لانه غير شرعي.. روسيا لن تنضم أبدا إلى التحالف الأمريكي

لانه غير شرعي.. روسيا لن تنضم أبدا إلى التحالف الأمريكي
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى مسألة التحالف مع الغرب في مكافحة الإرهاب؛ مشيرة إلى دعوة موسكو الغرب إلى القيام بعمليات مشتركة ضد الإرهاب في سوريا، ولكن على أسس قانونية.

العالم - اوروبا

جاء في مقال الصحيفة:

صرح مصدران اثنان في الدوائر الدبلوماسية الروسية للصحيفة بأن روسيا لن تنضم إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، الذي تقوده الولايات المتحدة، رغم دعوات ساسة الغرب المتكررة.

قرار موسكو هذا مرتبط قبل كل شيء بكون العمليات، التي يقوم بها التحالف في سوريا، غير شرعية. ويوضح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد قسطنطين كوساتشوف، فيقول إن روسيا والغرب بحاجة إلى تحالف دولي فعال، لكن لا بد من تنفيذ شروط معينة لتأسيسه.

ويذكر أن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون كان قد دعا روسيا قبل أيام إلى "اختيار الجانب الصحيح" وإلى محاربة الإرهاب في سوريا معا. لكن موسكو، التي تؤكد دائما ضرورة تأسيس ائتلاف لمكافحة المتطرفين، لا تنوي تخطيَ عتبة "النادي" الغربي لمكافحة الإرهاب.

وتكمن مشكلة الائتلاف الأمريكي في أنه ليس مدعوما بموافقة السلطات السورية الرسمية للقيام بعمليات على أراضيها. وإضافة إلى هذا، ليس هناك قرار من مجلس الأمن الدولي يخولهم القيام بهذه العمليات.أي أن موسكو، التي طلبت الحكومة السورية مساعدتها رسميا في محاربة الإرهاب، لا يمكنها الانضمام إلى التحالف الدولي، الذي يتعارض نشاطه والقانون الدولي. وقد نوقشت هذه المسألة بإسهاب خلال زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون الأخيرة إلى موسكو.

وصرح مصدر دبلوماسي للصحيفة بأن "موسكو لن تنضم إبدا إلى تحالف تحت رعاية الولايات المتحدة. وقد أوضحنا هذا لشركائنا خلال اللقاءات المغلقة. ونعلل ذلك بأن عملياتهم في سوريا غير شرعية. هم فعلا عرضوا علينا الانضمام إلى التحالف ولكن بشرط أن يكون بقيادة الولايات المتحدة. لكننا لسنا مستعدين لذلك. وإذا حصل الائتلاف على تفويض من مجلس الأمن الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، فسوف ندرس الموضوع، علما أن شكل الائتلاف سيكون مختلفا.

وموسكو لم تخف قط رغبتها في توحيد جهودها مع جهود الغرب في محاربة "داعش". فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منبر الأمم المتحدة عام 2014 عن ضرورة تشكيل تحالف دولي واسع، بشرط أن يعمل وفق الأطر القانونية".

أما قسطنطين كوساتشوف فصرح للصحيفة بأن سيناريو تشكيل ائتلاف يضم روسيا والغرب لمحاربة الارهاب موجود "ومطلوب جدا". لأن توحيد الجهود سيسمح بحل مشكلة الإرهاب بفعالية أكبر.

وقال: "من أجل تشكيل الائتلاف لا بد من شرط واحد وهو تحديد أهدافه بدقة ووضوح – القضاء على الإرهاب في سوريا، وألا تكون هناك أهداف مخفية ثانية وثالثة. لأن التحالف الغربي لا يخفي أن القضاء على الإرهاب هو أحد هدفيه في سوريا، والهدف الآخر هو إسقاط النظام السوري. ولا يمكن لروسيا الانضمام إلى مثل هذا التحالف ولن تنضم أبدا. ولكن، ما إن يعلن شركاؤنا أنهم تخلوا عن مسألة التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ويباشروا التعاون مع السلطات السورية على أسس قانونية في محاربة الإرهاب، فلن تكون من جانبنا أي عقبات امام هذا التعاون".

وذكَّر كوساتشوف بأن الغرب أعلن عن ضرورة إطاحة بالأسد قبل أن يحتل "داعش" قسما من أراضي سوريا. وهذا ما تسبب في اندلاع صراع داخل سوريا، استغلته المجموعات المتطرفة. لذلك، فإن الغرب يتحمل مسؤولية ما حدث قبل غيره. وأضاف: "في جميع الأحوال يجب أن يحصل التحالف على تفويض قانوني للعمل".

هذا، ولم تتكلل بالنجاح جميع محاولات الاتفاق بشأن محاربة الإرهاب في سوريا بصورة مشتركة بسبب اختلاف المواقف ووجهات النظر على الرغم من أن روسيا والغرب يعلنان أن التعاون في هذا المجال من شأنه الإسراع في القضاء على الإرهابيين. ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها يرفضون التخلي عن فكرة إسقاط الأسد، على الرغم من إدراكهم جيدا أن الحصول في هذه الحالة على تفويض من مجلس الأمن الدولي للعمل في سوريا أمر غير ممكن. أما بالنسبة إلى موسكو، فهي ليست بحاجة إلى تفويض من مجلس الأمن الدولي، لأنها تعمل في سوريا بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية.

لذلك ليس أمام روسيا سوى انتظار تخلي الغرب في النهاية عن فكرة التدخل في الشأن السوري. بيد أن الانباء الواردة من وراء المحيط وأوروبا تشير إلى أن الغرب لن يتخلى عن هذا النهج قريبا.

المصدر : روسيا اليوم

109-4