الحرب الإعلامية في الخليج الفارسي ـ منطق "جاهلي" بأدوات حديثة

الحرب الإعلامية في الخليج الفارسي ـ منطق
الجمعة ٠٧ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:٤٠ بتوقيت غرينتش

إحتدمت حرب كلامية بين قطر والدول المقاطعة لها، تستعمل الأخبار الكاذبة والإجراءات الغريبة من قبيل التهديد بمعاقبة المتعاطفين مع العدو ـ الشقيق، ما يوحي بحرب جاهلية بأدوات حديثة على دعم الإرهاب، ومناصرة الإخوان المسلمين، وزعزعة الأمن الإقليمي، ومحاولة قلب النظام، والتآمر مع إيران، ومحاولة النيل من سيادة قطر، وخدمة الأجندة الإسرائيلية…هذا جزء يسير من الترسانة المستعملة في حرب نفسية هوجاء بين الأطراف المتصارعة في الخليج (الفارسي). ولم يعد من الممكن التمييز بين الصالح والطالح، بين الصحيح والمزيف وباتت كل الوسائل مباحة بما فيها الكذب والافتراء من أجل إلحاق أكبر قدر من الأذى بالخصم.

العالم ـ مقالات وتحليلات

وبهذا الشأن أكد حافظ الميرازي الإعلامي المصري المقيم في الولايات المتحدة في حوار مع DW أن "الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب، فلا أحد يعرف إن كانت الحقيقة هي اتهام قطر بدعم الإرهاب والرغبة في وقف هذا الدعم، أم أن المسألة لا تعدو أن تكون إيجاد عدو خارجي لإثارة تضامن شعبي داخلي لحكومات الدول المقاطعة وهي تجتاز اهتزازات داخلية".

حرب بلا ضوابط

اتهمت الرياض على لسان وزيرها في الإعلام عواد العواد قطر بتشغيل أكثر من 23 ألف حساب على تويتر تدعو إلى “إثارة الفتنة في السعودية“. ومن بين تلك الحسابات، حساب غامض يحمل اسم “مجتهد” متخصص بنشر أسرار العائلة المالكة السعودية ويتبعه أكثر من 1.8 مليون شخص على تويتر. كما سبق لصحيفة “عكاظ” السعودية أن نشرت مقالا مطولا اتهمت فيه ما أسمته بـ“كتائب افتراضية قطرية” انتحلت حسابات سعودية على مواقع التواصل الاجتماعية وتشن هجمات على وسائل الإعلام السعودية، وسياسة الرياض بشكل عام من الأزمة الحالية مع قطر.

من جهة أخرى، تتهم الدول المقاطعة الدوحة بدعهما الإرهاب وتنظيمات الإسلام السياسي في العالم. غير أن الناشط البحريني المقيم في ألمانيا عبد الإله الماحوزي أكد في حوار مع DW أن قطر “متورطة” في عدد من النزاعات كسوريا وليبيا على سبيل المثال غير أن الأمر يتعلق بـ“بروباغندا سعودية تقوم على اتهام قطر بدعم الجماعات الإرهابية، لأن السعودية نفسها متورطة في دعم الإرهاب كما ذكرت زعيمة حزب اليسار الألماني. السعودية تفعل ذلك لإبعاد الشبهة عنها كراعي أول للإرهاب من خلال نشرها للعقيدة الوهابية“.

الحقيقة الضائعة؟

الحرب الكلامية قد تكون أداة لذر الرماد في عيون شعوب المنطقة على حد تعبير الميرازي، فلو لا أزمة قطر لكانت المشاكل الداخلية “موضوعا رئيسيا الآن في السعودية ولكان موضوع انتقال السلطة في مقدمة الاهتمام الإعلامي السعودي وما قيل عن الإقامة الجبرية لولي العهد المخلوع محمد بن نايف، وهل ستخرج العائلة الحاكمة من هذه الأزمة سالمة أم لا؟” وجهة النظر هذه يتقاسمها العديد من المراقبين بالنظر للشكل الغريب الذي تفجرت به هذه الأزمة والطابع اللاعقلاني الذي اتخذته.

* شفقنا

210-104