حسين مرتضى يكشف كيف سيؤثر وصول الحشد العراقي الى الحدود السورية

حسين مرتضى يكشف كيف سيؤثر وصول الحشد العراقي الى الحدود السورية
الأربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

يكشف الإعلامي اللبناني حسين مرتضى في حوار مع وكالة أنباء آسيا عن أهمية وصول الحشد الشعبي إلى الحدود مع سورية ، بالإضافة لرؤيته حول الخطة العسكرية في "السباق" إلى التنف:

- ما أهمية وصول الحشد الشعبي إلى الحدود السورية ميدانياً؟

يأتي وصول قوات الحشد الشعبي إلى الحدود السورية العراقية بعد انطلاق عمليات استعادة محافظة نينوى ومدينة الموصل في شمال العراق، هذا الانجاز يأتي ضمن عمليات السباق نحو الحدود بين الجيش السوري والحشد الشعبي من جهة والقوات الأمريكية والمجموعات المسلحة التابعة لها من جهة أخرى.

ما يعني أن الوصول قبل الأمريكي سيمنعهم من إقامة قواعد عسكرية جديدة، واستغلال الصحراء السورية، بالرغم من وجود قواعد في عدة  نقاط بالقرب من الحدود الممتدة على مسافة 605 كيلومترات، وخاصة في الجنوب بالقرب من المثلث الحدودي مع الأردن وسورية، وتنطلق من قواعدها غرب مدينة الموصل للوصول الى معبر القائم الحدودي مع سورية، لمنع إحاطة الجيش السوري بمدينة دير الزور وريفها، وهذا ما يفسر انطلاق بعض العمليات العسكرية للقوات الامريكية من قاعدة عين الأسد في الأنبار، نحو معبر القائم والمشاركة في عمليات غرب الأنبار، بهدف تثبيت قاعدتين جديدتين في تلك المنطقة القريبة من دير الزور في سورية، كما أن السيطرة على الحدود،  تمنع الامريكي من تثبيت قواعد جديدة له في منطقة صحراء نينوى وجنوبها في منطقة الانبار.

- وماذا عن الأهمية الاستراتيجية للسيطرة على الحدود العراقية السورية؟

من الناحية الاستراتيجية فإن هذه السيطرة تأتي لمنع تنيفذ المخطط الامريكي بفصل الحدود واقامة منطقة عازلة امريكية في تلك المنطقة، ومنع التواصل الجغرافي بين اركان محور المقاومة في طهران وبغداد ودمشق وبيروت ولاحقا المقاومة الفلسطينية، وهذا الامر طبعا بطلب اسرائيلي، وكسر هذا التواصل الجغرافي يعني بالنسبة للتكتيك العسكري على الارض، وقف الامداد والدعم بالاضافة الى تشكيل كيانات جغرافية في تلك المنطقة تحكم من قبل مجموعات مسلحة تابعة للامريكي، ستكسر بشكل او بأخر هذا الامتداد الطبيعي للجغرافيا من طهران حتى حدود فلسطين المحتلة.

لذلك هذه الرقعة الجغرافية التي تفوق مساحتها الآلاف الكيلومترات المربّعة، تشكّل هاجساً لدى قيادة الجيش السوري والجيش العراقي والحشد الشعبي والحلفاء في ايران.

- هل تتوقع وصول الجيش السوري إلى التنف أم أن الأميركيين سيمنعوه؟

الجيش السوري مستمر في عملياته للوصول الى التنف، هذا قرار سيادي ولا يمكن ان يوقفه الضغط الامريكي، فالعمليات هناك مستمرة على اكثر من محور تحت اسم عمليات الفجر الكبرى وتهدف بشكل اساسي الى الوصول الى منطقة التنف كهدف بعيد واهداف قريبة منها تأمين محيط الصحراء الواصلة الى مدينة تدمر والقريتين، وفصل القلمون الشرقي عن قلب البادية.


-  ما هي تفاصيل عملية "الفجر الكبرى" للجيش السوري؟

الجيش يشن عملية "الفجر الكبرى" من المحور الاول من شمال شرق تدمر باتجاه محطة T3  وحقل اراك النفظي ومدينة السخنة والمحور الثاني لتأمين خاصرة مدينة تدمر الجنوبية ومنطقة القريتين وهذه العملية امتدت لتحاصر المسلحين في الرحيبة وجيرود في القلمون الشرقي، والمحور الثالث باتجاه معبر التنف الحدودي ووصلت القوات على بعد حوالي 55 كيلو متر بأعلى تقدير عن المعبر وتفصلها الان مساحات صحراوية خالية من اي عوائق جغرافية.


- أين ينتشر الأميركيون والبريطانيون في سورية بحسب زياراتك الميدانية للجبهات؟

يسعى الأميركيون سريعاً لإقامة حزام أمني على طول الحدود عبر نشر قوات من المسلحين الموالين لهم وللأردن.

أولى الخطوات العملية، أقدمت مجموعات من مغاوير الثورة (جزء من  جيش سوريا الجديد) على التسلل في البادية السورية، ليتمكنوا من السيطرة على عدد من القرى والنقاط والتلال في بادية التنف وريف دير الزور الجنوبي (تروازية الوعر ــ سرية الوعر ــ جبل غراب ــ قرية حميمة ــ بادية الصواب كذلك نشر دوريات عسكرية شمال بادية التنف. هذه التحركات في سياق الرغبة الأميركية في السيطرة على كامل البادية المتصلة بين محافظتي حمص ودير الزور، ثم الانطلاق نحو المعركة الأهم في مدينة البوكمال.

وحشود عسكرية أميركية وبريطانية وأردنية تجمّعت على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء ودرعا، وتمركزت هذه الحشود في الخط المقابل للمنطقة الممتدة من تل شهاب إلى معبر نصيب في محافظة درعا، وصولاً إلى منطقة الرمثا وانتهاءً في خربة عواد ، يقود هذه القوات مجتمعة ضباط أميركيون وبريطانيون موجودون في معسكرين خاصين بهما في منطقة التنف التي توجد فيها قوات متنوعة، أبرزها كتيبة إنزال جوي نُقلَت من الكويت، بالإضافة إلى سريتي هندسة تابعة للجيش الأميركي (قوات برية)، أما البريطانيون فهم موجودون أيضاً في معسكر خاص بهم في منطقة التنف ويبلغ عديدهم نحو 280 عسكرياً من مختلف الرتب والاختصاصات.

وكالة أنباء آسيا

تصنيف :