شاهد..وثيقة سرية تفضح لأول مرة رواتب "الدواعش" في الموصل

شاهد..وثيقة سرية تفضح لأول مرة رواتب
الثلاثاء ١١ يوليو ٢٠١٧ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

نشر موقع "سبوتنيك" وثيقة مهمة تعود لتنظيم "داعش" الإرهابي، بعدما عثرت عليها قوات الشرطة الاتحادية أثناء تقدمها في محاورها ضمن عمليات تحرير محافظة نينوى ومركزها الموصل، شمالي البلاد، في معركة انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى إعلان النصر أمس 10 يوليو/تموز.

العالم - العراق

وتفضح الوثيقة انحدار رواتب عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل "ثاني أكبر مدن البلاد سكاناً بعد العاصمة بغداد".

ويسمي تنظيم "داعش" الرواتب بالكفالات التي تتفاوت بين عنصر وآخر والقادة، وترتفع على عدد الزوجات والأطفال خلافاً للداعشي الأعزب كفالته محددة بـ72 دولارا أمريكياً، ما يعادل نحو 95 ألف دينار عراقي، ومن بينها 40 مخصصة للطعام، وبذلك يكون الراتب الإجمالي للعنصر 32 دولارا.

وحسبما جاء في الوثيقة وهي خاصة برواتب شهر محرم (أول الأشهر الهجرية)، لعناصر كتيبة بالتنظيم يطلق عليها "كتيبة الإمام الترمذي"، تظهر أن أحد الدواعش وكنيته أبو جنى، وهو من مواليد 1991، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، راتبه مرتفع من بين الدواعش العزاب، ويتقاضى 184 دولارا أمريكيا، ما يعادل 214 دينارا عراقيا.

وعنصر آخر كنيته أبو ناصر من مواليد 1962، راتبه أعلى من راتب "أبو جنى"، لأن لديه من الأطفال ستة وزوجة، ومرتبه 256 دولاراً، ما يعادل 335 دينارا، واللافت أن تخصيص كفلة الطعام متساوية بين كل الدواعش وهي 40 دولارا حتى للذين لديهم زوجات وأطفال.

وقال من مصدر محلي في الموصل، التي أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تحريرها بالكامل من سيطرة "داعش" الإرهابي يوم أمس الاثنين 10 يوليو/ تموز، أن رواتب "الدواعش" تصرف حسب الظروف.

وأوضح المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن تنظيم "داعش" يصرف الأموال لعناصره الذين يطلق عليهم "الجنود أو المقاتلين"، على عدد زوجاتهم وأطفالهم، كلما زاد العدد ارتفع الراتب شرط أن لا يزيد عن 300 دولار.

وأضاف المصدر، أن القادة بـ"داعش" والذين يطلق عليهم الأمراء، رواتبهم تختلف عن العناصر العاديين، فالتنظيم يمنحهم الغنائم "المسروقات" التي أخذوها من بيوت النازحين والأقليات المسيحيين والإيزيديين، لتقاسمها  فيما بينهم لبيعها.

وليس الغنائم فقط، بل يحصل الأمراء بـ"داعش" على أكلات خاصة ودائماً تكون "الكباب المشوي"، و"القوزي" — اثنين من أشهر وأطيب الطعام العراقي، يأتيهم من البيوت الخاصة بالتنظيم في الموصل، على حد ذكر المصدر.

رواتب القادة

وكشف المصدر، أن رواتب القادة "الأمراء" بالتنظيم كانت 500 دولار فما فوق، لكنها انقطعت في السنة الأخيرة لهم في الموصل، قبل بدء العمليات العسكرية لتحرير المدينة من قبضتهم في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016، بسبب تعرض البنوك للقصف من قبل طيران التحالف.

وصارت رواتب القادة والعناصر "الدواعش"، تصرف ما بين 60-30 ألف دينار عراقي في أيامهم الأخيرة، والمعاقين منهم الذين أصيبوا بضربات لطيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، تم تسريحهم من قبل التنظيم ومن بينهم من أرسلوا كانتحاريين بسيارات مفخخة، أو ما يطلق عليهم بالانغماسيين "وهم انتحاريين مقاتلين بآن واحد".

وأفاد مصدر محلي آخر، بأن العناصر والقادة الذين غادروا نينوى ومركزها، قبل بدء عمليات التحرير وخلالها، نحو تركيا، قطعت عنهم رواتبهم ولا يصرف لهم التنظيم أية مبالغ بسبب أزمة اقتصادية خانقة يواجهها بعدما فقد سيطرته على القيارة "جنوب الموصل" في أكتوبر الماضي- والتي كانت المورد المالي الأساس له بسرقة النفط الخام من آبارها التي يقدر عددها بأكثر من 90 بئرا.

وفي وقت سابق، منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، علمت "سبوتنيك" من مصدر محلي من الموصل، بإعدام شاب يبلغ من العمر 19 عاماً، من سكان منطقة السرجخانة وسط المدينة، رمياً بالرصاص بسبب تركه العمل في صفوف التنظيم.

وذبح تنظيم "داعش" أحد عناصره العاملين في الأمن من الأنبار، في سبتمبر 2016 أيضاً، في قضاء القائم غربي الأنبار، إثر خلاف بعد تركه القتال عندما تقدمت القوات العراقية لتحرير محيط الرمادي مركز المحافظة من سيطرة التنظيم في وقت سابق من العام المذكور نفسه.

102-3