بداية العد التنازلي لتحرير القابون شرق دمشق !!

بداية العد التنازلي لتحرير القابون شرق دمشق !!
السبت ٢٩ أبريل ٢٠١٧ - ٠٨:٠٠ بتوقيت غرينتش

إن صمود الجيش السوري في مواجهة التنظيمات المسلحة فى شمال شرق العاصمة دمشق وغيرها من المحافظات السورية، يشير إلى أنه قادر على حسم المعركة لصالحه وتحرير سورية من الإرهاب، وقد أثبت الجيش فى المعركة الأخيرة لتنظيم "داعش" والدول الممولة له أنه غير كل الجيوش وأن سورية لن تسقط ومن الصعب احتلال أي أراضٍ فيها، وأدراكه تماماً أنه ليس لـ"داعش" وأخواتها أي مستقبل في سورية، ولعل مشاهد العرس وأصوات الزغاريد التى زف بها شهداء الجيش السوري فىيأعقاب العملية الإرهابية الأخيرة دليل حي على أن الشعب السوري لا يهاب الموت، بل يسارع اليه إذا كان ثمناً لرفعة الوطن، وإنقاذه من مخططات ومؤامرات الأعداء.

العالم - سوريا

نرى اليوم إن سياسة الغرب وحلفائهم الإقليميين والمحليين تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فالأخبار القادمة من شمال شرق دمشق لم تكن سارة لهم، إذ يعمل الجيش السوري على فرض سيطرته على مختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وأصبحت تتعرض لعمليات ملاحقة كبيرة من جانب الجيش السوري مما زعزع سيطرتها على منطقة القابون القريبة من منطقة الغوطة الشرقية، وهناك تقديرات يومية لما يجري في الميدان، تؤكد أن إمكانية حسم هذه المعارك لصالح الدولة السورية كبيرة، لذلك تبدو المهمة الأمريكية في سورية عسيرة، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، وحتى مع إستخدامها للضربات العسكرية ودعمها للقوى المتطرفة كورقة ضغط لتحقيق أهدافها في المنطقة.

إنتصار الجيش السوري لا يعني أمراً سهلاً، فكسر شوكة المتطرفين فى شمال شرق العاصمة يعني بداية العد التنازلي لتفتيت جبهات المليشيات في المحافظات وسحقها في كافة المناطق والقرى التي لا زالت تحت وطأتها، ما حدث اليوم في القابون والأحياء القريبة منه هو انتصار للجيش السوري، اذ تمكن من بسط سيطرته على مسجد الهداية وعدة كتل ابنية بمحيطه في المنطقة الفاصلة بالقطاع الجنوبي لحي تشرين و القطاع الشمالي لحي القابون، وبالحديث عن سيطرة الجيش على أهم وأخر الأنفاق فقد حرم مسلحو القابون من أخر مصادر الإمداد بالمقاتلين والذخيرة والعتاد، وهذا ما أوقع هذه المجموعات بين فكي كماشة، الأمر الذي سيعجل من سيطرة الجيش السوري على القابون والمناطق المحيطة به، بالتالي أن تحرير هذه المنطقة، يعتبرها خبراء عسكريون الضربة الحاسمة التي ستقود إلى اختلال كبير في الميزان الاستراتيجي للمواجهات مع الجماعات المسلحة وأخواتها لصالح الجيش السوري، وتجبر هذه الجماعات على أن يسارعوا إلى الموافقة على التسوية، وإنهاء حالة الحرب والصراع التي تعتبر مقدمة لسلسلة من الإجراءات الشاملة لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة بأكملها.

الواضح من سلسلة الهزائم التى منيت بها الجماعات المتطرفة وحلفائها من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذه الأسابيع يمكن ان تكون مصيرية بالنسبة للتنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة هذه الجماعات وانحسار وجودها في سورية، بعد أن خسرت هذه التنظيمات بكافة أشكالها عدداً كبيراً من المواقع والمدن فى محافظات ريف دمشق والحسكة ودير الزور وحمص وحماة وحلب ودرعا، وكسر الحصار وفتح الممرات والمنافذ امام المدنيين، كما غادر عدد غير قليل من مقاتلي "داعش" وأعوانه الأراضي السورية إلى أماكن أكثر أمناً.

مجملاً....إن الجيش السوري حقق الانتصارات والإنجازات الكبيرة، في ساحات القتال ضد الجماعات المسلحة لذلك بدأ العد التنازلي لإلحاق الهزيمة النهائية بهذه المجموعات كل المناطق السورية الواقعة تحت قبضتها، وكشفتْ معارك الأسابيع الماضية انعدام وجود أي استراتيجية لهذه الجماعات، أمام تقدم الجيش السوري، في هذا الإطار نرى أن تحرير القابون والمدن والبلدات المجاورة له قريب أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع إتمام عملية الحصر العسكري للجيش، ووصول تعزيزات كبيرة من الذخائر والأسلحة النوعية الى تلك المنطقة، وبالتالي فإن تحقيق الانتصار وسيطرة الجيش السوري عليها يعني انتهاء حلم الغرب في تقسيم سورية، وبإختصار شديد يمكنني القول أن معركة الجيش السوري والمقاومة في تحرير الأراضي السورية لن تتوقف وستواصل مهامها لهزيمة الميليشيات المسلحة والجماعات الداعمة لها التي تتكبد يومياً خسائر فادحة في المعدات والأرواح في كل المحافظات السورية.
 

خيام الزعبي / شام تايمز

109-1