فصائل الغوطة تتوعّد بعضها.. و بوادر دورة اقتتال جديدة

فصائل الغوطة تتوعّد بعضها.. و بوادر دورة اقتتال جديدة
الثلاثاء ٠٩ مايو ٢٠١٧ - ١١:٣٦ بتوقيت غرينتش

دارت اشتباكات متقطعة بين "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" من جهة و"جيش الإسلام" من جهة أخرى، صباح اليوم، في محيط "حوش الأشعري" في الغوطة الشرقية لدمشق، وكان "جيش الإسلام" قد أصدر بياناً تضمن نصه القضاء على "هيئة تحرير الشام" وانتهاء المعارك بين الجانبين، ظهر يوم الجمعة الفائت، عقب قتال استمر ثمانية أيام، وخلّف أكثر من 150 قتيلاً، بينهم 5 قياديين من الطرفين.

عودة الاقتتال أثبتت أن الوساطة القطرية التي تحدثت عنها مصادر معارضة، وجمعت قياديين من الطرفين، لم تفلح في الضغط عليهما لوقف الاقتتال، وأن الخلافات بينهما عميقة ولا تنفع معها وساطات، لأن كل طرف يتهم الآخر بأنه اعتدى عليه ويجب القصاص منه، إضافة إلى أن كل طرف يحلم بالقضاء على الآخر.

المعلومات المتواردة عن عودة الاشتباكات والاقتتال بين الطرفين أكدها "جيش الإسلام" في بيان له صدر قبل قليل، قال فيه أن حملته لملاحقة فلول "هيئة تحرير الشام" في الغوطة مستمرة، وذلك نتيجة لاستمرار اعتداءات "الهيئة" على نقاطه.

واتّهم "جيش الإسلام" في بيان له "فيلق الرحمن" وفلول "الهيئة" بالاستمرار في الاعتداء على نقاطه، محملاً قيادة "الفيلق" مسؤولية هذه الاعتداءات، إضافة إلى توفير المأوى والسلاح والعتاد لـ "الهيئة".

كما طالب "جيش الإسلام"، "فيلق الرحمن" بإيقاف حملته المسعورة ضد مسلحي جيش الإسلام ومناصريه في الغوطة.

وأضاف في بيانه "نشدد مطالبتنا لقيادة الفيلق بتسليم من يُؤوونهم من القيادات المجرمة لعصابة "هيئة تحرير الشام" والذين ما زالوا يقترفون أبشع الجرائم والتصفيات الميدانية بمؤازرة من مسلحي فيلق الرحمن ضد المدنيين ومؤسساتهم".

وكان "فيلق الرحمن" قد أعلن أن غوطة دمشق الشرقية بمؤسساتها ومسلحيها لن تسمح لـ "جيش الإسلام" أن ينجو بفعلته وجريمته التي اقترفها في الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية، مؤكداً استعداده لصد أي اعتداء جديد على مقراته ومسلحيه، واتهم "فيلق الرحمن" في بيان له "جيش الإسلام"(عقب بيان جيش الإسلام المتضمن انتهاء المعارك بين الطرفين مساء الجمعة) بالاعتداء على مقراته ونقاطه، ونهب مستودعاته ومصادرة جميع ما فيها في غوطة دمشق الشرقية، إضافة إلى اعتقال وغدر مسؤولي "الفيلق" ومسلحيه.

كما أكد "الفيلق " أنه "ردّ عدوان جيش الإسلام" وطرده بالقوة العسكرية من المناطق والمقرات التي سلبها، وأعاده إلى النقاط التي كان فيها قبل تاريخ 28-4-2017، مشيراً إلى أنه ليس لديه نية في الاعتداء على نقاط "جيش الإسلام".

وطالب "فيلق الرحمن" في بيانه بتشكيل ما أسماها "محكمة لمقاضاة ومحاسبة كل من أفتى وأمر وخطط ونفذ الاعتداء على بلدات الغوطة الشرقية" في إشارة إلى هجوم "جيش الإسلام" على مقرات "الهيئة" و"الفيلق".

