وذون وذون.. من العادات الرمضانية في ولاية المضيبي

وذون وذون.. من العادات الرمضانية في ولاية المضيبي
الإثنين ٠٥ يونيو ٢٠١٧ - ٠٣:٤٣ بتوقيت غرينتش

تتميّز ولايات سلطنة عمان بالعديد من العادات والتقاليد الرمضانية التي تميزها عن غيرها، وولاية المضيبي تعد من أكبر ولايات السلطنة، وتتميز ببساطة أهلها وطيبتهم وتمسكهم بعادات أجدادهم التي يربون أبناءهم عليها.

العالم - منوعات

ولشهر رمضان عادات خاصة تميزه عن غيره من الشهور، عن هذه العادات والموروث الشعبي تحدثنا خديجة الجابرية المشرفة التربوية بوزارة التربية والتعليم والمتخصصة في مجال العادات والتقاليد العمانية قائلة:

يبدأ الإفطار بعد ارتفاع أذان المغرب ومع أصوات الأطفال في الخروج من منازلهم ومعهم ألعابهم والقليل من الطعام ليقضوا نهارهم في اللعب واللهو ثم يقومون بتناول إفطارهم الذي يكون عبارة عن بعض الزاد عند سماع الأذان قبل التوجه إلى منازلهم.

وعند سماع صوت الأذان يردّدون: (وذون وذون بو صايم يفطروا اللي ما صايم ما يفطر) فهم بذلك يُسمِعون أهلهم وذويهم أن الأذان قد ارتفع، فيفطر الأهل بتناول التمر مع القهوة.

بعدها يقومون لتأدية صلاة المغرب، وبعد الصلاة يعودون إلى بيوتهم ليتناولوا وجبة خفيفة برفقة أطفالهم فهذه العادة من العادات التي كانت تميز الولاية، وما زال هناك من يلتزم بها ويحث أطفاله عليها.

وتضيف الجابرية عن الفرحة التي تكون واضحة في عيون الأطفال من خلال وجودهم في موقع آخر من البلدة، وهو الوادي مع إعادة لوصف لحظة انتظار أذان المغرب وموعد الإفطار فتقول: لا تختلف الصورة كثيراً فقط يكون الاختلاف في المكان الذي يوجد فيه الإطفال هذه المرة، وهو بقرب الوادي.

وتبقى الفرحة هي نفس الفرحة الكل ينتظر لحظة سماع الأذان فتراهم يذهبون إلى الوادي بقرب البيوت، أو بجوار المسجد الجامع، يحملون معهم ألعابهم ومعهم قليل من الطعام.

فيلعبون ويمرحون بمختلف ألعابهم الطفولية، وقبيل أن يحين موعد ارتفاع أذان المغرب بقليل تراهم ينصتون بكل لهفة وشوق.

وما إن يرتفع الأذان حتى ترتفع أصواتهم الصغيرة مبشرة بأذان المغرب، فتسمعهم يرددون: (وذون وذون. والسح ولبون – أي لبن – بو صايم يفطر يفطر. بو ما صايم يجلس يحتر – أي ينظر).

فهم بذلك يُسمِعون أهلهم وذويهم بأن الأذان قد ارتفع، فيفطر الأهل، عندها يقبلون على ما عندهم من الطعام القليل يلتهمونه، ثم يبقون في الوادي أو في أي مكان كانوا ريثما ينتهي أهلهم من تناولهم مأدبة الإفطار.

وهذا يعني أنهم يتجنبون إزعاج أهلهم عند تناولهم الإفطار، بحيث إنهم قضوا يوماً طويلاً قاسياً من الجوع والعطش، وإذا كان الجوع محتملاً بعض الشيء فالمشقة الكبرى هي العطش خصوصاً في أيام الصيف.

وتنهي خديجة الجابرية حديثها عن عادة أخرى في شهر رمضان المبارك وهي قيام الجيران وأهالي البلدة بتبادل بعض ما يطبخونه في رمضان لبعضهم البعض في دلالة واضحة على الأثر الاجتماعي والتواصل والود والمحبة الذي يسود الأسر والجيران في كل ولايات السلطنة فتقول:

إن تبادل لذائذ الإفطار في عمان بين الجيران عادة معروفة وجميلة، فهي توثق عُرَى المودة والإخاء وحسن الجوار بين الجيران، فترى الجيران يتبادلون وجبات إفطارهم فيما بينهم منذ العصر؛ أي قبيل المغرب، يرسلون إلى بعضهم البعض بما أعدوه لوجبة إفطارهم كالشوربة والدنجو وغيرها، وهذه من العادات الجميلة في عمان.

المصدر :  وكالات

2-120