الجيوسي: الإعلام السوري يخطئ حين يَعقد مُقارنةً بين الرئيس الأسد والأمير تميم

الجيوسي: الإعلام السوري يخطئ حين يَعقد مُقارنةً بين الرئيس الأسد والأمير تميم
الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠١٧ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

يُخطئ الإعلام السوري الرسمي، حين يَعقد مُقارنةً بين حال الرئيس بشار الأسد وبين حال الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، والحديث هُنا بالطبع عن عرض لقطات لتجوّل الأسد في شوارع دمشق بحُريّة ودون حراسة، متوجّهاً نحو إحدى المعارض مُرتدياً قميصاً شبابياً وبنطال (الجينز)، وبين تواجد الشيخ تميم على غير عادته في مكان قال الإعلام السوري أنه مُحصّن، خلال استقباله الأمير الكويتي صباح الأحمد، لبحث المُصالحة مع “حلف المُقاطعين”.

العالم - العالم الاسلامي
أولاً، نعتقد أن المُقارنة ليست في محلّها، فالرئيس السوري يخوض حرباً كونية ضد بلاده منذ ست سنوات، وبالتالي مُقارنته مع حال الشيخ تميم بالقول أن الأخير بات مُحاصراً بفعل المُقاطعة، ويخشى على حياته، ليست عادلة من الناحية الزمانية، وليست في مكانها أيضاً، فأي رئيس دولة حين تتعرّض بلاده لعُقوبات، وحصارٍ سياسي واقتصادي، يُصبح مُهدّداً، والجلوس في أماكن مُحصّنة أمرٌ إلزامي في هكذا ظروف، وليست حِكراً على الضعفاء فقط، ولا تدعو للشماتة أيضاً.

ثانياً، ربّما على القائمين على الإعلام السوري، أن يكونوا أكثر رُقيّاً، وعدم الهبوط لمستوى عقد مُقارنات، والتشفّي والشماتة، من باب أن الشيخ تميم، كان أحد الذين “تآمروا” على سورية، .. وها هو يذوق طعم التهميش السياسي الدولي، وكان على الموقف أن يمر مرور الكرام دون أي تعليق، فنحن لسنا في “حارةٍ” تعلو فيها أخلاق اللئام.

ثالثاً، كان الأوْلى بالإعلام السوري، أن يُركّز فقط على قوّة الرئيس الأسد، وظُهوره بمظهر الواثق المُنتشي، وهو يتجوّل بكل حريّة في شوارع عاصمته، ويُلقي التحيّة على الماريّن، ويلتقط معهم “السيلفي”، فهذا بحد ذاته ما يليق بسورية وقائدها وانتصاره على المُؤامرة، أما الانشغال بسفاسف “الأمور القطرية” فهذا برأينا غير منطقي، ونذكر أن إعلام سورية كان قد أبدى امتعاضه من المستوى الهابط الذي استخدمته “الجزيرة” القطرية” ضد نظام بلاده، أم أن الجمل كما يقول المثل “ما يشوف عَوجة رقبته”!.

خالد الجيوسي / راي اليوم

109-4