قمة روحاني - بوتين بموسكو.. هل جاءت ردا على الغارات الاسرائيلية على سوريا؟

قمة روحاني - بوتين بموسكو.. هل جاءت ردا على الغارات الاسرائيلية على سوريا؟
الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

في ظل الانشغال العربي بقمة عمان، وتعثر مفاوضات جنيف المتعلقة بالازمة السورية، كانت موسكو تشهد قمة على درجة كبيرة من الأهمية بين الرئيس فلاديمير بوتين وضيفه الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتهت بتوقيع 15 اتفاقا تجاريا، وشراكة اقتصادية وتطابق في وجهات النظر حول مجمل قضايا المنطقة، والسورية منها على وجه الخصوص.

العالم - ايران

الرئيس بوتين قال في بيان رسمي "ان البلدين يبذلان جهودا كبيرة لرفع مستوى العلاقات القائمة بينهما الى مستوى الشراكة الاستراتيجية"، واعلن عن تقديم قرض لإيران بقيمة 2.2 مليار يورو، ووصفها بأنها "دولة مجاورة صالحة وشريك موثوق ومستقر لروسيا".

أهمية هذا اللقاء ونتائجه انه يأتي في وقت تتخذ فيه قمة عمان قرارا يدين "التدخل الإيراني" في شؤون المنطقة، وبعد زيارة قام بها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الى العاصمة الروسية، قبل شهر لحث الرئيس بوتين على العمل لاخراج ايران وقواتها ونفوذها في سورية لان هذا الوجود يشكل خطرا على "اسرائيل".

الخبراء في الشأن الروسي في الغرب يرون في تصريحات الرئيس بوتين الداعمة لعلاقات استراتيجية مع ايران بانها رسالة واضحة الى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و"إسرائيل" معا، تقول ان الشراكة الاستراتيجية مع ايران تتعزز وتتطور سياسيا وعسكريا.

مصدر ايراني في بيروت ابلغ صحافيين لبنانيين ان قمة روحاني بوتين، كانت قمة القرارات المصيرية المشتركة في الملف السوري والمنطقة بشكل عام، وان الاتفاقات التجارية التي جرى توقيعها ليست هي الأهم مثلما حاول البعض حصر القمة الثنائية في الجوانب الاقتصادية فقط.

الفترة الأخيرة حفلت بتقارير اخبارية عديدة تتحدث عن خلافات روسية إيرانية في الملف السوري، وتقول ان روسيا تريد دورا لتركيا في الحل السوري وهو ما تعارضه ايران بقوة، ولكن هناك مؤشرات على وجود حالة فتور في العلاقات التركية الروسية في بعض جوانب الملف السوري، لان تركيا ما زالت تمسك العصا من الوسط فيما يتعلق بخياراتها بين القوتين العظميين، وهي تنتظر التعرف على سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وسورية بالذات، قبل ان تحسم موقفها نهائيا.

من الواضح ان هذا التقارب الاستراتيجي الروسي الإيراني الذي جرى الإعلان عنه اثناء زيارة روحاني لموسكو، يؤكد ان روسيا قررت ان ترجح الكفة الإيرانية في تعاطيها مع القضايا الإقليمية "الشرق أوسطية"، لانها لم تعد تثق بتركيا كحليف استراتيجي، حسب خبير لبناني مقرب من ايران.

روسيا قدمت لإيران صواريخ اس 300 المتطورة، ويسود اعتقاد يفيد بأن الرئيس الإيراني ناقش مسألة حصول بلاده على صواريخ "اس 400" الأكثر تطورا، ولكن لم ترشح أي معلومات تتحدث عن تجاوب روسي في هذا الصدد.

استدعاء الخارجية الروسية مرتين للسفير الاسرائيلي في موسكو وتوبيخه لان طائرات اسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوري، وقصفت مواقع عسكرية، يوحي بأن مهمة نتنياهو فشلت، وان الرد على هذه الغارات على سورية يتمثل في هذا الاستقبال الحار للرئيس الإيراني، وما تمخض عنه من اتفاقات اقتصادية وسياسية استراتيجية.

* رأي اليوم

3ـ 108