مغربية حلمت بدراسة تصميم الازياء.. فباتت ارملة في كنف "داعش"!

مغربية حلمت بدراسة تصميم الازياء.. فباتت ارملة في كنف
الإثنين ٢٤ أبريل ٢٠١٧ - ١٠:١٤ بتوقيت غرينتش

أرادت الشابة المغربية اسلام ميطاط ان تصبح مصممة ازياء لكن حلمها سرعان ما تبدد حين اصطحبها زوجها البريطاني من اصل أفغاني الى سوريا، لتعيش معه في كنف جماعة "داعش".

العالم - العالم الاسلامي

خلال نحو 3 سنوات، تنقلت إسلام (23 عاما) بين معاقل المسلحين في سوريا. تزوجت ثلاثة "جهاديين"، قتل اثنان منهم، وأنجبت طفلان قبل ان تتمكن قبل نحو شهر من الفرار من الرقة (شمال) والوصول مع طفليها بعد رحلة محفوفة بالمخاطر الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، ومنها تم نقلها الى مدينة القامشلي.

وتقول إسلام "كنت ارغب بدراسة تصميم الازياء"، موضحة ان احد دوافع زواجها من خليل أحمد، البريطاني الافغاني، "ظنها انه سيساعدها على ذلك"، مضيفة "لكن كل شيء حدث بعكس ما تمنيت".

تعرفت اسلام على زوجها عبر الانترنت مطلع العام 2014  ليتزوجا لاحقا في المغرب ويسافرا الى دبي حيث كان يعمل في التجارة بانتظار ان تنتهي اجراءات دخولهما الى بريطانيا، حيث كانت تخطط للتخصص في تصميم الازياء.

في دبي، تقول اسلام انها رأت شخصا آخر في زوجها، اذ منعها من ارتداء الملابس الملونة او استخدام مستحضرات التجميل. بعد ذلك انتقلا الى افغانستان حيث أقاما لشهرين لدى عائلة زوجها، من دون ان تتمكن من التأقلم هناك.

عاد الزوجان بعدها الى دبي. وتروي إسلام أن زوجها ارتداء طلب منها ذات يوم ارتداء الملابس الملونة ووضع الماكياج على وجهها بحجة ان ذلك سيسهل اجتيازهما مطار اسطنبول التي سيقصدونها تمهيداً للانتقال منها الى لندن، فور جهوز اوراقهما القانونية. وما كان منها الا أن وافقت باعتبار انها تقترب من تحقيق شغفها بالموضة والازياء.
   
من اسطنبول، انتقل الزوجان بمعية شخص انتظرهما هناك الى مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود مع سوريا.

وتتذكر اسلام "ذهبنا الى منزل كبير مقسم الى قسمين، احدهما للنساء وآخر للرجال". وكان يقيم فيه "فرنسيون وسعوديون وجزائريون"، وحصل ذلك على حد قولها بعد اسبوعين من اعلان  "داعش" في 29 حزيران/يونيو 2014 اقامة ماتزعم انه "الخلافة الاسلامية" انطلاقا من مناطق سيطرته في سوريا والعراق.

بعد ستة اشهر من زواجهما، وجدت اسلام نفسها في آب/اغسطس 2014 في مدينة منبج السورية التي كانت في حينه أحد معاقل التنظيم في محافظة حلب (شمال).

وتستعيد مجريات تلك الفترة قائلة "في شهر ايلول/سبتمبر، ذهب زوجي الى معسكر لمدة شهر.. ثم التحق بالجبهة في عين العرب (كوباني). وكنت وقتها حاملا بابني". لم يكد يمضي شهر حتى علمت بمقتل زوجها، "انتقلت اسلام لتعيش مؤقتا مع عائلة شقيق زوجها الذي قتل بدوره اثر ذلك خلال معارك تكريت في العراق المجاور.

بعد مقتل زوجها وشقيقه، انتقلت اسلام للاقامة في ما يعرف بـ "المضافة"، وهو عبارة عن منزل كبير تعيش فيه أرامل الـ"داعشيين" في مدينة منبج. وبقيت هناك لـ4 اشهر مع سيدات غالبيتهن من الروسيات والاوزبكيات، وخضعن جميعهن لتدريبات عسكرية. 

وبعدما شكلت اللغة عائقاً للتواصل مع السيدات اللواتي يقمن معها، طالبت اسلام بنقلها الى مكان آخر. واستجاب التنظيم لطلبها ونقلوها الى مضافة في ريف منبج، حيث كانت تقيم مع فرنسيات وتونسيات ومغربيات. وانجبت هناك ابنها عبدالله (سنتان).

وبما انه لا يمكن للنساء ترك المضافة الا في حالة الزواج، وافقت اسلام على عرض زواج قدمه لها مقاتل افغاني يعرف باسم أبو عبدالله، وهو صديق زوجها الاول، وذلك بعد 10 اشهر من مقتل الاخير.

وانتقل الزوجان للاقامة في الرقة. لكن زواجهما لم يدم سوى شهرين جراء عدم قدرة إسلام "على التأقلم" معه بعدما منعها من الخروج.

وبعد طلاقها، ابلغ "داعش"اسلام بأن مقاتلاً هندياً يدعى ابو طلحة جاهز للزواج منها ووافقت على الفور.

عاشت اسلام عاماً ونصف العام مع زوجها الثالث الذي كان "الافضل" في معاملتها على حد قولها وانجبت منه ماريا (عشرة اشهر)، قبل ان يقتل الشهر الماضي في معارك ريف الرقة مع تقدم قوات سوريا الديموقراطية.

وتقول اسلام "قررت الخروج من الرقة بعدما اخبروني بمقتله. تركت كل شيء وهربت مع أمرأة أيزيدية، كانت زوجة احد امراء" التنظيم.

اليوم، تأمل اسلام أن تتمكن من العودة الى اهلها وبلدها المغرب. وتجهش بالبكاء قائلة "لغاية الآن، لا أعلم ماذا سأفعل بحياتي. لكن لا ذنب لأولادي".

المصدر: فرانس برس

102-2