"قمحانة" هجمات القلوب المليانة!

الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٧ - ٠٢:٠١ بتوقيت غرينتش

توعدها القادة العسكريون للفصائل وناشطون داعمون لهم بأيام سوداء عند الاستعداد لاقتحامها في معارك الريف الشمالي لمدينة حماه. بلدة( قمحانة) التي تقع في نطاق سيطرة الجيش السوري. يتساءل المتابعون لمجريات الميدان السوري عن سر هذه البلدة الريفية التي أصبحت على صغرها محط أنظار واهتمام الجميع اليوم.

العالم - سوريا

ثلاث هجمات متتالية شنتها الفصائل المسلحة بقيادة النصرة بكامل القوة العسكرية فشلت كلها على مدار أسبوع باقتحام البلدة.

تعتبر قمحانه بوابة مدينة حماه من الجهة الشمالية وتبعد عن مركز المدينة حوالي 5 كيلومترات، قد يبدو هذا مغريا وضروريا لفصائل تسعى للحصول على إنجاز بعد نكسة دمشق منتصف هذا الشهر ، وتمتد البلدة من سفح جبل زين العابدين شرقاً إلى خربة الحجامة وضفاف نهر العاصي غرباً ومن مدينة حماة جنوباً الى طيبة الإمام شمالاً.

الأخبار التي وردت من دمشق عن فشل الهجوم على العاصمة ومقتل العشرات من المهاجمين ، دفعت فصائل حماه للاستماته لتحقيق خرق على جبهتها، إلى أنه من الواضح أن قمحانه بالنسبة لهم هي أكثر من بلدة استراتيجية تحقق لهم الوقوف وجه لوجه مع مدينة  حماه وسط سوريا.

لا تخفي المواقع الإكترونية التابعة للفصائل رغبتها الجامحة بالانتقام من البلدة، ومرد ذلك إلى كون أهل قمحانه كانوا منذ اليوم الأول للأحداث من أشد الموالين للرئيس بشار الأسد والجيش السوري.. تتهم تلك المواقع البلدة بأنها حصن النظام وقلعته في محافظة حماه.. وتزداد الضغينة على البلدة (الموالية) كما يسمونها لكون سكانها من السنة،  إذ دأبت الفصائل المتشددة طوال الحرب على اعتماد العقوبة الأقسى لأبناء الطائفة السنية الموالين للحكومة والجيش السوري.

في صيف 2011 رفض أهالي البلدة المشاركة في تظاهرة الجمعة الشهيرة وسط مدينة حماه، (أخذت شهرتها من مشاركة السفير الأمريكي في سوريا الذي وصل إلى حماه)، هاجم أهالي قمحانه المشاركين الذين عبروا من بلدتهم واتهموهم بالخيانة لحفاوتهم بالسفير الأمريكي.. منذ تلك الحادثة اتهمت البلدة بأكملها (بالتشبيح).. وبدأ التحريض ضدها.

اليوم توصف قمحانة بأنها الخزان البشري لقوات الجيش السوري والقوى الرديفة له في وسط سوريا، يقال ان ابناءها يشكلون نواة قوات العقيد سهيل الحسن الملقب  "بالنمر" وينسب لها إنجازات عسكرية على أكثر من جبهة في الشمال السوري.

تشتهر البلدة بمعمل  للحديد والصلب، وربما هذا اختلط بطبيعة أهلها، اذ كشفت الهجمات العنيفة المتتالية عليها في الأيام الماضية عنادا لفت أنظار المتابعين.. لم تستطع موجات الانغماسيين والعربات المفخخة والهجمات المتتالية من أحداث أي خرق حتى الآن.

انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي في الهجوم الأول للنصرة وحلفائها، لنساء البلدة وهن يذخرن القاذفات على الجبهات لصد الهجوم وصورة اخرى لسيدة بلباس ريفي تحمل بندقية كلاشنكوف.. قبل الحرب كان هؤلاء النسوة يعملن في حقول القمح، ومنها أخذت البلدة اسمها السرياني "قمحانة".

محاولات هيئة تحرير الشام وجيش النصر وأبناء الشام، لاقتحام البلدة فشلت كلها لكنها ما تزال مستمرة إلى الآن تحت عنوان غزوة (وقل اعملوا).

ما تنشره مواقع هذه الفصائل يشتم منه رائحة تصفية حساب دموية للسنوات السابقة اذا نجح المهاجمون.. بيد أن استمرار الفشل يعني أن الغزوة لحقت بمثيلتها على جبهة شرق دمشق.. ما يعني أيضا أن ما بعد حلب مسلسل الفشل لهذه المجموعات مستمر.

* كمال خلف/ راي اليوم

106-3