شرارة عودة الاقتتال بين الطرفين، دون وقوعها ميدانياً، ظهرت يوم أمس في تصريحات المتحدث باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" المدعو "حمزة بيرقدار" والتي قال فيها أن بقاء "الهيئة" في الغوطة جريمة، مؤكداً أن "جيش الإسلام" لن يكون شريكاً في هذه الجريمة، حسب قوله.

وأضاف "بيرقدار" في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" أن "جيش الإسلام علم من مصادر وصفها بالخاصة أن "الهيئة" كانت تخطط لقتال جيش الإسلام"، مشيراً إلى أن "الهيئة أوقفت خلال الشهر الماضي فقط، أرتال جيش الإسلام المتوجهة إلى الجبهات 7 مرات".

واتّهم "جبهة النصرة" بتنفيذ عمليات اغتيال في الغوطة، إضافة إلى وصفها أهالي الغوطة الشرقية بـ "المرتدين" حسب قوله.

وأضاف "بيرقدار" أن "جيش الإسلام قام بواجبه تجاه الهيئة، كما طلب من "فيلق الرحمن" الوقوف على الحياد، مع تقديم الضمانات لـ "الفيلق" بعدم التعرض له، مشيراً إلى أن "فيلق الرحمن" كان بإمكانه أن يكون شريكاً في عملية استئصال "الهيئة" من الغوطة الشرقية بدلاً من أن يكون شريكاً لها.

فيما نقلت مواقع معارضة قوله أن "بعد أن أنجز "جيش الإسلام" 75% من الخطة الموضوعة لاستئصال "الهيئة" من غوطة دمشق الشرقية أعلنّا عن تراجعنا من المناطق التي استأصلناها منها، استجابة لنداءات الفعاليات والمؤسسات الثورية والشرعية، وعلى رأسهم "المجلس الإسلامي السوري"، ولكن تفاجأنا أول يوم أمس بقيام مجموعة من تحالف "الفيلق " وفلول " الهيئة" من التسلل على مواقعنا على محور بلدة مديرا".

وأضاف "بيرقدار" أنّه "حاولت قوة من نفس هذا التحالف يوم أمس اقتحام مواقعنا في بلدة الأشعري، وفي هذا الموقف لا بدّ لنا من أن نكون في موقف المدافع عن النفس، وألّا ننجرّ وراء هذه الاستفزازات والحماقات التي ترتكب من قبل هذا التحالف"

"فيلق الرحمن" بدوره لم يفوّت فرصة القضاء على "ألوية المجد" المعروفة بألوية "أبو موسى الأشعري" سابقاً، والتي انشقت عنه في اقتتال التنظيمات المسلحة فيما بينها، في نيسان من العام الفائت، فهاجم يوم أمس حاجزاً لـ "الألوية " في "حمورية" وطرد "الألوية" منه، فقام أحد مسؤولي "ألوية المجد" وذهب مع نائبه، للقاء مسلّحي "الفيلق"، والتفاوض معهم، وبعد معرفتهم أنه مسؤول في "الألوية" حاولوا اعتقاله، ثم تمكن من الهرب منهم، وبقي نائبه مع مسلّحي "الفيلق".

اللافت في الأمر أن غوطة دمشق الشرقية هي إحدى المناطق التي شملتها مذكرة مناطق تخفيف التوتر، الموقعة في "أستانا" وبالتالي تستغل هذه التنظيمات المسلحة هدوء الجبهات مع الجيش السوري لتقضي على بعضها وتصفّي حساباتها فيما بينها.

وكانت الغوطة الشرقية شهدت في نيسان من العام الماضي اشتباكات عنيفة بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" الذي كانت "جبهة النصرة" عموده الفقري، من جهة أخرى، وأسفرت عن مقتل 500 مسلح من الطرفين.

* فراس عمورة/ وكالة أوقات الشام الإخبارية

3