جراح مسلم أنقذ حياة ضحايا تفجير مانشستر.. لكن في النهاية ..!

جراح مسلم أنقذ حياة ضحايا تفجير مانشستر.. لكن في النهاية ..!
الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧ - ١١:١٦ بتوقيت غرينتش

أحد الجراحين الذي ساعدوا في إنقاذ ضحايا تفجير مانشستر تعرَّض لإساءةٍ عنصرية في طريقه إلى المستشفى التي يعالج بها مصابو الحادث.

العالم - اوروبا

وكان نافيد ياسين، جراح الرضوض والعظام الذي أمضى اليومين السابقين في عملياتٍ جراحية ملحة لإنقاذ مصابي الانفجار، يقود سيارته إلى مستشفى سالفورد الملكي ليستمر في مساعدة الضحايا عندما توقف سائق شاحنة بالقرب منه، ووجّه إليه السباب، وذلك بحسب ما نقل تقرير لصحيفة الغارديان عن جريدة صانداي تايمز البريطانية.

وكان الجراح عالقاً في الزحام المروري عندما رأى شاحنةً تنحرف ناحيته، ودوّى بوق السيارة دويّاً عالياً، ثم أنزل السائق، وهو أبيض البشرة في منتصف العمر، نافذة سيارته وكال الشتائم لياسين.

وقال سائق السيارة: "أنت يا باكستاني يا أسمر البشرة يا بن الحرام. عُد إلى بلدك، يا إرهابي. لا نريدكم هنا. اذهبوا إلى الجحيم".

ونافيد ياسين، جراح العظام الشهير وُلِد في مدينة كيلي البريطانية غربي يوركشاير، وترعرع وعاش في مدينة مانشستر مع زوجته وابنتيه، وتعود أصول ياسين المسلمة والذي يبلغ من العمر 37 عاماً إلى دولة باكستان، حيث انتقل جدة إلى مدينة كيلي، خلال فترة الستينيات.

صدمة

صدمت هذه الحادثة الجراح، الذي يعيش في مانشستر مع زوجته وابنتيه، خصوصاً بعد هذين اليومين المرهقين في العمل.

وقال الجراح لصحيفة صنداي تايمز: "لا يمكنني تجاوز الكراهية التي أظهرها لي بسبب لون بشرتي.. والأحكام المسبقة المرتبطة بهذا اللون. إنَّ مانشستر أفضل من هذا. نحن، أهل مانشستر، سنعيد بناء الأبنية المتهدمة، والحيوات المنكسرة، والوئام الاجتماعي الذي كان لدينا ذات يوم".

وكان من الممكن للجراح وأسرته أن يكونوا هم أنفسهم من ضحايا التفجير، إذ كانوا يفكرون في الذهاب إلى حفلة أريانا غراندي لأنَّ ابنته الكبرى من كبار معجبيها. في النهاية قرروا عدم الذهاب لأنَّ الحفلة كانت في ليلةٍ تسبق يومٍ دراسي.

وقال الجراح: "كان من الممكن أن نكون ضمن الضحايا بكل سهولة. إنَّ العمليات الإرهابية لا تفرق بين العرق أو الدين، لكن هذه (الإساءة العنصرية) لم تميز هي الأخرى".

وقال الجراح إنه وزملاؤه قد وجدوا العمل على علاج ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الإثنين بمانشستر أرينا، والذي خلف 22 قتيلاً، "تجربةً عميقة وصادمة للغاية".

وأضاف الجراح: "تشمل الإصابات التي كانت لدى المصابين أضراراً مروعة للأطراف، وهي إصابات معتادة في حالات القنابل، وكسور مفتوحة، وإصابات ناتجة عن اختراق الشظايا لأجساد المصابين. هذا أمر محطم للقلب أن ترى ما تمر به أسر الضحايا. وبصفتي أباً، فإنَّ ما شاهدته أمر مروع".

يذكر أنه بعد وقوع الحادث الأليم بادر الكثير من المسلمين المقيمين في المدينة إلى التبرع بدمائهم، وقال إيان، الذي انتقل إلى مدينة مانشستر قادماً من اسكتلندا قبل 17 عاماً، لـ"بي بي سي" إنَّ الهجوم كان "مُدمِّراً".

وكشف" أنَّهم قد ردُّوه عن التبرُّع بالدم ذلك اليوم، بسبب التدفُّق الكبير للمتبرعين، وفق تقرير سابق لهاف بوست عربي.

المصدر : هافينغتون بوست

109-3

تصنيف :