علماء اميركيون يكتشفون دليلا يبطل نظرية داروين

الجمعة ٠٢ أكتوبر ٢٠٠٩ - ١١:١٣ بتوقيت غرينتش

قدم العلماء الاميركيون دليلا جديدا على ان نظرية داروين في النشوء والارتقاء كانت خطا، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء اصول الجنس البشري من جامعتي كين ستيت وكاليفورنيا النقاب عن اقدم اثر معروف للبشر على وجه الارض وهو هيكل عظمي بشري اثيوبي يبلغ عمره حوالى اربعة ملايين واربعمائة الف سنة اطلق عليه اسم "اردي".

واعلن فريق البحث امس الخميس ان اكتشاف "اردي" يثبت ان البشر لم يتطوروا عن اسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بان الانسان تطور من اصل قرد.

وتصور الباحثون ان الحلقة المفقودة اي الجد المشترك بين الانسان والقردة الحديثة ربما كان مختلفا عن الاثنين، وان القردة تطورت انطلاقا من ذلك الاصل تماما كما تطور الانسان دون ان يكون قد مر احد منهما بمرحلة الاخر.

وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس ان "اردي" واحدة من اسلاف البشر وان السلالات المنحدرة منها لم تكن قردة شمبانزي ولا اي نوع من القردة المعروفة حاليا.

ويؤكد العلماء ان اردي ربما تكون الان اقدم اسلاف الانسان المعروفين، لانها اقدم بمليون سنة من "لوسي" التي كانت تعد من اهم الاصول البشرية المعروفة.

ضربة لنظرية داروين
وعلق الدكتور زغلول النجار استاذ الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، بان الغربيين بدؤوا يعودون الى صوابهم بعد ان كانوا يتعاملون مع اصل الانسان من منطلق مادي وانكار للاديان.

وقال ان هذا الكشف العلمي الذي وجه ضربة قوية لنظرية داروين يمثل تطورا هاما جدا.

وقال النجار ان حديث الباحثين عن اربعة ملايين سنة امر مبالغ فيه، متوقعا ان يكون عمر الانسان على الارض لا يتعدى اربعمائة الف سنة تقريبا.

من جهة اخرى اوضح سي اوين لوفغوي وهو عالم اميركي في جامعة كنت من المتخصصين في اصل الانسان انه اجرى دراسة على الانسان البدائي الذي يعرف باسم Ardipithecus ramidus الذي عاش قبل 4.4 ملايين سنة في اثيوبيا. واضاف في دراسة تنشر اليوم في مجلة ساينس، ان البشر غالبا ما يظنون الناس تطوروا من القردة، لكن ذلك ليس صحيحا، بل القردة هي التي تطورت منا. وتابع انه "شاعت فكرة ان البشر هم نسخة متطورة عن الشمبانزي لكن دراسة الانسان البدائي ساهمت في تاكدنا بانه لا يمكن ان يتطور البشر من الشمبانزي او الغوريلا".

وصف اردي
ووصف العلماء الهيكل العظمي الجزئي لاردي وهي انثى بطول 120 سنتمتر ووزن خمسين كيلوغراما تقريبا، من نوع ارديبيتيكوس راميدوس الذي عاش قبل 4.4 مليون سنة في اثيوبيا.

وكان لاردي راس يشبه راس القرد واصابع قدم متقابلة تسمح لها بتسلق الاشجار بسهولة، لكن يديها ومعصميها وتجويف الحوض لديها تظهر انها كانت تسير منتصبة كالبشر لا منحنية على مفاصل الاصابع كالشمبانزي والغوريلا.

وقال تيم وايت من جامعة كاليفورنيا بيركيلي الذي ساعد في قيادة فريق البحث ان "الناس لديهم اعتقاد بان الشمبانزي الحديثة لم تتطور كثيرا، وان الجد المشترك الاخير كان مثل الشمبانزي تقريبا وان النسل البشري هو الذي طرا عليه كل التطور".

غير ان وايت يرى ان "اردي" اكثر بدائية حتى من الشمبانزي، نافيا ان يكون عدم سير قردة الشمبانزي والغوريلا منحنية على مفاصل الاصابع دليل على انها اقل تطورا من البشر، موضحا ان تلك القردة طورت صفات تساعدها على الحياة في بيئاتها الطبيعية في الغابات.

وقام وايت وبيرهان اسفو من مؤسسة ابحاث ريفت فالي وفريق كبير بتحليل كل عظام "اردي" التي عثر عليها، واكتشفوا انها ربما كانت اكثر مسالمة من الشمبانزي الحالي، مستدلين بانها على سبيل المثال لا تملك تلك الانياب الحادة التي يستخدمها الشمبانزي في العراك.