توتر في الحسيمة بعد محاولة الامن المغربي اعتقال زعيم الحراك

توتر في الحسيمة بعد محاولة الامن المغربي اعتقال زعيم الحراك
الجمعة ٢٦ مايو ٢٠١٧ - ١١:٢٨ بتوقيت غرينتش

سادت أجواء من التوتر في الحسيمة في شمال المغرب بعد محاولة قوات الامن اعتقال ناصر زفزافي، زعيم الحركة الاحتجاجية التي تهز منذ ستة اشهر منطقة الريف، وذلك بسبب تهجمه على إمام مسجد اثناء القائه خطبة الجمعة.

العالم - المغرب

وقال وزير الشؤون الاسلامية احمد توفيق ان زفزافي "اثار البلبلة اثناء الصلاة وأهان خطيب" مسجد محمد الخامس، مشددا على ان "ما قام به صباح الجمعة هو عمل غير مسبوق.. انها جريمة خطرة".

وروى احد اقارب زفزافي لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه، ان عناصر الامن حاولوا بالفعل اعتقال زفزافي لدى خروجه من المسجد لكنه تمكن من الافلات منهم.

وبعدها ظهر زفزافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بث مباشر من على سطح منزله محاطا بجمع غفير من انصاره. وقال "لست خائفا. اذا ارادوا اعتقالي فليأتوا!"، لينطلق بعدها في حملة شعواء ضد السلطات.

ولكن بعدها نشر زعيم الحراك شريط فيديو بدا فيه وحيدا داخل غرفة ودعا انصاره الى الهدوء، مؤكدا انه بخير.

واكد مصدر في وزارة الداخلية ان زفزافي لم يعتقل وان قوات الامن تعرضت للرشق بالحجارة.

وبحسب احد المقربين من زفزافي في الحسيمة فان "الوضع متوتر في المدينة وقد يتدهور سريعا"، في حين انتشرت قوات الامن بكثافة في المدينة البالغ عدد سكانها 56 الف نسمة.

ومساء الجمعة اصدرت السلطات رسميا مذكرة توقيف بحق زفزافي.

وجاء في بيان رسمي ان "الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أمر بإلقاء القبض على المعني بالأمر، ناصر الزفزافي، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة".

واوضح البيان ان قرار توقيف الزفزافي تم اثر "إقدام الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء تواجدهم داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة، على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة".

واضاف ان زعيم الحراك أقدم ايضا "على منع الإمام من إكمال خطبته، وألقى داخل المسجد خطابا تحريضيا أهان فيه الإمام، وأحدث اضطرابا أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها، وفوت بذلك على المصلين صلاة آخر جمعة من شهر شعبان".

وكان زفزافي طالب الخميس بـ"ضمانات" بعد أن تعهّدت الدولة تنفيذ مشاريع لتنمية المنطقة. وقال لفرانس برس عبر الهاتف "الدولة المغربية لها خطاب مزدوج. بالأمس تتهم اهل الريف بالانفصال واليوم تجيء للتحدث معهم".

وأضاف "لمدة 60 عاما والدولة المغربية تتحدث عن التنمية في المنطقة، نحن لا نثق في هذه الدولة اليوم".

والاثنين تفقد وفد حكومي مغربي كبير مشاريع تنموية في الحسيمة بهدف "تسريعها"، وهو مطلب رئيسي للمحتجين الذين يتظاهرون منذ ستة اشهر.

ويشهد اقليم الحسيمة في منطقة الريف تظاهرات منذ مصرع بائع سمك نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2016 سحقا داخل شاحنة نفايات.

واتخذت هذه التظاهرات مع الوقت طابعا اجتماعيا وسياسيا للمطالبة بالتنمية في المنطقة التي يعتبر سكانها انها مهمشة.

وتسعى الحكومة منذ سنوات الى احتواء الاستياء. وبادرت الى عدد من الاعلانات المتعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، مرسلة وفودا وزارية في الاشهر الستة الاخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات.

(أ ف ب)

2