برلماني اردني سابق يتهم السعودية بمحاربة حركات المقاومة في المنطقة

الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٠٩ - ٠٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

اتهم برلماني اردني سابق السعودية بمعاداة كل حركات المقاومة في المنطقة والعمل على انهاء كل اشكال المواجهة بين الامة والمشروع الاستعماري، داعيا الى تشكيل جبهة تحرر وطني لفك التبعية بين الانظمة والاستعمار.

وقال النائب الاردني السابق منصور مراد في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء ضمن برنامج "تحت الرماد": ان بريطانيا جاءت بال سعود من الكويت واسكنتهم في ارض الحجاز ودعمتهم واحتضنتهم خدمة لاهدافها ومشاريعها في المنطقة وعملت على ايجاد تحالف سياسي ديني بينهم وبين عشيرة ال الشيخ الوهابية الكبيرة، التي لم يكن لديها مشروع سياسي في وقت لم تتمتع عشيرة ال سعود بشعبية هناك، ما ادى الى قيام المملكة العربية السعودية بعد شنهم حروبا في شبه الجزيرة برعاية بريطانية.

واشار مراد الى وجود حالة توتر وعدم استقرار دائمة ومنذ تشكيل المملكة السعودية ما بين الاخيرة ودول جوارها مثل الاردن واليمن والامارات والعراق، كما ان كل ثرواتها تذهب لصالح الاستعمار حسب الدور الوظيفي المناط بها.

واعتبر ان العائلة الحاكمة في السعودية لم تتمكن من حماية الهوية الوطنية لشعبها، بل ضربت هذه الهوية وجعلت عنوانها سعوديا، مشيرا الى انها وقفت ضد كل حركات المقاومة والتحرر في العالم ودعمت الاطراف المعادية لها اعلاميا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا.

واشار مراد الى ان السعودية تتناغم كثيرا مع النظام المصري بعد توقيع الاخير اتفاقية كمب ديفيد، واصبحا معا في الخندق الصهيوني وينفذون املاءات، مسخرين كل ثروات الامة في خدمة المشروع الصهيوني الاميركي في المنطقة.

واوضح انه ورغم كل المخاطر التي تحيط بالقدس والمقدسات الاسلامية في الاراضي الفلسطينية، تذهب الاموال السعودية الى جماعات مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية وليس الى المقدسيين الذين هم بحاجة الى اي مساعدة لمقاومة التهويد ومخططات هدم الاقصى.

واعتبر مراد ان الدور السعودي في لبنان ايضا يتناغم مع مخططات التقسيم والتفتيت واثارة النعرات والفتن الطائفية والجهوية والدينية، محذرا من ان مشروع ما يسمى بالهلال الشيعي المثار من قبل بعض الدول العربية يخدم كيان الاحتلال والولايات المتحدة في مشروعهم للهيمنة على الامة.

واضاف: ان السعوديين يدعمون في لبنان قوى انعزالية تطالب بتقسيم لبنان على قاعدة طائفية، وتهدد في مواجهة القوى الوطنية مثل حزب الله والتيار الوطني الحر بالاسلوب الفتني والطائفي الذي تغذيه السعودية بالمال وتغطيه سياسيا وبدعم من مصر.

واكد هذا النائب الاردني السابق ان دور السعودية في العدوان الاخير على غزة تمثل في التغطية على النظام المصري ودوره المتعاون والمشارك مع الاحتلال في العدوان والحصار، معتبرا ان الهدف النهائي للسعودية هو القضاء على كل مقاومة في المنطقة.

واتهم الرياض بالعمل على ارساء قواعد التطبيع بين العرب واسرائيل، ومهاجمة كل اشكال الاحتجاج والمقاومة للاحتلال الشعبية والثقافية والدينية والفكرية والعسكرية، كما انها تدعم مصر في هجمتها الاعلامية على ايران ومحاولتها تخريب الساحة اللبنانية.

واكد مراد الا مصلحة للعرب في المواجهة او الحرب مع ايران في وقت دخلت اسرائيل الحدود العربية واستباحت المساجد وضربت الهوية والثقافة الوطنية، متهما الاعلام السعودي بانه موجه ضد كل طرف او دولة في المنطقة لا تريد ان تخضع للارادة الاميركية والاسرائيلية.

ودعا الى مواجهة الاعلام السعودي عبر انشاء حركات وطنية في العالم العربي تقوم على قاعدة فك التبعية بين حكوماتها والسياسات الاميركية والغربية في المنطقة، لتلتقي بعد ذلك فيما بينها لتشكل حركة تحرر وطني عربي لفك التبعية وبناء قاعدة اقتصادية سياسية ثقافية لمواجهة المشروع الاميركي الصهيوني الغربي في المنطقة.

واعتبر هذا البرلماني الاردني السابق انه بدون هذا المشروع فلا خير في الانظمة العربية التي ستصبح ادوات للغرب وستمعن في تمزيق الامة، محذرا من ان اخطر ما يقوم به الاعلام السعودي في هذه المرحلة هو تعزيز الدور الاميركي وانجاح مخططاته عبر خلق فتنة طائفية دينية مذهبية ستشكل كارثة لكل الامة.