كيماوي إدلب استباقاً لتحرير الغوطة

كيماوي إدلب استباقاً لتحرير الغوطة
الجمعة ٠٧ أبريل ٢٠١٧ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

يتدلى ذيل مستحاثة من أسفل الدشداشة، ويعلو فحيح الأعراب مرافقاً لزعيق آبناء أوى، حضروا السمن وأهرقوه على منسف العمالة، كما تُهرق دماء سوريانا، أشعلوا نيران الفتن وارقصوا حولها رقصة بربرية تكون كل شرارتها على الساحة السورية.

العالم - مقالات

يتلمض البدوي في الربع الخالي ويشير بإصبعه نحو خان شيخون، ليعلن الفرمان الملكي، أن باشروا بذرف الدموع وحفل التنديد والمجون.

في بلاد يرتكب نظامها فنون المجازر والتعذيب بحق شعوب بأكملها أولها شعب الحجاز في القطيف والعوامية وغيرهما مروراً باليمن وقبل ذلك في البحرين والعراق والآن في سورية جددت الرياض تنديدها لما أسمتها بالأعمال الإجرامية في سورية، قاصدةً بذلك ما حدث في خان شيخون بإدلب، داعيةً مجلس الأمن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته للتصدي لتلك الأعمال.

النظام السعودي اعتبر ما حدث في خان شيخون خرقاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية والدولية، علماً أن في بلاد الجواري والغلمان يُخدش الحياء وتُغتصب الإنسانية كمحظية.
آلاف الشهداء في اليمن والعشرات منهم في البحرين عندما غزت حوافر الوهابية المسماة بدرع الجزيرة الأرض هناك، في العراق ألوف مؤلفة من الشهداء والجرحى ومنذ دخل الأميركي بمساعدة السعودي إلى بغداد لم يرَ العراق أمناً وسلاماً، في ليبيا كانت أموال الحرام الوهابية كطاعون يجتاح كل مكان، ولا تزال فاتورة الحرب هناك تُدفع للأميركان، وفي سورية لا يزال الوجود التكفيري السعودي كسرطان.

ما حدث في خان شيخون كان بمثابة مناسبة سارة للسعوديين، شمر ممثلو نظام الرياض عن سواعدهم في مجلس الأمن وبدؤوا يتمايلون كما لو أنهم في جلسات وناسة خليجية لكيل التهم إلى دمشق، لقد كانت حادثة البلدة الإدلبية شبيهة بهدية من العالم السفلي لأباطرة النفط من أجل المتاجرة بها، علماً بأن المواد الكيميائية كانت في معمل يعود لجبهة النصرة التي تعتنق العقيدة الوهابية، ذات العقيدة الحاكمة في أرض الحجاز المحتلة.

لقد حاولت الرياض بكل الوسائل قلب ميزان القوى على الأرض السورية بمشاركة تركيا، لكن اضطرار الأخيرة للتسليم بخسارة حلب والخوف من الصدام مع الروسي، والامتعاض من الأميركي بسبب دعمه للأكراد جعل من الرياض وحيدةً مرةً أخرى فأجبرها ذلك على تقديم عروض إغراء لإدراة ترامب وكل من فرنسا وبريطانيا من أجل تصعيد الموقع ضد الحكومة السورية، على مبدأ أنه مادام شبه مستحيل قلب الوضع الميداني لصالح الميليشيات المسلحة خصوصاً بعد فشل معركة جوبر ـ القابون فلم لا يتم الانتقال إلى ميدان السياسة والدبلوماسية، ومما زاد في السعودي لتصعيد الأمور هو قيام واشنطن بزيادة عدد قواتها في الشمال السوري تمهيداً لمعركة الرقة، الأمر الذي اعتبره الكثير من المراقبين تغيراً في السياسة الأميركية إزاء سورية.

وهذا يتقاطع أيضاً مع إعلان فرنسا وبريطانيا وأميركا أن كلاً منهم سيتخذ خطوات أحادية في حال تم استعمال الفيتو الروسي ضد أي مشروع قرار يخص سورية، إذاً فإن السعودي الآن يعول على الغضبة الأميركية - الفرنسية - البريطانية، لم يكن ممكناً اللجوء إلى حل عسكري سابقاً في سورية، وبات السعودي الآن يعيد رسم أحلامه بتدخل عسكري استباقاً لأي عملية عسكرية قد يعمد إليها السوريون وحلفاؤهم الروس، لا سيما بعد الاعتداء الإرهابي التكفيري الذي ضرب سان بطرسبرغ، وهو ما سيدفع موسكو بقوة إلى المزيد من الحسم مع الجيش السوري، والإشارة هنا إلى الغوطة الدمشقية.

* علي مخلوف - عاجل الاخبارية

114-3