خمسة أسباب تمنع واشنطن من مهاجمة كوريا الشمالية

خمسة أسباب تمنع واشنطن من مهاجمة كوريا الشمالية
الثلاثاء ٠٢ مايو ٢٠١٧ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

نشرت مجلة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» التي تصدر في هونغ كونغ، قبل أسبوعين، تحليلاً أشارت فيه إلى مجموعة أسباب تحول دون أن تقوم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة على كوريا الديمقراطية.

العالم - مقالات
السبب الأول: ان شبه الجزيرة الكورية التي تضم الكوريتين الشمالية والجنوبية، تعتبر من ناحية القانون الدولي في حالة هدنة منذ عام 1953 متفق عليها بين الولايات المتحدة والصين، ومصدقة من الأمم المتحدة، وستشكل أي حرب أميركية مباشرة على كوريا الديمقراطية خرقاً صارخاً لهذه الاتفاقية.
السبب الثاني: لو قررت واشنطن خرق هذه الاتفاقية فثمة سبب يجعل الحليفين الرئيسيين لواشنطن وهما كوريا الجنوبية واليابان، يرفضان هذا الهجوم الأميركي، لأن كوريا الديمقراطية تهدد سيول عاصمة كوريا الجنوبية التي لا تبعد عن الحدود سوى 40 كيلو متراً، وهي مسافة قصيرة يصعب فيها منع أي صاروخ نووي من إصابة سيول، ويقول العقيد الأميركي سام غاردينير في مقابلة مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية: إن واشنطن لن تستطيع في الثماني والأربعين ساعة الأولى منع سقوط الصواريخ على سيول وأن الحرب ستكون كثيفة بكل شيء وبشكل غير مسبوق في كثافة القوات والنيران في شبه الجزيرة الكورية.
السبب الثالث: يستحيل ألا يكون لدى كوريا الديمقراطية قنابل نووية وصواريخ قادرة على حملها.
السبب الرابع: إن الصين حليف لكوريا الديمقراطية منذ عام 1961 بموجب اتفاقية التعاون والصداقة التي تعهد فيها الطرفان بتقديم الدعم العسكري الفوري إذا تعرضت أي دولة منهما للهجوم من الأعداء، وجرى تجديد هذه الاتفاقية مرتين، وما تزال فاعلة حتى عام 2021، والصين ستتعرض لخسارة إستراتيجية عند حدودها إذا انتهى وجود كوريا الديمقراطية لأنها تشكل للصين منطقة تعزل كوريا الجنوبية واليابان عن الصين وهما دولتان متحالفتان مع واشنطن.
السبب الخامس: إن كوريا الجنوبية واليابان ستكونان ضحية لأي حرب أميركية على كوريا الديمقراطية وبشكل لا تتعرض فيها الولايات المتحدة لخسارات بشرية وتدميرية كالتي ستتعرض لها كوريا الجنوبية واليابان.
ولذلك يعول الكثيرون من المختصين بالنزاعات الدولية والإقليمية في أوروبا وآسيا، على هذه الافتراضات والعوامل الموضوعية في ترجيحهم إلى عودة الدول التي كانت مكلفة متابعة التوصل إلى حل للنزاع في شبه الجزيرة الكورية وهي الصين وروسيا والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، باستعادة جلساتها ومناقشاتها لتجاوز تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.
يبدو أن سياسة ترامب التي يطالب فيها الدول التي يقدم لها الحماية، بدفع نفقات حمايته وثمن الصواريخ التي يستخدمها، دفعت كوريا الجنوبية إلى رفض طلبه هذا حين أعلن عن رغبته قبل أيام في الحصول على هذه النفقات من حكومة كوريا الجنوبية.
وترى البروفيسورة الأميركية من معهد بروكينغز للدراسات الإستراتيجية كاترين مون، وهي من أصل صيني، أن استعراض كل هذه القوة الأميركية بمشاركة كورية جنوبية ويابانية أمام كوريا الديمقراطية هدفه ردع الأخيرة عن استمرار سياستها النووية، ويبدو أنه لن يحقق هذه الغاية، وإذا ما اندلعت الحرب، فهذا يؤكد إخفاقه، لأن هذه الحرب ستكون أخطر الحروب وأكثفها باستخدام القوات والتدمير، وستكون خاسرة للجميع، وهذا ما لم يشجع، بنظر البروفيسورة مون، عدداً من أعضاء الكونغرس على تأييدها، لكن السؤال المهم هو: هل ستعود تلك المنطقة إلى وضعها السابق أم إن انفراجاً نسبياً يؤجل المجابهة المباشرة العسكرية ويقدم هدنة لشحذ الأسلحة مرة أخرى؟ وكيف ستؤثر هذه النتيجة على موازين القوى بين الأقطاب الكبرى ذات العلاقة؟
أسابيع قليلة ويظهر الجواب في أغلب الاحتمالات.

تحسين الحلبي - الوطن السورية

121-4