موسكو هددت فأخافت.. دمشق ترد على العدوان.. وإيران أوصلت رسائلها

موسكو هددت فأخافت.. دمشق ترد على العدوان.. وإيران أوصلت رسائلها
الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

بعد استهداف الطائرة السورية فوق مدينة الرصافة، تصاعدت اللهجة الحربية، وتوعدت موسكو بإسقاط أي جسم طائر فوق مناطق عملها في سورية، فيما صرخ جندي بأعلى صوته صرخة نصر بعد تحرير الرصافة وقائد تلك الطائرة.

العالم - العالم الاسلامي

ولم تقف زمجرة العسكر عند الرصافة، ففي درعا استأنفت أوركسترا الموت عزف لحن الهلاك لإرهابيي درعا، حيث حرر الجيش العربي السوري كتيبة الدفاع الجوي وسيطر على الطريق الحربي في حي المنشية، إضافةً للسيطرة على تلة الثعيلية غرب درعا البلد، وذلك بعد انتهاء هدنة وقف النار هناك.

الرد السوري على إسقاط الطائرة الحربية كان بتحرير الرصافة واستئناف العمليات في درعا حتى تحريرها، بالتزامن مع عمليات مكثفة في جوبر وعين ترما، لقد صدر القرار بالرد الفوري من خلال تحرير أهم المناطق الاستراتجية في دمشق وريفها وفي درعا ومحيط الرقة، فضلاً عن تسريع العمليات العسكرية نحو دير الزور بمساعدة الحلفاء.

إثر ذلك الحكومة الأسترالية تعلق ضرباتها الجوية في سورية ضمن التحالف الأميركي، موضحة أن ذلك إجراء وقائي، بعد تعليق موسكو مذكرة أمن تحليق الطيران في سورية مع واشنطن، فيما اعتبرت منسقة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني أن إسقاط الولايات المتحدة المقاتلة السورية قرب مدينة الرقة يدل على ضرورة تسوية الأزمة ووقف الحرب في البلاد، بينما حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الأخطاء في التقديرات والتصعيد اللاحق للوضع في سورية، في حين كشفت مصادر داخل التحالف الأميركي الذي تقوده واشنطن بأن هذا التحالف أجرى تغييرات على مناطق عمل طيرانه بعد التهديد الروسي.

أما فيما يتعلق بما يسمى "قوات سورية الديمقراطية" والتهديدات التي أطلقتها بالرد على هجمات الجيش السوري على مواقعها، فإن استهداف الطائرة السورية من قبل التحالف أنعش آمالهم بأحلام انفصالية وهنا لا بد من الإشارة إلى ما قاله السفير السابق في دمشق روبرت فورد بأن الأكراد مخطئون بالوثوق بأميركا لأنها ستتركهم لوحدهم وما دعمها حالياً إلا لاستخدامهم الآني لقتال "داعش" فقط.

بما أن روسيا حذرت وسورية عبرت عن ردها بتعزيز تقدمها العسكري في ريف دمشق ودرعا والبادية، وإيران أوصلت رسائلها عبر صواريخها الدقيقة إلى دير الزور، فإن فكرة انتصار هذا المحور بات واقعاً أكثر من ذي قبل بالمقابل فإن هناك مطالبات أوروبية وأممية بوقف الحرب السريع، وتريث أسترالي قد يتبعه قيام دول أوروبية أخرى بوقف طيرانها حالياً ضمن مظلة التحالف الأميركي، وسط الحديث عن مخاوف من انجرار واشنطن لحرب أو صدام مع موسكو على الأرض السورية بعد أن قالت أميركا أنها تحتفظ بحق الرد في حال تعرضت إحدى طائراتها للإسقاط.

كل هذه المتغيرات يُضاف إليها الأزمة القطرية المتفاقمة وقيام الدوحة بحسب الإعلام السعودي  بالتقرب من إيران ومغازلة روسيا أي حلفاء سورية، ثم إعلان  جماعة ما يسمى "أحرار الشام" انضمامها إلى هدنة خفض التوتر على اعتبار أن هذه الجماعة مدعومة قطرياً يوحي بأن السيناريو القادم في المستقبل القريب سيكون في صالح دمشق وحلفائها، على الرغم من محاولات النظام السعودي افتعال حادث لاستعراض العضلات كالقبض على ثلاثة صياديين إيرانيين زعمت أنهم حرس ثوري متجهون إلى حقل نفطي سعودي للتخريب، هذه المحاولة من أباطرة النفط ما هي إلا ردا على رسالة طهران الصاروخية التي أصابت إرهابيي دير الزور بمقتل، كل ما سبق آنفاً هو بمثابة رسائل ودلالات على ما سيجري في القريب العاجل.

*علي مخلوف - عاجل