قمة عربية متعثرة على بحر ميت

قمة عربية متعثرة على بحر ميت
الخميس ٣٠ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

القمة العربية في الاردن متعثرة كتعثر حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على سلم الطائرة، ومتهاوية كسقوط الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال محاولته الوقوف لاخذ الصورة التذكارية الى جانب الرؤساء المشاركين في القمة، لكنه في النهاية وضع النقاط على حروف ميثاق الجامعة العربية لوضع حد للارهاب الذي تدعمه السعودية بشكل مباشر والذي تشعل ناره الاخضر واليابس.

العالم - مقالات

محاولة القمة اليائسة الوقوف على كلمة رجل واحد لم تكن موفقة حتى على اتفه الامور وقد تجسد الخلاف على لفظ كلمة قمة بضم القاف او قمة بكسر القاف فضلا عن ابتعاد الكلامات المتهاوية والمتخاذلة كل البعد عن القضية الفلسطينية التي تعتبر أم القضايا العربية والاسلامية.

وما زاد من طين التهاوي بلة، تجاهل الكلمات للانتهاكات المتفاقمة في دول مجلس التعاون لاسيما في البحرين التي تشهد ثورة شعبية سلمية منذ 14من شباط/فبراير الفين واحد عشر، وقد وصلت الانتهاكات فيها الى حد لا يطاق خاصة بعد ارتفاع وتيرة القمع والقتل العمد بحق المواطنين، ليس اخرها اعدام ثلاثة ناشطين بتهم واعترافات وصفتها منظمات حقوقية دولية بالباطلة وانتزعت تحت التعذيب، ناهيك عن حملة الاعتقالات التعسفية واسقاط الجنسية، اضافة الى سيف المحاكمات المسلط على رقاب المعارضين للنظام، فضلا عن الحصار الامني الخانق على منطقة الدراز غرب العاصمة المنامة، الذي دخل شهره التاسع والاضطهاد الطائفي الذي طال اغلب رموز المعارضة والعلماء وعلى راسهم أعلى مرجعية دينية في دول مجلس التعاون اية الله الشيخ عيسى قاسم..

وما أجمع عليه الاعراب في القمة العربية هو التهرب عن ذكر انتهاكات السعودية والتي تزامنت مع الهجوم الوحشي لقوات النظام السعودي على اجتماع عائلي في مدينة العوامية والذي اسفر عن استشهاد الشاب محمد طاهر النمر والشاب مقداد محمد النمر من ابناء عموم آية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، الذي أعدمه النظام في يناير من العام الماضي، وسط إدانات دولية وأممية واسعة النطاق.

اضافة الى تسجيل خمسة اصابات في صفوف المزارعين والمواطنين برصاص القوات السعودية، وصفت حالة اثنين منهم بالخطرة من بينهم محمد عبد الله النمر.

وأيضا غض الطرف عن الانتهاكات في قطر والامارات والاحكام الجائرة بحق المعارضين وزجهم في غياهب السجون.

اما المجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي ولا يزال بحق الشعب اليمني على مدى عامين فحدث ولا حرج، فبعدما أخذت هذه الانتهاكات حيزا واسعا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف الاسبوع الماضي، غابت هي الاخرى عن الضمير العربي الميت كالبحر الميت في الاردن لكي يتنصل الجلاد من دم الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبها في اليمن.

لهذا رفع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لواء حمامة السلام المتلطخة بدماء الشعب اليمني في محاولة يائسة منه لذر الرماد في عيون النائمين في القمة، من خلال الدعوة الى حل سلمي في اليمن، وفي وسوريا الجريحة التي تئن منذ سبعة اعوام من القتل والخراب والدمار الذي خلفه الارهابيون وبدعم "سعودي قطري تركي" في ارض سوريا والعراق، ولا يزال هذا الارهاب التكفيري يعيث فسادا فيهما تاركا وراءه جراحا لا تطويها عشرات السنين.

السيد فادي السيد

 

 

2-1