معهد واشنطن: هل تندلع مواجهة عسكرية دولية ببادية سوريا؟

معهد واشنطن: هل تندلع مواجهة عسكرية دولية ببادية سوريا؟
الأربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧ - ١١:١٧ بتوقيت غرينتش

تطرق معهد واشنطن للدراسات في تقرير مطول له إلى احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية دولية في البادية السورية.

العالم - سوريا

وقال التقرير الذي كتبه " فابريس بالونش، أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون "، إن الغارة الجوية الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة على معبر التنف الحدودي جنوبي سوريا في 18 أيار/مايو مستهدفة قوات النظام، تشكل نقطة تحوّل في الحرب الدائرة في تلك البلاد.

وأضاف: "ويهدد الآن الوضع على الحدود بين العراق والأردن وسوريا قيام مواجهة مباشرة بين القوات الأمريكية والسورية، وربما الجهات الفاعلة الأخرى أيضا".

وبين أنه في أعقاب الضربة التي نُفذت في الأسبوع الثالث من أيار/ مايو الحالي، سارع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى التشديد على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى زيادة دورها في الحرب، على الرغم من أنها ستدافع عن قواتها إذا ما تعرضت للتهديد. ومن ناحية أخرى، يرى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه أن واشنطن تريد زيادة وجودها بشكل دائم في شرق سوريا، بهدف دعم حلفائها المحليين وتقويتهم، والضغط على دمشق، ومنع الجيش السوري من العودة إلى وادي الفرات.

وتحدث التقرير عن أن أولوية الجيش السوري المنخفضة حتى الآن في البادية، فمنذ عام 2011، تمّ التقليل تدريجيا من سيطرة الجيش السوري على البادية، بحيث أصبحت لا تتخطى عددا قليلا من طرق الاتصال الرئيسية والموارد الهيدروكربونية.

أما تنظيم «داعش»، فيتمتع، بحسب التقرير، بميّزة كبيرة في الأجزاء من البادية التي لا تزال تحت سيطرته؛ فمقاتلوه منظمون ضمن مجموعات صغيرة ومتنقلة أثبتت فعاليتها في اقتحام المواقع العسكرية المعزولة. من الناحية النظرية، بإمكان الجيش السوري استخدام التقنية ذاتها لمواجهتهم.

ويوضح التقرير أنه "في آذار/مارس، 2016، عبر مئات من المقاتلين المعارضين الحدود من الأردن بدعم من التحالف الدولي واستولوا على التنف. وأعقب ذلك استعادة السيطرة على معبر الوليد العراقي في آب/أغسطس 2016 (وهو المعبر الذي كان تنظيم «داعش » قد اجتاحه في العام السابق)، وإعادة فتح الطريق من بغداد إلى عمّان. ومن التنف، حاول المتمردون الارتباط مع ألوية أحمد العبدو (2500 مقاتل) في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

هذا وتخضع مدينتا الضمير وجيرود لسيطرة المتمردين، لكن حلقة شاسعة من المناطق الخاضعة للجيش السوري تفصلها عن الغوطة الشرقية، ويواصل الجانبان الحفاظ على وقف إطلاق النار في الوقت الحالي".

وأشار إلى أنه "أصبح المعارضين بالتنف يشكلون تهديداً على دمشق، حيث تقدموا نحو عشرات الكيلومترات من مناطق المتمردين التي استغرق الجيش السوري عدة سنوات لتطويقها. كما أنهم مستعدون لعرقلة عودته إلى وادي الفرات".

وبعد أن أدّت الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة إلى إبعاد القوات الموالية للجيش السوري من التنف، أعاد الجيش تركيزه على مهاجمة المتمردين من ثلاث قواعد مختلفة: دمشق، تدمر، وجبل الدروز. وفي الحالة الأخيرة، تتقدّم وحدات الجيش بسرعة على طول الحدود الأردنية لتطويق أحد جيوب المتمردين، في محاولة لعزلهم على مقربة من جبل سيس.

وتابع: "وطوال هذا الهجوم، استعاد الجيش السوري بشكل منهجي شبكة القلاع الواقعة على الطريق الحدودي الاستراتيجي.

ولفت إلى أنه أصبحت الحدود الجنوبية لسوريا بؤرة توتر كبيرة - من التنف إلى سنجار في العراق، حيث أصبح عدة شركاء في الحرب يتنافسون عليها بالنيابة عن رعاتهم الإقليميين.

ويتمّ الإعداد لساحة معركة ما بعد تنظيم «داعش» وأصبح الجزء الشرقي "غير المفيد" سابقا لسوريا، يستحوذ على أهمية استراتيجية أكبر بكثير في المنافسة بين "المحور" الشرقي-الغربي و"المحور " الشمالي-الجنوبي. ولا بدّ من النظر إلى الهجوم الأخير الذي شنه الجيش بين تدمر والحدود الأردنية من هذا المنطلق.

وختم بقوله إنه "خلال الفترة اللاحقة، يُعدّ اتفاق دولي حول كيفية الاستحواذ على مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، المسألة الأكثر إلحاحا يوما بعد يوم، فدون قيام مثل هذه التفاهمات، تواجه الأطراف خطر المواجهة المباشرة بين القوات الروسية والأمريكية".

المصدر : شام تايمز

109-3