم بشكل أكبر بملاحقة سلة الغذاء اليومي والتذمر من ارتفاع سعر التذكرة في المترو.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه مقابل إطلاق مبارك وزبانيته ووزرائه فإن المتظاهرين الذين غمروا الميادين من الشبان الذين رأوا نقطة الضوء للحظة، يقبعون في السجون في ظروف تعيسة. وخلصت للقول بلهجة تشف « هذه هي الرسالة التي ينطوي عليها إطلاق سراح الرئيس الذي طرد في منتصف الليل: الثورة لم تعد قائمة. لقد أبقوا مبارك للنهاية، ولم يعد هناك من يتحمل المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين. بعد قليل سيبدأ الحج إليه، وسيكشف بحرص ما تراكم لديه في بطنه. حين تكاد ثورة ميدان التحرير تموت، يبقى مرسي والإخوان المسلمون هم أعداء الدولة. يمكن للسيسي السفر بهدوء إلى القمة العربية، ومواصلة لقاء ترامب والبدء في التخطيط للانتخابات لولاية رئاسية ثانية». ووسط كل ذلك كان السفير الإسرائيلي في القاهرة قد قال في نهاية الأسبوع المنصرم إن علاقات "إسرائيل" مع نظام السيسي في شهر عسل اليوم وتقوم على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل.

وديع عواودة -القدس العربي
112