نيويورك تايمز: تقسيم السعودية آت لا محالة!

نيويورك تايمز: تقسيم السعودية آت لا محالة!
الأربعاء ٢٤ مايو ٢٠١٧ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرت قبل أيام خريطة على موقعها الإلكتروني يحدد شكل الشرق الأوسط الجديد.

في هذا الشكل 14 دويلة، الخريطة لا تختلف كثيراً عن دراسة بعنوان: «استراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات» أعدها «عوديد بينون» وهو موظف سابق فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وبالرغم من أن الدراسة تم إعدادها فى ظل نظام دولي قائم وقتئذ على ثنائية القطبية، إلا أنها تحمل الكثير مما يجب التوقف عنده نحو دول المنطقة.

صحيح أن نظام «الثنائي القطبية» اختفى بزوال الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن الهدف يظل باقياً، كما أن تغيير النظام الدولي قد يكون في صالح هذا الهدف خاصة إذا كانت الأوضاع الداخلية العربية تعطي الفرصة.

ويمكن استعراق النقاط التالية:

– استعادة شبه جزيرة سيناء بمواردها القائمة والكامنة هدف أساسى لإسرائيل، وتحقيق هذا الهدف فى المدى الطويل، يقوم بتجزئة مصر إقليميا إلى وحدات جغرافية منفصلة، وتقول الدراسة إن رؤية دولة قطبية مسيحية فى صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول الضعيفة ذات سلطة إقليمية مصرية لا سلطة مركزية، هو مفتاح التطور التاريخى الذى لا يبدو مستبعداً فى المدى الطويل.

– تفتيت سوريا والعراق إلى مناطق إثنية ودينية، على غرار لبنان هو هدف من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل فى الجبهة الشرقية على المدى البعيد، ففى العراق تقوم ثلاث دول، أو أكثر من حول المدن العراقية الرئيسية، البصرة والموصل وبغداد، إذ تنفصل مناطق شيعية فى الجنوب عن الشمال السني والكردي بأكثريته ويكون بذلك التقسيم الطائفي متاحاً على غرار سوريا فى العهد العثماني.

– تفتيت سوريا وفق التركيب الإثني الطائفي إلى عدة دول مثل لبنان بحيث تقوم على ساحلها دولة علوية شيعية، وفى مناطق حلب دولة سنية، وفى منطقة دمشق دولة سنية أخرى معادية للدولة الشمالية، ويشكل الدروز دولة ربما فى الجولان وفى حوران وشمال الأردن، وتزعم الدراسة أن هذه ستكون ضمانة للسلام فى المنطقة على المدى البعيد.

– شبه الجزيرة العربية بأسرها مرشح طبيعى للانهيار وأكثر من غيره اقتراباً منه بجانب فعل ضغط داخلى وخارجى، وهذا الأمر غير مستبعد فى معظمه خصوصاً فى السعودية، سواء بقيت قوة اقتصادية أم انخفضت فى المدى البعيد.

– ينبغي أن تؤدي سياسة "إسرائيل" حرباً أو سلماً إلى تصفية الأردن بنظامه الحالي، ونقل السلطة إلى الأكثرية الفلسطينية.

– تتحدث الدراسة عن استثمار الجانب العرقي والإثني لتقسيم بلاد المغرب العربي إلى كيانات تقضى على وحدة الدولة، وكذلك اليمن، أما السودان فيشمل تقسيمه أكثر من كيان، واحد في الشمال، وثان في الجنوب، وآخر في الشرق، ورابع في الغرب.

حين تقرأ هذه الدراسة سترى ما تحقق منها حتى الآن، فالسودان تم تقسيمه، والعراق أصبح أقرب إلى دويلات سنية وشيعية وكردية، وها هي سوريا تدور الحرب فيها من أجل تقسيمها، وحين ننظر إلى الخريطة التي نشرتها «نيويورك تايمز» سنجدها موصولة بهذه الدراسة.