استياء واسع في الكونغرس مع بدء زيارة إردوغان

استياء واسع في الكونغرس مع بدء زيارة إردوغان
الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧ - ١٢:١٧ بتوقيت غرينتش

وقع أكثر من ستين نائبا في الكونغرس الأميركي على رسالة مفتوحة تتضمن عبارات "مناهضة لتركيا" وتنتقد جهود انقرة في ملفي الأكراد وفتح الله غولن، العدود اللدود للرئيس طيب رجب اردوغان الذي بدأ زيارة لواشنطن مساء الاثنين.

العالم - تركيا

ويبدو ان اردوغان سيجد صعوبات عديدة في تغيير رأي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذين الملفين، ما يثير احتمالات استمرار البرود في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، البلد العضو في الحلف الأطلسي.

وذكرت وكالة انباء الأناضول التركية التابعة للحكومة والتي وصفت الرسالة بالمنحازة، ذكرت ان الرسالة تضمنت عبارات مناهضة لتركيا واستياء "غير مباشر" من الجهود التي تبذلها السلطات التركية ضد منظمة غولن.

ويتهم إردوغان غولن المقيم في الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة ويطالب بتسليمه. وينفي غولن الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999 أي صلة بمحاولة الانقلاب.

وانتقدت رسالة النواب ايضا حملة الاعتقالات بحق الصحافيين واغلاق وسائل الاعلام المعارضة وموقف تركيا من اكراد سوريا.

وتدعم الولايات المتحدة "وحدات حماية الشعب" السورية وتعتبرها الأقدر على التصدي ميدانيا لتنظيم الدولة الاسلامية وطرد الجهاديين من معقلهم السوري بالرقة.

لكن تركيا لا ترى في تلك القوات الكردية السورية إلا امتدادا ل"حزب العمال الكردستاني" التركي الذي يخوض منذ 1984 حربا دامية ضد السلطة التركية، وصنفته انقره وحلفاؤها الغربيون "منظمة ارهابية".

وناشد أردوغان الحكومة الأميركية العودة "بلا تأخير" عن "خطئها" معلنا أنه سيطرح هذه النقطة أثناء محادثاته وترامب.

وفي ما اعتبر إهانة لانقرة، جرى الإعلان عن تسليح المقاتلين الاكراد أثناء وجود قادة اركان الجيش والمخابرات الأتراك في واشنطن للتحضير لزيارة رئيسهم.

ونتيجة التوتر الذي تفاقم أثناء رئاسة باراك اوباما، فشلت تركيا والولايات المتحدة في بث الزخم في علاقاتهما التجارية. كما بلغت معاداة الاميركيين مستويات عليا في تركيا حيث ينشر الاعلام الحكومي دوريا نظريات مؤامرة واشنطن ضالعة فيها.

ويصور إردوغان الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية بدلا من المعارضة السورية على أنه استمرار لسياسة إدارة أوباما.

وقال المسؤول التركي إن إردوغان سيبلغ ترامب بأن دعم القوة الكردية لاستعادة أرض عربية يسيطر عليها تنظيم "داعش" سيزرع بذور أزمات مستقبلية وإن قوى أخرى في المنطقة منها قادة أكراد العراق تعارض وحدات حماية الشعب.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بعد محادثات في لندن الأسبوع الماضي مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن اجتماع ترامب مع إردوغان سيكون فرصة "لتصحيح خطأ" دعم وحدات حماية الشعب.

وقال إردوغان "الآن سنجري المباحثات النهائية. وبعد ذلك سنتخذ قرارنا النهائي".

ولا ترى الولايات المتحدة بدائل تذكر لدعم وحدات حماية الشعب التي تشمل جزءا رئيسيا من قوات سوريا الديمقراطية الزاحفة على الرقة من أجل تحقيق هدف سحق الدولة الإسلامية في سوريا.

ولم يذكر إردوغان ما قد تأخذه تركيا من خطوات إذا واصلت واشنطن المضي في خطتها.

وقد أشار مسؤولون إلى أن تركيا قد تصعد غاراتها الجوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق أو تستهدف وحدات حماية الشعب في سوريا. كما يمكنها فرض قيود على استخدام قاعدة إنجرليك الجوية كمطار تنطلق منه طائرات الحملة الجوية على الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

لكن ذلك سيعرقل عمليات تستهدف المتشددين الذين يمثلون أيضا خطرا على تركيا وسبق أن أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات من بينها تفجير بمطار اسطنبول في يونيو/حزيران الماضي.

المصدر : ميدل ايست اونلاين

109-3